2024-04-24 06:29 ص

سفاحو الديمقراطية .. المزيد من الدماء والنفاق

2016-09-25
بقلم: بطرس الشيني
فشلت داعش عبر هجمات متتالية وعشرات الانتحاريين الذين يقودون سيارات مفخخة بأطنان من المتفجرات في كسر دفاعات الجيش السوري في جبل الثردة بمحيط مطار دير الزور المدني , وفشلت آلاف الصواريخ والقذائف التي أطلقتها داعش في التأثير على معنويات جنود الجيش السوري عبر العشرات من الهجمات المتتالية خلال أشهر في المنطقة لكن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة " نجح " عبر حملة جوية ضخمة ضمت أحدث وأقوى الطائرات في تدمير مواقع الجيش السوري في جبل الثردة في مجزرة بشرية تلخص مدى انحطاط السياسة الغربية وتماهيها مع الارهاب الى درجة الترابط العضوي فما أن انتهت الضربة الجوية التي شاركت بها طائرات عدة دول يتغنى قادتها بالإنسانية والقانون الدولي حتى أعلنت داعش في مدة لا تتجاوز الساعة سيطرتها على الموقع المليء بالضحايا والجرحى وطبعاً لم تقترب أية طائرة من آلاف الأهداف الواضحة لمعسكرات داعش الإرهابية عبر مئات الأميال من الموصل الى الرقة بل استهدفت الموقع الرئيسي والاستراتيجي للجيش السوري في خدمة مباشرة وغير مسبوقة لأعتى منظمة ارهابية في المنطقة . مذبحة الثردة مثلت يوماً للعار لأمريكا وبريطانيا واستراليا والدانمارك وهي الدول التي أعلنت صراحة مشاركتها في المجزرة التي أدت الى استشهاد وجرح المئات من الجنود الذين يحاربون الإرهاب الداعشي منذ سنوات . لم يرف جف للرئيس الأمريكي " أوباما " وهو يخطب في اليوم الثاني للمجزرة في جمهور أمريكي على شاكلته لم يرف جفنه وهو يطلق أكاذيب مكررة حول تسويفات أمريكية لا تنتهي مثل سوف نستمر بمحاربة داعش سوف نقضي على الارهاب وهذا الكذب الوقح جاء بعد يوم واحد من تقديم الدعم العسكري الجوي لداعش والذي مكنها من السيطرة على الموقع الاستراتيجي في وقت تجاهل أوباما الحاصل على جائزة نوبل للسلام " دماء الضحايا بشكل تام وتابعت مرشحة حزبه الديمقراطي أكاذيبها حول ضرورة انتخابها كرئيسة أمريكية كونها الأكثر خبرة في مكافحة الإرهاب !!؟؟ .. ولاشك أن ملايين الأمريكيين سيصدقونها بفعل الخطط الإعلامية الأمريكية التي ظلت خلال سنوات تقلب الوقائع وتزور الأحداث وتشن حملات لتخدير الناخب الأمريكي من جهة ودعم الإرهاب اعلامياً بما يتوافق مع دعم الإدارة الأمريكية للإرهاب عسكرياً ومالياً واستخباراتياً .. ولخصت " سامنثا باور " سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة الصلف والعنجهية الأمريكية بصورة واضحة عبر استخفافها بما حصل وبدماء الضحايا أثناء اجتماع لمجلس الأمن وصاغت جملة تفيد بأنه ( إذا ) حددنا فعلاً أننا قصفنا موقعاً سورياً فتلك لم تكن نيتنا .. وهذه الجملة تكررت بطريقة ببغائية على ألسنة المسؤولين البريطانيين والدنماركيين والاستراليين وظل التعبير عن الأسف مقنناً بشروط تثير السخرية ولكنها تعكس مدى انحطاط أخلاق القادة الغربيين ومجتمعاتهم التي أوصلتهم الى الحكم (بأسلوب ديمقراطي ).. تستطيع رئيسة وزراء بريطانيا أن تنضم رسمياً وبقوة الى نادي القتلة الذي يشمل جميع رؤساء الوزراء في هذا البلد الاستعماري بعد أن " كحلت " عينيها بدماء الضحايا السوريين وهي تملك الكثير من الوقت والقوة لقتل مئات الآلاف خلال سنوات حكمها كما فعل سلفها في ليبيا والعراق وسورية واليمن وكما فعل من سبقه في قتل مئات آلاف الأطفال العراقيين والمدنيين . الدانمارك ذلك البلد الأوروبي الصغير الذي أصبح بجهود سياسييه مقراً لآلاف الارهابيين أثبت أنه قدم عربون وفاء للارهاب ورسالته حول المذبحة كانت موجهة لاسترضاء مواطنيه الارهابيين والداعمين للارهاب أكثر من أي شيء آخر وهذا البلد الذي يوزع خدماته " الانسانية " عبر جمعيات ومؤسسات " انسانية " عبر العالم الثالث تمثل واجهة للعمل الاستخباراتي سخر من دماء الضحايا السوريين بصورة مؤلمة كونه يقدم نفسه دوماً كبلد يضع في أولوياته حقوق الانسان في مقدمة اهتماماته في وقت يدعم فيه الارهاب ليس اعلامياً ولوجستياً فقط بل وعسكريا . حكومة استراليا " التي تمثل شعبها بأفضل صورة كانت بتصريحاتها حول مذبحة " الثردة " أشبه بمصاصي الدماء .. وجوه جامدة تشبه تماثيل الشمع تتحدث عن الضحايا وكأنهم مجرد " أشياء " وقالوا أنهم سيحققون ويأخذون العبر ..!!؟! . هؤلاء الذين تفصلنا عنهم مسافة تمثل نصف قطر الأرض تساهلوا في ايصال مئات الإرهابيين الاستراليين إلى المنطقة عبر شركات طيرانهم ودعم استخباراتهم وتعاملوا " بإنسانية" مع السفاح الاسترالي الذي قطع رؤوس العشرات من المواطنين السوريين وعرضها " بفخر استرالي" على أسوار حديقة في الرقة فيما قام طفله الصغير بحمل رأس مقطوع لأحد الضحايا وهم أمنوا الخدمات القانونية اللازمة لعائلات الارهابيين التي حاولت الالتحاق بهم وقدموا البيئة المناسبة لتوسع التطرف الذي يضرب منطقة الشرق الأوسط بلا حساب عبر تحالفهم مع الديكتاتوريات الملكية في الخليج التي تروج للارهاب وتدعمه بعشرات آلاف الارهابيين وبآلاف الأطنان من الأسلحة ومئات المحطات الاعلامية والصحف والمواقع الالكترونية . تذكر كتب التاريخ أن بريطانيا الاستعمارية كانت ترسل جميع المجرمين واللصوص والخارجين عن القانون إلى استراليا لاستيطانها وهؤلاء " بحسب زعمهم " واجهوا مجموعات من السكان الأصليين من أكلة لحوم البشر قتلوهم وربما كان هذا تبريراً "ملكياً" للقضاء على الشعوب الأصلية في استراليا أكثر قبولاً من قيام البريطانيين والأوروبيين المهاجرين إلى أمريكا بقتل ملايين الهنود الحمر "كهواية "حتى بداية القرن الماضي .. مشاركة استراليا في قتل السوريين والعراقيين واليمنيين ودعم الحكام القتلة في أكثر من دولة عربية ومساهمتها الفعالة في الأحداث التي عصفت بدول جنوب آسيا بعد الحرب العالمية الثانية وأدت لتصفية عشرات الآلاف من اليساريين والمتهمين بالأفكار اليسارية هذه المشاركة تشير إلى مدى وفاء الأحفاد لتاريخ الأجداد في أمة أسسها مجموعة من اللصوص وأكلة لحوم البشر .