2024-03-29 05:39 ص

"إعصار الشمال" يقترب من توحيد حلب

2016-11-30
خالد اسكيف/ حلب
تخبط المسلحين في الداخل على خلفية الإنهيار الكامل في الأجزاء الشمالية للأحياء الشرقية سادَ المشهد العام. معلومات خاصة للميادين نت تفيد بأن قادة الفصائل توعدّت المحيسني القاضي الشرعي في "جيش الفتح" بتسليم حلب خلال يومين في حال لم يتم إنقاذهم، حتى وصل الأمر ببعض المسلّحين إلى المطالبة بالخروج بالباصات الخضراء إضافة إلى اتهام بعضهم البعض بالتخاذل والإنسحاب إلى الريف الشمالي لقتال داعش مقابل 200 دولار .
كأوراق الخريف تداعت أحياء حلب الشرقية أمام رياح إعصار الشمال. "إعصار الشمال بدأ من مشروع 1070 والضاحية ومساكن هنانو ومستمر وسيبتلع كل إرهابي في حلب وريفها " بهذه الجملة صرّح العقيد سهيل الحسن أحد أبرز القادة العسكريين في الجيش السوري العملية العسكرية تجاه أحياء حلب الشرقية ليتقدم الجيش مع حلفائه داخل المدينة شرقاً ويسيطرون على عشرين كيلو متراً مربّعاً من القسم الشمالي .
لعلّ معركة حلب أو إعصار الشمال تُرجمت ملامحها الأخيرة خلال الأيام الماضية لكنّها في واقعِ الأمر بدأت منذ خمسة أشهر منذ بدء معركة الطوق وإطباق سيطرة الجيش السوري على المدينة من الجهة الشمالية الغربية.
معركة الملّاح والكاستلو ربّما تأخرت بسبب ملحمة حلب الكبرى التي أطلقها جيش الفتح منذ أشهر وسيطر خلالها على الكليّات العسكرية وحي الراموسة جنوباً تبعتها معركة أبو عمر سراقب والتي تقدم بها أيضاً جيش الفتح بمنيان وضاحية الأسد، وعالج الجيش السوري وحلفاؤه هذه الخروقات، وإستعاد المناطق بعد عمليّات استنزاف قوّة جيش الفتح وباقي الفصائل المسلّحة على أبواب حلب الغربية، وخلط الأوراق للدول الدّاعمة كتركيا والسعودية وانسحاب ألف مسلّح من حلب إلى ريفها  بعيد زيارة أردوغان لبوتين في شهر آب/ أغسطس الماضي.
تطوّرات أثرت في حسم معركة حلب إضافة إلى الهُدن التي إختبر من خلالها الرّوس الموقف الأميركي مشككين في محاربة جبهة النصرة في حلب المدينة وعزلها عن المعارضة المعتدلة.
بالعودة إلى الميدان الحلبي الإنهيار السريع للمسلحين أمام تقدم الجيش السوري فاجأ الجميع بعيد السيطرة على بوابة الشرق مساكن هنانو، الحي الأكبر وعصب المسلحين، ومن الأحياء الأولى التي دخلتها الجماعات المسلحة سنة 2012 مهّدت هذه السيطرة لسقوط باقي الأحياء الشمالية، وأصبحت أحياء الحيدرية، جبل بدرو، بعيدين، الهلك، بستان الباشا، عين التل، الصاخور، الإنذارات، الشيخ خضر، الشيخ فارس، سليمان الحلبي، مساكن البحوث وصولاً إلى أطراف حي طريق الباب بعهدة الجيش السوري لكن هناك دوراً مهماً للمدنيين داخل الأحياء ساعد على تسريع هذا الإنهيار. 
رسائل الجيش السوري إلى المسلحين في حلب الشرقية المطالبة بتسليم السلاح والتسوية والهدن التي رفضوها وممارساتهم في منع المدنيين من المساعدات والمواد الغذائية، عوامل حرّكت الشارع الشرقي من المدينة، وخروج مظاهرات ضد المسلحين لتشكّل ضغطاً حتى وصلت الى خلافات واقتتال بين الفصائل الكبيرة كما جرى في مواجهات كتيبة "فاستقم كما أمرت" وحركة نور الدين الزنكي .
تختلف أهمية سيطرة الجيش السوري وحلفائه من حيٍّ الى آخر. شمالاً السيطرة على بعيدين أمّن طريق الجندول بالكامل والذي يصل إلى طريق الكاستلو (القوس الشمالي الغربي). الصاخور والسكن الشبابي وجبل بدرو والتقدم في حي طريق الباب يؤمن طريق مطار حلب الدولي من المدينة (القوس الشمالي الشرقي). سليمان الحلبي الحيّ الذي أشغل الحلبيّين على مدى أعوام الحرب وتتركّز فيه محطة تزويد المياه إلى المدينة بشقيها الشرقي والغربي والتي كانت جبهة النصرة تتحكم بها وبتزويد المناطق، حتى جعلت منها معاناة تزيد من كاهل المواطن الحلبي وخاصّة في فصل الصيف. بستان الباشا والهلك شمالاً نقطتا انطلاق قذائف المسلحين وجرر الغاز المتفجرة على أحياء الميدان والسليمانية والشيخ مقصود .
بحسب مصدر رسمي للميادين نت فإن عدد المدنيين الذين خرجوا من الأحياء الشرقية فاق الـسبعة آلاف وصلوا إلى الأحياء الغربية لحلب عن طريق الشيخ مقصود ومساكن هنانو وجبل بدرو وبعيدين. وبالتنسيق مع الجهات الأمنية السورية نقلوا جميعاً إلى مراكز مؤقتة في جبرين شرق مطار حلب. وتقوم محافظة حلب بتأمين الإحتياجات اللازمة والخدمات والمؤن الغذائية. كما خرج مئة مسلح عبر الممرّات الإنسانية التي حددّتها الحكومة السورية سابقاً بحسب ماذكره مركز حميميم .
تخبط المسلحين في الداخل على خلفية الإنهيار الكامل في الأجزاء الشمالية للأحياء الشرقية سادَ المشهد العام. معلومات خاصة للميادين نت تفيد بأن قادة الفصائل توعدّت المحيسني القاضي الشرعي في "جيش الفتح" بتسليم حلب خلال يومين في حال لم يتم إنقاذهم، حتى وصل الأمر ببعض المسلّحين إلى المطالبة بالخروج بالباصات الخضراء إضافة إلى اتهام بعضهم البعض بالتخاذل والإنسحاب إلى الريف الشمالي لقتال داعش مقابل 200 دولار .
لاشك أن التطور الميداني في الأحياء الشرقية كان سريعاً ومازال. المعطيات الميدانية تؤكد أن المعركة مستمرة للضغط على تواجد المسلحين في الأجزاء الجنوبية للأحياء الشرقية للمدينة، بالتزامن مع مساعي الحكومة السورية عبر محافظة حلب بتفعيل احتمال تسليم باقي الأحياء والضغط على المسلحين للخروج منها، وعلى ما يبدو فإن أمام حلب المدينة طريقاً واحداً، لقاء شرقها وغربها في قلعتها.
المصدر: الميادين نت