2024-04-19 05:50 م

لم يدرك المسلحين سر اللعبة...فوقعوا في الفخ!!

2016-09-29
بقلم: الدكتور خيام الزعبي
منذ بداية الأزمة في سورية، وأمريكا تضع هدفاً واحداً معلناً لسياستها، وهو إسقاط نظام الرئيس الأسد، بغرض تحقيق الهدف الأكبر الخفي، وهو تفتيت الدولة السورية وفرض مشروع التقسيم الطائفي على البلاد، وكلاهما فشلت فى تحقيقه حتى الآن، لكنها ما زالت مستمرة فى محاولاتها وأهدافها، بالرغم من أن الشعب االسوري سحق كل المؤامرات والمحاولات الدنيئة التي ترمي إلى تقسيم سورية وتفتيتها من خلال الألاعيب السياسية، لذلك نستطيع أن نضع أيدينا في ماء بارد لإدراكنا إدراكا يقينياً بأن أمريكا وإستراتيجيتها ستلقى ذات المصير وذات الفشل الذي لقته أدواتها في سورية. على عتبات سورية تتبدد أحلام أصحاب المؤامرة، وهم يرون تساقطها الواحدة تلو الأخرى، فهناك أخبار مؤكّدة عن تكبّد المجموعات المتطرفة لخسائر مهولة في الأرواح والعتاد… وإثر هذه الخسائر طلبت هذه المجموعات من داعميها وحلفاؤها الإقليميين والدوليين، تمكينهم من ممرّ آمن للخروج من هذه المناطق باتجاه مناطق أخرى، وقبل عدة أيام رفرف العلم السوري في سماء مدن سورية كانت تحت قبضة هذه المجموعات، وفي الوقت ذاته، كانت المجموعات المتطرفة وأخواتها تتجرع مرارة أكبر هزيمة لها، حيث إستعاد الجيش السوري وحلفاؤه حي الفرافرة شمال غرب قلعة حلب بالكامل بعد القضاء على أعداد كبيرة منها، إذ إتسمت هذه المعركة بالسرعة والمباغتة وتم حسمها مبكراً وسط إرتباك المجموعات المسلحة التي كانت تتمركز في الحي، وتأتي إستعادة السيطرة على هذا الحي إستكمالاً للعملية العسكرية التي تم الإعلان عنها لتعزيز السيطرة على كافة الأحياء الشرقية في المدينة المحاصرة منذ أكثر من شهرين، فالسيطرة على حي الفرافرة يؤمن الطريق المؤدية الى القلعة القديمة. ويعد هذا التقدم الأول للجيش السوري وحلفاؤه داخل مدينة حلب منذ بدء الهجوم، على الاحياء الشرقية، بهدف إستعادة السيطرة عليها كما يعتبر جائزة إستراتيجية كبرى للجيش السوري وحلفاؤه وضربة قوية للمعارضة المسلحة، ومن خلال مواكبة سير المعارك في حلب سعت هذه المجموعات لإستخدام أسلوب الحرب الخاطفة لإستعادة سيطرتها على المناطق التي تم تحريرها بسواعد الجيش السوري، لكنها فوجئت بالمقاومة العنيفة للقوات السورية التي أنزلت بها خسائر كبيرة في المعدات والأفراد أجبرتها على التراجع جنوباً، وبذلك كانت معركة الفرافرة نقطة فارقة شكلت انتكاسة للمجموعات التي لم تستطع الصمود كثيراً أمام كثافة النيران رغم استخدامها أسلوبها المفضل في القتال وهو السيارات المفخخة والألغام والعمليات النوعية التي سعت من خلالها الجماعات المتطرفة لتجنب الإشتباكات المباشرة مع الجيش السوري، كل هذه المحاولات من مقاتلي المجموعات المسلحة لفرض أسلوبهم القتالي على أجواء المعارك لكنه لم ينجح، وبالتالي كانت النتائج عكسية عليها، بالإضافة إلى خسائرهم البشرية والميدانية، شكل كل ذلك ضربة لمعنويات مقاتلي التنظيمات الذين يعتمدون على الحماسة والإندفاع والانغماس، وقد انعكس ذلك على أدائهم في المعارك الأخيرة حيث قلت درجة صمودهم ميدانيا إضافة إلى تفضيلهم الإنسحاب وعدم المواجهة. اليوم الجيش السوري عازم على إتباع الإستراتيجية ذاتها التي أثبتت فاعليتها في مناطق أخرى من سورية عبر تقسيم الأحياء الشرقية المحاصرة إلى مربعات، وبالتالي فرض الإستسلام على المسلحين كما حصل في مدينتي داريا والوعر، برغن أن العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش على أكثر من محور في حلب يتسم بالبطئ والحذر الشديد نتيجة نقل الفصائل المسلحة مقراتها الى داخل الأحياء السكنية الاكثر كثافة، ما قد يؤدي إلى إمكانية زيادة الاصابات في صفوف المدنيين كنوع من اتخاذهم كدروع بشرية، وفي الاتجاه الآخر عزز الجيش السوري مواقعه في رحبة الإشارة ومحيطها بعد التقدم الذي حققه في مزارع الريحان بالغوطة الشرقية وتوسيع سيطرته في المنطقة، وسجل الجيش تقدماً في المزارع الممتدة بين الريحان وتل كردي في الغوطة الشرقية بعد إشتباكات عنيفة مع المجموعات المسلحة. يبدو الحسم على الأرض هو من سيجعل الدولة السورية تضع محاور وأسس وطريقة عقد حوار أو أي لقاء سياسي وفق الشروط التي تريدها فقط، ومن هنا نرى الإستماتة في معركة حلب وطرق المكر والخداع التي تتبعها الولايات المتحدة ومن معها لتحقيق أي مكسب على الأرض، ونجحت الدولة السورية حتى اللحظة بعدم الوقوع في فخ حلب، فأغفلت عينها وقفزت فوق الفخ، فقرار الحسم العسكري للمسلحين الرافضين لأي تسوية تم اتخاذه وسط قناعة الجيش السوري بإمكانية انهاء ملف حلب عسكرياً في ظل استمرار تعنت المسلحين وعدم الاستجابة لنداءات التسوية في حلب، بذلك بدأت نهاية المتطرفين ودقت ساعة الهروب لآلاف الإرهابيين باحثين عن فرصة للعودة الى بلدانهم الأصلية، بعد التقدم والنصر الكبير الذي حققه الجيش السوري في جبهات القتال وخاصة في حلب والمناطق الأخرى من البلاد، وبخسارة المتطرفين لهذه المناطق، تكون التنظيمات قد تلقت هزيمة كبيرة تجعل الجيش السوري أكثر شجاعة وقوة، فزوال القوى المتطرفة وأدواتها مؤكدة لأنها تحمل في طياتها كل أسباب إنهيارها كونها إتخذت العنف والإجرام هدفاً لها، كما تضمّ جماعات إنتحارية لا هدف لها غير الذبح والتدمير. مجملاً.....يمكنني القول إن سورية اليوم لا تحتاج إلى شهادة من إعلام الغرب وحليفه لتؤكد أنها تنتصر، فنحن نفهم عمق الخيبة التي يشعر بها الأميركان وأزلامهم العرب، وحجم الصدمة بالهزيمة التي حلت بهم بعد أن قدم الشعب السوري نموذجاً في الصمود والتضحية والفداء بكل ما يملك من أجل أن تبقى سورية منيعة قوية بجيشها الذي سطر كل أنواع الملاحم البطولية لتبقى سورية قلعة للصمود تنكسر على أسوارها كل مشاريع وتتحطم على أبوابها مخططات أدواتهم، لذلك فإن النصر على الإرهاب ودحره وإجتثاثه وإحباط مخططات داعميه باتت قريبة من المنال خاصة بعد أن إستطاع كسر المعايير المتعلقة بالتوازن, وإسقاط كل حسابات أمريكا والغرب بشأن سورية.
khaym1979@yahoo.com