2024-04-25 10:28 م

دعم مصر لفلسطين وسوريا يعزز الدور المصري الاقليمي والدولي

2016-10-15
القدس/المنـار/ المنطقة تمر في مرحلة مصيرية ومفصلية، ومن يدرك تداعياتها، وما يمكن أن يصاغ من معادلات مستندة الى عناصر الصورة التي باتت واضحة، أسبابا وأهدافا يستطيع أن يثبت نفسه رقما في هذه المعادلة، معادلة ستبرز أدوارا وتشطب أخرى، ومن يسقط عن الخارطة السياسية الدولية، يكون قد وضع نفسه في مهب الريح.
هذا الحال ينطبق على مصر، الدرع الواقي لقضايا الأمة، منذ حققت دورا رياديا في الاقليم والساحة الدولية، لذلك، استهدفت وما تزال قوى عديدة مرتبطة مع قوى الشر في واشنطن وتل أبيب، فهذه القوى تلعب في المنطقة لصالح الولايات المتحدة واسرائيل، ومنها تركيا والمملكة الوهابية السعودية، تحالفا وتنسيقا، وصولا الى درجة تشكيل ودعم المجموعات الارهابية في الساحة المصرية.
وتعرضت مصر للحروب والحصار والضغوط الاقتصادية والابتزاز، استهدافا للدور وكسرا للدرع، وسلخا لمصر عن محيطها وعروبتها، وفي الفترة الأخيرة كان واضحا هذا الاستهداف، من خلال مواقف وسياسات واغراءات بهدف دفعها الى داخل الخندق المعادي للأمة، والجهات المصطفة فيه لمواصلة التآمر على ملفات تسببت بها سياسة غادرة أعدّت في تل أبيب وواشنطن.
هناك عدة قضايا من خلالها تسعى الرياضة والدوحة وأنقرة، ومن خلفها الولايات المتحدة واسرائيل للنفاذ الى الجدار المصري واختراقه، لتتحول مصر الى مجرد أداه في خدمة مخططات العداء للأمة العربية، بمعنى أوضح اغواء القيادة المصرية ثم الضغط عليها، لتقف الى جانب المؤامرة الارهابية التي تتعرض لها المنطقة العربية، ومنذ أكثر من ست سنوات.
ومن هذه القضايا والملفات، القضية الفلسطينية حيث تدفع الدول المذكورة ومعها الامارات لأن تعادي مصر شعب فلسطين والمس بقراره وثوابته، من خلال اسناد وكلاء للدول المذكورة في الساحة الفلسطينية، أي وبدقة أكبر، الوقوف مع شخص بعينه، ضد شعب بأكمله، وما نخشاه أن لا تدرك القيادة المصرية ذلك، فتقع في الكمائن المنصوبة لها، وعندها، تفقد مصر دورها، وسلامة قرارها، وتفقد حب ووقوف شعب فلسطين مع شعب مصر على امتداد التاريخ، وأيا كان هذا المساس المصري فهو انزلاق خطير للقيادة المصرية، لا يتمناه لها شعب فلسطين.
أما الملف الثاني فهو ما تتعرض له سوريا من تآمر ارهابي بأشكال مختلفة يستهدف تقسيم سوريا، وضرب مواردها، واخلائها من الخندق المقاوم لقوى الشر، واتضح الهدف الخليجي التركي، عندما، اتخذت مصر مواقف داعمة للشعب السوري، واعلان رئيس مصر، أن بلاده صاحبة قرار مستقل، وهي ترفض الهيمنة على هذا القرار، هذه المواقف دفعت قوى التآمر الى التنادي ومعها جماعة الاخوان المسلمين، لفرض حصار على مصر والتراجع عن وعودها بالدعم الاقتصادي لشعب مصر، وأدركت القيادات المصرية، ما كنا قد حذرنا منه مرارا، لكن، الموقف المصري الداعم للشعب السوري، ووحدة أراضي سوريا، لا يعني أن الخلايجة والاتراك، سيصمتون على ذلك، بل أن رياح التآمر ضد مصر ودورها قد هبت، في لقاءات بالرياض وزيارات لقادة أتراك الى المملكة الوهابية السعودية لاعداد خطط التآمر والضغط على مصر.  لكن، ما لم تدركه قوى التآمر، أن مصر معنية وحريصة على موقفها ودورها الاقليمي والدولي، وبالتالي، هي ترفض أية خطط أو املاءات وحملات ابتزاز تمارس ضدها، فأية قيادة مصرية لا تحافظ على هذا الدور، فهي تكون منفصلة عن شعبها، ومصيرها الرحيل، وما يدعم الدور المصري الريادي، هو وقوف الشعب الفلسطيني الى جانب مصر، وأن لا تمس القاهرة، ثوابت وقرار هذا الشعب، واذا لم تواصل مصر وقوفها الى جانب فلسطين وقضيته، تكون قد خسرت الكثير، وحينها ستقع في براثن الاعراب والعثمانيين الجدد، وهذا ما لا نتمناه للاخوة في مصر، ولا نعتقد أن القاهرة ستقبل به، أو تدفع بنفسها الى الهاوية.