2024-04-19 09:45 ص

تحذيرات من انزلاق القيادة الفلسطينية الى "لعبة المحاور"!!

2017-01-04
القدس/المنـار/ الشعب الفلسطيني بحاجة الى كل جهة أو دولة تقدم له يد الدعم والعون في المجالين السياسي والمالي، وهذا ما يجب أن تدركه القيادة الفلسطينية، قاعدة اساسية في بناء علاقاتها ومواقفها وسياساتها، مبتعدة عن المحاور في الاقليم والاصطفافات المتغيرة في المنطقة، تفاديا لفقدان نصير هنا وداعم هناك.
في الساحة العربية، محاور عدة، هناك المحور السعودي الارهابي الذي يشن حربا همجية على الشعب اليمنين وهو نفسه المحور القذر الذي يرعى عصابات ارهابية في سوريا والعراق، ولا خلاف بين هذا المحور، والمحور التركي القطري الاخواني، فكلاهما ارهابيان يعملان في خدمة الولايات المتحدة وتربطهما علاقات تحالف مع اسرائيل، وهما أيضا يسعيان لضرب الدور المصري، وتصفية القضية الفلسطينية اشهارا للعلاقات المتنامية القوية مع اسرائيل نحو تطبيع شامل وعلني مع تل أبيب التي نجحت في تجنيد المحورين اذرعا استخبارية لها، تجمع بين الجانبين مواقف مشتركة ازاء قضايا المنطقة، واسنادا متبادلا استخباريا وعسكريا، وصل حد مشاركة اسرائيل في العدوان المستمر على كل من اليمن وسوريا.
أمام هذا التمحور في الساحة العربية، والتطورات في المنطقة والمعادلات التي ترسم، يبدو أن القيادة الفلسطينية تقف حائرة، وتتعرض لتهديدات واغراءات لتحديد المواقف، والى أي من المحاور ستنضم، لكن، عدالة وحساسية القضية الفلسطينية والحرص على عدم فقدان أي من الجهات الداعمة بمعنى الحاجة لدعم الجميع تفرض على القيادة الفلسطينية النأي بنفسها عما يجري، وتبتعد تماما عن دوائر المحاور، أو الانحياز لسياسات هذا المحور أو ذاك.
غير أن ما نراه، عبر تحركات القيادة الفلسطينية، ما يثير القلق والخوف، تحركات اذا ما استمرت، قد تفقد شعبنا الكثير على صعيد استقلالية القرار والشكل المتفق عليه، وما تجمع عليه كافة التيارات الفلسطينينة من طرق وأساليب تنتهج لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي، ما نراه من تقارب بين القيادة الفلسطينية ومشيخة قطر وتركيا، والابتعاد عن دول أخرى يشكل خطرا كبيرا له تأثيرات سلبية قاتلة.
فمشيخة قطر وتركيا بلدان متحالفان مع اسرائيل ويشاركان في الحرب الارهابية الكونية التي تشن على سوريا، وهما يعملان على جر الفلسطينيين نحو تسوية مع اسرائيل عنوانها تصفية القضية الفلسطينية وتعميق الخلاف والانقسام في الساحة الفلسطينية، وتدمير المشروع الوطني الفلسطيني لصالح المشروع الاخواني، لذلك، الدخول في لعبة التحالف واستعداء هذه الدول لصالح تلك، هي التهلكة بعينها والسقوط نفسه، بكل ما يحمله من ويلات وكوارث شعبنا في غنى عنها، ونأمل أن لا تكون القيادة الفلسطينية هي المسبب لها، من خلال تصرف متسرع، أو ردا على موقف لم تفسره بحكمة ودقة في تضخيم غير موفق ولا لزوم له، لمسألة ما كانت لتأخذ هذا الحيز من الاهتمام والمتابعة في الساحة الفلسطينية، ومن جانب القيادة نفسها.