2024-04-24 03:22 م

زيارة يلدريم دليل انتصار العراق

2017-01-11
بقلم: سلام محمد العامري 
قال الخالق سبحانه في القرآن الكريم: "وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا ...." الأنفال آية 61. منذ سقوط الطاغية عام 2003, وتُركيا نَصَّبت نفسها, المدافع عن حقوق الطائفة السُنية, ليس حباً بهم, بل لدوافع مُشبعة بأطماع قديمة, ولدفع الضرر عنها, حيث خطر الكرد الأتراك, وتكوين دولة كردية. سَمَحت تركيا بإقامة عدة مؤتمرات, كان أشهرها مؤتمراً تحت اسم( نصرة العراق)؛ وقد كان أبرز المحدثين فيه عدنان الدليمي؛ المعروف بالطائفية والتواطؤ مع الإرهاب, لعقدته المتأصلة ضد الشيعة, والذي يصفهم الروافض والصفوية, كغيره من بعض ساسة العراق. تَصورٌ خاطئ ساد عقول بعض الساسة السنة؛ أن شيعة العراق, الذين ظُلموا أيما ظُلمٍ, إبّان حكم صدام, لمعارضتهم سياسته الدكتاتورية, سينتقمون من الطائفة السنية, حيث قَرَّبً صدام أبناء المناطق السنية, وأبناء عشائرها من الرمادي, والموصل وتكريت على الأخص, أما أبناء المذهب الشيعي, فكانوا من الدرجات الدُنيا, إلا من بايَعهُ ورضخ لعقيدة حزبه. بَعدَ إسقاط مشروع المُحتل الأمريكي, حيث تَبَّنت المرجعية, استفتاء شعبياً عن نوع الحكم, ليختار الشعب العراقي بأغلبيته, النظام البرلماني لضمان عدم عودة الدكتاتورية, وجرت الانتخابات الأولى, دون مشاركة من بعض الأحزاب, بحجة مقاومة الإحتلال, بعد مرحلتين تمهيديتين, الأولى مجلس الحكم, والثانية الجمعية الوطنية, انخرط بعض الساسة, من الحزب الاسلامي وغيرهم, كممثلين عن الطائفة السنية. بالرغم من اكتمال مشاركة المكونات, إلا أن المخاوف لم تتبدد, فالتدخلات الخارجية الإقليمية فَعَلَت فعلها, فتم العَمل بسياسة التوافق السياسي, من أجل إثبات حسن النية, والشروع لتكوين الحكومة الجديدة, إنَّ ذلك لم يرق لبعض دول الجوار, حيث كانت تركيا, على تلك القائمة, حيث لا ترغب باستقرار الساحة العراقية, متخذة من الطائفة السنية, سهماً بالوصول لمبتغاها. عام 2013 – 2014, تم افتعال تظاهراتٍ واعتصامات, أشبه ما حدث في سوريا, فتغلغلت قوى الظلام, يساندها ساسة مدفوعي الثمن ليَعتَلوا المنصات؛ فتصور النظام التركي, أن الفرحة قد سنحت, لعودة الدولة العثمانية, فسمحت لدخول داعش, وابتاعت النفط العراقي منهم, ورفضت الدخول ضمن التحالف الدولي, لمحاربة الإرهاب. عند معركة تحرير الموصل, دخلت قطعاتٌ من الجيش التركي, دون أخذ موافقة الحكومة العراقية, ما أدى لتصعيد في التصريحات من الجانبين, تميزت بتصدٍ جريء, من طرف الحكومة العراقية, فبادر الطرف التركي, بإرسالِ رئيس حكومته, من أجل الاتفاق, للضرر الذي أصاب تركيا, من الناحية الاقتصادية والأمنية. بالنظر للمرحلة الصعبة, فقد استقبلت حكومة العراق, الوفد التركي بشكلٍ رسمي علني, لِتُثب للعالم أجمع, أنها دولة سلام, برغم الجراحات العميقة, التي سببتها السياسة التركية. كانت الآية 86 من سورة النساء" وإذا حُييتم بتحية, فحيوا بأحسن منها او ردوها ..", مثالاً لتسامح العراق عَما كان, عسى أن لا تعود البغضاء بين الجارة تركيا.
Ssalam59@yahoo.com