2024-03-28 06:23 م

تركيا ... تحصد نتائج زرع مَن خانوا وطنهم ...

2016-08-29
بقلم: جمال العفلق
في تطور واضح للازمة التركية الداخلية بعد عملية الانقلاب ، نجد أن انقره بدأت بتصدير أزمتها إلى الخارج والخارج اليوم هو سورية و العراق فالحكومة التركية اليوم التي تعاني من أزمة سياسية داخلية وخارجية على حد سواء كما أن فشل الجماعات الإرهابية في خلق منطقة عازلة تخدم المصالح التركية في الشمال السوري فشل إلى حد بعيد ولن يتحقق على المدى القريب بعد سيطرة الجيش السوري على خطوط الإمداد وإدخال الجماعات الإرهابية في حرب استنزاف قد تطول . فهل تركية قادرة على هذه الحرب وحدها ؟؟ يعلم الجميع حقيقة الدور التركي في الحرب على الشعب السوري وهذا الدور الذي بدأ بإنشاء معسكرات او مخيمات لجوء انتهى اليوم بالمشاركة الفعلية للقوات التركية بالخرب على الشعب السوري فخلال السنوات الماضية كانت الطبقة الحاكمة في تركية تقدم كل أنواع الدعم والتسهيل للجماعات الإرهابية وداعش واحد منها وليس الوحيد فكل من عمل مع الاستخبارات التركية وتحت إمرتها هو إرهابي بداية من ما سمي مجلس اسطنبول مرورا بائتلاف الدوحة الخائن وصولا للجماعات الإرهابية التي تستمد سبب وجودها الحقيقي من الشريان التركي إما بشكل مباشر آو عبره . ولهذا نجد القوات التركية اليوم تدخل الأراضي السورية وتعتدي على سيادة الأراضي السورية تحت سمع وبصر العالم بأسره بحجة حماية أمنها القومي ، كما ان القوات التركية تدخل إلى سورية دون إن تحسب حساب للدول العربية التي لا نتوقع منها الكثير ولا أي رد فعل إعلامي بالحد الأدنى وهذا ليس بالجديد علينا ، فقد سارع أمين الجامعة العربية لإدانة اتفاق داريا الذي تم بين الحكومة وأهل المدينة ولكنة لن يجد وقت لإدانة التدخل التركي في الأراضي السورية وان أعلن موقفة أو موقف الجامعة العربية فسيكون هذا مجرد فقاعة لحفظ ماء الوجه فقط ،لقد جاء الدخول التركي الى الأراضي السورية بتنسيق دولي وبعلم الإدارة الأمريكية التي أرادت ضرب الكتلة الكردية الرافضة للانفصال عن الوطن السوري وبتنسيق مع إقليم كردستان العراق الذي تسيطر على إدارته إسرائيل .ولفتح الطريق أمام ما يسمى الجيش الحر وهو تشكيل قديم حديث في الحرب على سورية حيث يستحضر هذا الاسم كلما دعت الحاجة إلية لحمايته من عمليات محاربة الإرهاب . وهنا يكون السؤال عن دور الحكومة السورية والجيش السوري في هذه المستجدات سؤال مشروع ؟ فموقف الحكومة السورية واضح رفض الدخول التركي واعتبر هذا الدخول هو اعتداء على سيادة الأراضي السورية ، وتعلم الحكومة السورية أنها تدافع عن الذين قرروا الانفصال وهاجموا المؤسسات الحكومية واحرقوها وشكلوا حواجز مهمتها طرد السوريين من غير الأكراد خارج الأماكن التي يسيطرون عليها ، ولكن على الحكومة السورية والجيش أن ينتظروا قليلا قبل يتدخلوا بين المقاتلين الأكراد الذين نذروا أنفسهم ورهنوا مستقبلهم ومستقبل قضيتهم لأميركا وأميركة باعتهم للأتراك وتركية التي تدعي أنها تريد إبعاد الخطر عن حدودها فقط .ولكن هذا الدخول التركي نزهة في الأراضي السورية فعلى تركيا دفع الثمن وسوف تدفعه عاجلا أم أجلا" ، وعلى الأتراك أن يجهزوا أنفسهم لعودة أكثر جنودهم محملين ، فنحن وبالرغم من تصريحات بعض الأكراد المستفزة للشعب السوري لن يقبل السوريين التخلي عنهم . حتى اليوم يمكننا اعتبار ان تركية حصدت أفضل النتائج بعد الكيان الصهيوني طبعا من بين الذين شاركوا بالعدوان على الشعب السوري ، فالعرب الذين دفعوا ملياراتهم خسروا في دمشق ومحيطها وحلب على طريق التسليم أو الاستسلام للجيش السوري ، أما الجنوب فهو نار تحت الرماد ستتكفل الخلافات بين العصابات الإرهابية بالإضافة للطوق الأمني الذي يشكله الجيش السوري إلى الدخول بمصالحات وتسليم للسلاح ونقل المرتزقة إلى الشمال أو عودتهم إلى الدول التي أتوا منها كما حدث في داريا التي أنهت الاتفاق والمعضميه التي ننتظرها ليكتمل فك الطوق عن المدنيين في دمشق وإنهاء حالة القصف العشوائي الذي كان يسبق كل مفوضات . بعد كل هذا هل حصدت تركيا زرع مَن خانوا وطنهم ؟ لم يكن لهذا كله إن يحدث لولا الخونة الذي رضخوا لأحلام أردوغان بإحياء مجد العثمانيين وتاريخهم الدموي في المنطقة . فالخونة قدموا لأردوغان أكثير بكثير من أحلامه وطموحاته ولكن بتكاليف اقل بكثير من المتوقع .والذين خانوا الوطن أغرتهم مخيمات اللجوء وبعض الطعام المجاني وقليل من الدولارات ، وآخرون كان نصيبهم أفضل بالعيش في فنادق الخمس نجوم ومحمية بأجهزة الأمن التركية ، فماذا سيقول ائتلاف الدوحة الخائن ومقرة في اسطنبول عن هذا الاعتداء التركي ؟؟ وماذا سيقول رواد المقاهي الباريسية والمتباكين على الشعب السوري إعلانيا عن هذا الاحتلال للأراضي السورية ؟ لن نرفع سقف توقعاتنا كثيرا" فمن الخطأ ان نطلب من خائن لوطنه رأي بقضية وطنية . رغم علمنا السابق ان الذين سيتحدثون عن هذا الاعتداء التركي إن تحدثوا سيجدون له المبررات الكافية . قد يقول احدهم إن مشروع تفتيت المنطقة وتقسيمها نجح ، ربما هذا هو الشكل ولكني على يقين ان تسارع الأحداث العسكرية والسياسية بالمنطقة سوف ينتج حالة فرز نهائي بين المنتمين للوطن والمقاومة وبين الذين يبحثون عن مظلة أجنبية تكون سبب لوجودهم .وهذا ليس بالأمر السيئ فلا بد من هذا الفرز وان كنا نتألم أن قاتلنا هو الذي كنا نتوقع ان يكون حامي لظهرنا .