2024-04-19 08:30 م

لجنة "فتح" المركزية.. الامتحان الصعب .. محاذير ومطالب في مرحلة مفصلية

2016-12-07
القدس/المنـار/ اللجنة المركزية الجديدة التي انبثقت عن حركة فتح في مؤتمرها العام السابع، توضح دعم الحركة للرئيس محمود عباس ونهجه وبرنامجه السياسي ومواقفه، سياسيا، وفي علاقاته المنسوجة في الاقليم والساحة الدولية، وتحمل اللجنة المركزية الجديدة توافق واتفاق يعكسان اثارا ايجابية في تنفيذ البرنامج المتفق عليه، وحظي بالمواقفة داخل حركة فتح، بمعنى أوضح، أنه من الصعب حدوث تجاذبات أو "عكننات" بين أعضاء اللجنة في المستقبل فجميعهم داعمون للشرعية، وحريصون على عدم المساس باستقلالية القرار، لكن، هذا لا يعني، أن تغييرات على بعض الهيئات والمؤسسات لن تحصل، خاصة، بعضها، يفرض اصلاح ما يعتريها من خلل وتصدع، وافساح المجال لاخرين لتولي مواقع في هذه الهيئات، لتكون قادرة على تحقيق نجاحات تأخرت في حصدها.
في اللجنة المركزية الجديدة، حافظ غالبية الاعضاء في اللجنة السابقة على مقاعدهم، وهذا مؤشر على الاحتفاظ بنفس السياسات، ويعزز امكانية العمل كفريق واحد، بعيدا عن الارتباطات والاختراقات ومد الخيوط، فالمؤتمر السابع، وانعقاده في رام الله له معاني ودلالات كثيرة وكبيرة، في مقدمتها، أن الشرعية، قوية وهي حامية الثوابت والمسيرة، ومن يرى غير ذلك فهو مخطىء تماما، ولم يعد الوقوف بقدم هنا، واخرى هناك، عملية ناجحة أو سياسة وموقف يتخذ، كذلك، ما تمخض عن مؤتمر فتح السابع، شكل لطمة على وجوه الذين توهموا بحدوث مفاجآت تضعف الحركة، أو تشق صفوفها، فكانت النتائج رسالة قوية واضحة لتلك الانظمة التي غرقت في الوهم ذاته، معتقدة أن أحصنة طروادة، قادرة على تحقيق امنياتها، وبالتالي، قد تدفع هذه الرسالة تلك الانظمة على تغيير سياساتها ومواقفها من الشرعية الفلسطينية المتجذرة في أعماق ساحة الوطن، كذلك، الجهات الدولية التي شككت في قدرة فتح على تعزيز تماسكها، ونهوضها، ستعود الى مواقف اتخذتها سابقا، في أن الشرعية الفلسطينية صلبة وقوية وقادرة على صد التحديات، وافشال التدخلات محتفظة بقرارها المستقبل.
والأعضاء الجدد الذين دخلوا مركزية فتح وفازوا بعضويتها، سوف يشكلون رافدا قويا للجنة، فأحدهم روحي فتوح يمتلك قدرة وخبرة كافيتين لاحداث نقلة نوعية في عمل ومسيرة اللجنة المركزية، وهو الذي تقلد مناصب عديدة رفيعة خارج الوطن وداخله، ونجح فيها، ومعروف عنه، صلابته في الدفاع عن الشرعية والقرار المستقل.
وحسب دوائر ومصادر متابعة وعليمة، وفي ضوء دراستها لأيام انعقاد المؤتمر الستة وما جرى فيها، وما تمخض عنها، فان الرئيس محمود عباس، الذي جددت له فتح العهد والبيعة، هو الان اقوى موقفا ومكانة، أمام كل القيادات العربية والاجنبية، خاصة تلك التي "زاغت" و "انزلقت" لـ "تغطس" في بحر المكائد والأوهام والادعاءات، فهو الاقوى، كذلك، وجه المؤتمر السابع لفتح لطمة لقيادات اسرائيل، وتحديدا تلك التي راهنت على فشل المؤتمر، لتعزز ادعاءاتها الباطلة بأن لا شريك فلسطيني في عملية السلام.
الان، نجح المؤتمر، وتشكلت لجنة مركزية فتح الجديدة، وهي أمام امتحان صعب، ومفصلي، فاما أن تثبت نفسها، واما أن ترسب في امتحان استنهاض الحركة، ونجاحها يتطلب أولا العمل كفريق واحد، وعدم الاقتراب من الاجندات الغريبة المشبوهة، وحبال المال السياسي، ووعود الخلافة الكاذبة، اللجنة المركزية مدعوة للوقوف خلف قائد الحركة، ورئيس الشعب الفلسطيني، والمضي قدما في تعزيز نهجه الحكيم والحفاظ عليه، وقطع يد كل من يحاول الاقتراب من الثوابت والمشروع الوطني الفلسطيني وقرار الشعب المستقل.
إننا نتمنى ذلك...