2024-03-28 04:30 م

وجهة "داعش" بعد سوريا.. 6 أسباب لتكون باكستان

2017-01-01
نظرية اجتماعية حول الجماعات المسلحة تقول إن أسهل طريقة للتخلص منها هي خلق وطن جديد يلجأون اليه. نظرية نجحت في نقل التكفيريين من أفغانستان الى العراق فليبيا وبعدها الى سوريا. اليوم ومع توالي هزائم هذه الجماعات، خاصةً بعد تحرير حلب والموصل، اين سيكون "وطن داعش الجديد".

تقديرات استخباراتية تشير الى ان الوجهة بعد سوريا إما ليبيا او الحدود الأفغانية - الباكستانية. المكان الاول مضطرب اصلاً وغني بالنفط، اما الثاني فقد كان موطئ قدم سابقا، وفيه لا تزال تنشط حركة عشرات الخلايا النائمة.

مسؤول العلاقات الخارجية في مجلس وحدة المسلمين في باكستان السيد شفقت الشيرازي يرى ان حكومة بلاده برئاسة نواز شريف اتبعت سلسلة خطوات خلال الفترة الماضية تصب في إطار تجهيز باكستان دولةً مستقبليةً لهذه الجماعات.

اولى الخطوات بحسب السيد الشيرازي، تعيين شريف قائداً جديداً للجيش موالياً له (الفريق أول قمر جاويد باجوا). فأن تكون قيادة الجيش في باكستان بيد شريف يعني تحجيم العمليات العسكرية ضد الإرهاب، وتجاهل اعتداءاتها وتحركاتها على الحدود.

ثانياً، استطاع نواز شريف خلال الفترة الماضية السيطرة شبه المحكمة على وسائل الإعلام. فقد حول جزءا كبيرا منها لأبواق اعلامية لاذعة تدافع عن خياراته السياسية. يشير السيد الشيرازي الى ان الوسائل المقربة من شريف تتعاطى مع الاحداث بحدية وشراسة. ويذكر يوم أطلقت حركة انصار الله في اليمن صاروخاً على مدينة جدة السعودية، فسارعت هذه الوسائل لاعتبار الحادث قصفاً للعتبات الإسلامية، وتهديداً للكعبة المشرفة!

ثالثاً، نواز شريف ممسك بمفاصل القضاء. يشرح السيد شفقت الشيرازي كيف ان رئيس الحكومة الحالي، يمنع القضاء من اصدار احكام عادلة. فرغم الفضيحة المالية الاخيرة لشريف واخفائه تصريحات بممتلكاته قبل الانتخابات البرلمانية الاخيرة، وقبوله بالامتثال امام القضاء لا يصدر اي حكم ضده.

رابعاً، فضيحة مسرور نواز جانغفي. نائب حالي عن ولاية بنجاب ونجل مؤسس "جيش الصحابة" التكفيري في باكستان. قبلت حكومة نواز شريف ترشيحه -المرفوض قانونياً - للانتخابات البرلمانية. سهلت فوزه بترشيح اسم ضعيف يواجهه. اليوم مسرور جانغفي نائب الجماعات التكفيرية، يحظى بحصانة ولا ريب انه ينقل سلاحاً لها بين المناطق الباكستانية بموكبه. يرى السيد الشيرازي ان ادخال شريف العصابات التكفيرية بآلية الحكم "بوابة لهب" لشرعنة وقوننة إجرامهم في المستقبل.

خامساً، الكل في باكستان يعلم بارتباط نواز شريف بالخلايا التكفيرية. فهو متورط بتسهيل تحركاتهم وتخفيف الأحكام القضائية عنهم. اللافت مؤخراً بحسب مسؤول العلاقات الخارجية في مجلس وحدة المسلمين في باكستان اعادة احياء شريف خلايا نائمة وربطها ببعض. ويشير الى ان مسؤولين سعوديين زاروا باكستان مؤخراً، والتقوا بقادة هذه الجماعات وقدموا لها لدعم المالي والمعنوي الوافي كل ذلك بعلم ومساعدة من نواز شريف.

سادساً، طمس صوت الوحدة وإعلاء اصوات الفتنة. منذ أشهر وحكومة نواز شريف تعمل على مقاضاة رجال الاعتدال (السياسيين والدينيين) في باكستان. تعتقلهم بهمجية ليلاً، وتوقفهم لفترات طويلة من دون محاكمات. مؤخراً اعتقلت شيوخاً معروفين بدعوتهم للاعتدال ومحاربة الإرهاب. ويلفت السيد الشيرازي الى ان هذه السياسة التخويفية لدعاة الوحدة تقابلها سياسة تراخٍ من اصوات الوهابية والفتنة. فشيوخ الوهابية يدعون للحرب والإرهاب ولا يوقفهم أحد وحتى لا يسألون او يحاسبون على تحريضهم الطائفي والمذهبي.

المصدر: العهد