2024-04-20 02:07 م

تركيا من اليمين الى اليسار .. وتحالف العدوان ينتظر ترامب

2017-01-08
بقلم: جمال العفلق
تتصدر تركيا الاحداث في المنطقة ، فبعد الهجوم الناري من اردوغان على الادارة الامريكية والتحالف الدولي ودخول القوات التركية الاراضي السورية ودون موافقه من الحكومة السورية وبحجة محاربة داعش الذي اصبح يناور بعمليات ارهابية على الاراضي التركية ، هذا الانتقال الذي كان متوقعا وخصوصا بعد محاولة الانقلاب في تركيا وزيادة اعداء اردوغان في الداخل والخارج وتخلي الحلفاء عنه في اوقات مفصلية كان بحاجة فيها لدعمهم ، فالادارة التركية شعرت انها مستهدفه وانها حكومة غير مرغوبة بها اوربيا ودوليا وحتى على مستوى الداخل ما فعلته تلك الحكومه من اعتقالات وتمديد لحالة الطوارئ خصوصا ان اردغان يتحدث عن الديمقراطية بصيغة تقدمه على انه الديمقراطي الاوحد في العالم على عكس افعاله التي تشكل قلق لكل المحيطين به . ولكن تركيا اليوم شكلا مع التحالف الروسي الايراني وليست ضده وقد يكون هذا التحالف مؤقت لان تركيا بحاجة للخروج من كرة المشاكل الكبيره التي نتجت عن سياسة صفر مشاكل وتحولت الى مشاكل اقليمية ودولية فعربيا تركيا على خلاف مع العراق وسورية وتاتي مصر في الترتيب الثاني بعد خلع الجيش لجماعة الاخوان المسلمين اما عربيا فلا يوجد هند تركيا ما تقدمة للحلفاء العرب وخصوصا في الخليج غير تصورها واقتناعها انها الدوله الوحيده المؤهلة لحمل راية الاسلام . ومشاكل تركيا مع ايران لا تقل تعقيد عن مشاكلها مع الاتحاد الاوربي الذي يساوم حكومة اردوغان على كل كبيرة وصغيرة ومازال عالق خارج الاتحاد الاوربي الذي يصدمة دائما بالرفض . وفي انتظار انتقال السلطة الى الادارة الجديده في الولايات المتحده ، وما يسبق هذه الادارة من تصريحات متفاوته في الحده ومختلفه بالاهداف فكل شيء اليوم لدى الادراة الجديده هو بورصة فيها بيع وشراء فلا بيع للمواقف الامريكية بالمجان ولا تحالف بدون دفع اموال ولا قرارات في مجلس الامن دون ثمن وهذا ما يقلق تركيا اولا لانها ستتحمل نتيجة توقف الدعم عن الجماعات الارهابية العاملة في سورية وبنفس الوقت تعلم تركيا ان تحالف اعداء سورية وشعبها عاجزون تماما عن العمل لوحدهم دون الادارة الامريكية ، وهنا سيكون على الجميع اخذ الحيطة من القادم ، لكن تحالف العدوان وخصوصا العربي منه فضل المراوحة بالمكان والبقاء على عتبة الباب في انتظار وضوح الصورة وما ستفعلة ادارة ترامب بعد تسلمها الرسمي وما ستتخذه من قرارات اتجاه ايران وروسيا وسورية وهل ستستمر اميركا في دعم الارهاب وتزيين هذا الدعم بعبارة دعم الجماعات المعتدله أو أنها بالفعل ستتخلى عن المشاكل الدولية التي تشكل اميركا جزء منها اذا لم تكن هي بالاساس صانعه لها ؟ هذا ما لا يمكن توقعه او حتى انتظارة وخصوصا من قبل السوريين الذين يبحثون عن الخلاص وانهاء الحرب ، فحتى اليوم لا يوجد الا التصريحات عند الادارة القادمة ويعلم الجميع ان الحزب الجمهوري والذي جاء بدونالد ترامب فيه قوة ضاربة ترفض التعامل مع التحالف الروسي الايراني وكذلك هي مجموعه تعمل على مشروع تدمير سورية لانها تجد في هذا التدمير خدمة للكيان الصهيوني الذي يعلن يوميا قلقله من تنامي قوة المقاومة المدعومة من سورية . الانتقال التركي من اليمين الى اليسار قد يكون حالة مؤقته لا يمكن الاعتماد عليها فالتركي لا يجيد فن الاخلاص بالعلاقات وهو جيد جدا في الانقلاب على الحلفاء والتخلي عن الاصدقاء بل تركيا هي اسوء من ذلك بكثير لانها تعيش دائما حالة انها صاحبة الحق ، فتركيا التي تدعي انها راعية من الثلاثية للمفاوضات القادمة في <<استانتة>> وانها الضامن لتنفيذ الاتفاق الناتج هي نفسها التي تدير عمليات الارهاب ضد الشعب السوري ومن خلال النصره وغيرها من الجماعات ، والسعي التركي لتشكيل صورة رومانسية عن عملية درع الفرات ليس الا تدخل سافر في شؤون دوله ذات سياده وعملية ابتزاز ، وبالرغم من هذا فتركيا تهرب الى الهاوية من خلال هذا التورط العسكري فالواقع على الارض ليس وردي كما تصفه الصحافه التركية والانتصارات مازالت اعلامية لان القوات التركية ومن معها مازالوا في حالة مراوحه بالمكان واذا كانت تركيا صادقة في انتقالها هذا فعليها طرد من تسميهم معارضة سورية وخصوصا ان تركيا لديها معلومات عن هؤلاء ومن الجهات التي تفدع لهم وتحركهم . اما تحالف اعداء سورية ومن بينهم ما يسمى ائتلاف الدوحة الخائن الذي توجه منذ ايام الى قطر لاخذ التعليمات والعمل على تعطيل اي مفاوضات فهو يعيش اليوم كما الامس حاله الضياع والغرق في التقارير الكاذبة التي ينشرها مدعي انه يمثل حكومة تعمل على الارض وتمارس سلطتها ولكن لا احد يعلم اين ومتى فالعالم اليوم يتحدث عن الحل السياسي والمعارضة السورية وتحالف العدوان مازالوا يقومون بسحب الصور من مواقع التواصل وتحويلها الى قصص يتسولون فيها العطف السياسي من بعض الذين مازالوا يصدقون هذه المسرحيات الفاشله ، وليس هناك رغبة لدى المعارضة ولا داعميها للبحث عن حل فالجهل في التغيرات الدولية وانعدام الشعور الوطني لدى من يدعون انهم معارضة في الخارج مازال مسيطر والاعتماد على اعداء الوطن هو عامود سياستهم ويبقى ان انقول رغم السعي السوري للحل السياسي فان اليد ستبقى على السلاح فعدونا غدار وليس مؤهلا لحفظ العهود والمواثيق . ومازلنا نتمنى ان تعود ادلب دون قتال ولكن اذا لم تعد هي معركة اخرى يفرضها الواقع لا نسعى اليها ولكن ان حدثت ستكون حاسمة والنصر حليف الحق .