2024-04-19 02:17 م

الخاسر الأكبر في حرب سوريا

2017-01-03
بقلم: رابح بوكريش
النتيجة التي انتهت أليها حرب سوريا هي أن مبدأ التدخل في شؤون الدول الاخرى عن طريق القوة لم يعد صالحاً مستشهدة على ذلك بحرب العراق التي أفقدت فعلاً مصداقيّة هذه التدخلات، إضافة إلى الفشل الذريع التي منيت به القوات العسكرية المتواجدة في أفغانستان والعراق وليبيا لما خلفه من فوضى عارمة. والواقع أنه يوجد اسباب لهذا التدخل منها على الخصوص غياب الديمقراطية في هذه البلدان ، أن الأمر الذي لا شك فيه هو أنه عندما يرتكب زعيم عربي خطأ في بلاده لا بد يكون له تأثير في البلدان التي تنتظر الفرص للتدخل ، وهكذا سارت أخطاء هؤلاء الزعماء الى مصير أسود محتوم . والحقيقة الواضحة تماما إننا جميعا نعرف هذه الحقيقة ولكننا لا نفعل شيئا ولهذا فإن دواءنا أصبح مستحيلا تقريبا . إننا عندما نحاول أن نبحث بتفصيل ودقة عن الخاسر الأكبر في الحرب السورية .نجد كل ذلك سهلا لا محالة ونعتبر أن الخاسر الأكبر هو الشعب السوري ، أكثر من 400 ألف طفل يتيم، فضلاً عن تدمير 4500 مدرسة، مئات الآلاف من الأرواح و الإعاقة البدنية لمن عاش من الناس بسبب القصف ويُعدون بمئات الألاف، كما خسروا المليارات من الاقتصاد الوطني، وخسروا البنية التحتية للدولة وعادوا بالبلاد للوراء مئات السنين، وأهم من ذلك كله خسروا الوطن والاستقلال والسيادة. هذا وأنه من الصعب أن ننكر أن الخاسر الثاني هو ايران ، إذ يتّضح يوما بعد يوم أن حجم الخسائر التي تُمنى بها إيران نتيجة تدخلها في سورية، ليس فقط على المستوى الاقتصادي المؤثّر بالطبع، وإنما أيضاً على المستوى البشري حيث يسقط في ميدان القتال عشرات الجنرالات والمسؤولين العسكريين في الحرس الثوري، بطريقة لم يعد بالإمكان التستّر عنها في الداخل الإيراني أو إخفاء حجمها عن الإيرانيين أنفسهم الذين بدأوا يطرحون الأسئلة الكثيرة حول جدوى ما تم تحقيقه، ولا سيما بعد التدخل العسكري الروسي المباشر الذي جعل موسكو شريكة في المعركة وصاحبة الكلمة الأولى على طاولة المفاوضات حول مستقبل سورية . ويجيب أن لا يغيب عن الأذهان هنا خسائر اوروبا وحلفائها وبعض التنظيمات " التي تسمى المعتدلة " . في كل الأحوال لقد انقضى وقت التدخل العسكري لتغيير النظام وأصبح عبثا لا طائل تحته ، لهذا وذاك على الدول المتصارعة في سوريا أن تعترف أن كل شعب له حقه في الحرية والاستقلال وحقه في تقرير مصيره بنفسه . إن هذه الكلمات واضحة لا غبار عليه وهي موجهة أساسا الى تلك الدول التي تدفع الأموال للإرهابيين لتغيير الأنظمة .