2024-04-25 10:31 م

الإرهاب يندمج مع الاعتدال في حلب.. لهيب النار وأكوام الحطب

2016-12-03
بقلم:  الدكتور محمد بكر
على وقع العمليات المتسارعة في وتيرتها لجهة التقدم الواسع المدعوم بكثافة النيران والقصف المركز لدمشق وحلفائها في حلب، حلّت فصائل المعارضة السورية المسلحة نفسها لتعيد الاندماج في كيان موحد تحت مسمى جيش حلب، بزعامة قائد عام( أبو عبد الرحمن نور)، وقائد عسكري( أبو بشير عمارة)، الخطوة لن تكن مطلقاً على قاعدة أن تصل متأخراً خيراً من أن لاتصل، والأهم انضمام جبهة فتح الشام " النصرة سابقاً" للجيش المزعوم، وهي المصنفة ارهابية على القائمة الدولية، إضافة لعدة فصائل كأحرار الشام وجيش المجاهدين وحركة نور الدين الزنكي وغيرها انخرطوا في هذا التشكيل، البعض ممن يُقدمون على الفضائيات كخبراء عسكريين واستراتيجيين ذهبوا بعيداً في توصيف تبعات وايجابيات الخطوة ناسين أو متناسين أن معركة حلب انتهت والمسألة باتت على بعد أيام، حتى الصحف الغربية باتت تضج كثيراً هذه الأيام وكذلك الإسرائيلية بالمعركة المحسومة لصالح الأسد في حلب، والبعض وجد فيها مؤشراً واضحاً لفشل السياسة الغربية في سورية، المعارضة لم تجد سوى أن تسلك طريق أردوغان في التطاول اللفظي الناري على سوء مآلات المشهد السوري بالنسبة له، وهو المتراجع عن كل أقواله عن الأسد بعد أقل من أربع وعشرين ساعة، وعلى ذات الصورة يأتي تشكيل جيش حلب لتصدير رسالة بمنزلة القنبلة الصوتية، انفجارها إعلامي ومفعولها صفر ميداني، اللهم إذا كانت هناك ثمة محاولة على قاعدة ( الورقة الأخيرة)، خلال الفترة القليلة القادمة لجهة ما صرحت به قطر بأنها سوف تستمر في دعم المعارضة السورية حتى لو تخلى  عنها ترامب، وإن خطوتها لن تكون منفردة بل في إطار جهد مشترك للدول الداعمين للمعارضة، ولا نعرف إن كانت زيارة الملك سلمان لقطر والحمية الفرنسية وحراكها الدولي هو لبلورة سيناريو ما. من قادسية الجنوب إلى حمرائه إلى معركة حلب الكبرى انتهاءً بتشكيل جيش حلب، تفشل المعارضة مراراً وتكراراً في صياغة مقومات ديمومتها وبقائها ووحدتها، وذلك لارتهانها واتكائها على قوى طافحة بصراعات النفوذ فيما بينها من جهة، وأخرى تسعى لتحقيق مصالحها وأحلامها عبرها،  فكانت تلك المعارضة بمنزلة ورقة اللعب خفيفة الوزن والتي سرعان ماتتطاير أمام إفرازات المشهد الدولي ولعبة المحاور. إن حالة الاندماج التي أعلنت عنها الفصائل في حلب ستقدم خدمة لدمشق وحلفائها وتنهي مسلسلاً طويلاً من الخلاف بين واشنطن وموسكو حول الفصل بين المعارضة المعتدلة والفصائل المتطرفة، وستكون بمثابة الحطب المتراكم والوجبة الشهية لنار الأسد وحلفائه، ولاسيما أن واشنطن أوباما تودع المشهد ولم يعد للوقت متسع لجهة التعويض أو الإنقاذ، ويبقى الأسى والألم على الأبرياء الذين يدفعون ثمن الصراعات الدولية الدموية.
* كاتب صحفي فلسطيني مقيم في ألمانيا
Dr.mbkr83@gmail.com