2024-04-16 11:43 م

هل تعيد فرنسا النظر في علاقاتها مع سورية؟

2017-01-11
بقلم: احمد صلاح
على الرغم من أن باريس تزود مقاتلي ما يسمى المعارضة المسلحة بالأسلحة منذ عام 2012 فلا تزال سورية تكون من الأوليات الفرنسية في الشرق الأوسط. استقبل الرئيس السوري بشار الأسد 8 يناير وفدا فرنسيا برئاسة تييري مارياني عضو الجمعية الوطنية الفرنسية ويضم الوفد عددا من أعضاء الجمعية الوطنية الفرنسية ومجموعة من المثقفين. وقال الأسد إن سياسة فرنسا الحالية منفصلة عن واقع الحرب في سورية وساعدت على زعزعة الأوضاع. حسب رأيه تدعم فرنسا التنظيمات المتطرفة التي تهدد ليس فقط على شعوب منطقة الشرق الأوسط بل على شعوب الدول الأوروبية. وأعرب الرئيس السوري عن أمله بأن زيارتهم إلى سورية وخاصة في حلب يمكن أن تساعدهم في تشكيل آراء واقعية حول جرائم الإرهابيين ضد الشعب السوري. من جانبهم أكد أعضاء الوفد أن زيارتهم إلى سورية وخاصة في حلب قدمت لهم فرصة حقيقية لمشاهدة ما يدور في سورية وما تعرض له الشعب السوري. وأشار الفرنسيون إلى تحسن كبير في الأوضاع على الأرض ما يثبت قدرة الشعب السوري وجيشه على الصمود في مواجهة الإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار في بلاده. يعتقد أعضاء الوفد أن المجتمع الغربي ولا سيما الفرنسي بات يدرك أن الصورة الواردة من وسائل الإعلام الاوروبية الرئيسية عما يجري في منطقة الشرق الأوسط وسورية ليست واقعية وفيها الكثير من تشويه الحقائق. كما أعربوا عن استعدادهم لتقديم للمجتمع الدولي الصورة الصحيحة ما يجري على أرض الواقع دون تزييف. وبشأن زيارتهم إلى حلب أكد مارياني أن الوفد اطلع على حقيقة الأوضاع في المدينة واستمع من أهاليها والمهجرين في مراكز الإقامة المؤقتة إلى الجرائم والممارسات الشنيعة التي ارتكبها الإرهابيون بحقهم ما أجبر المدنيين على ترك منازلهم. وأشار إلى أن أي انتصار تحققه سورية في مواجهة الإرهاب يمثل حماية للشعب الفرنسي وأن الإرهاب الذي يستهدف سورية هو الذي يستهدف فرنسا. كذلك أعرب النائب عن أمله بأن يفضي الحوار السوري المرتقب عقده في أستانا عاصمة كازاخستان إلى حل سياسي للأزمة في سورية. ويأمل مارياني بأن يكون هناك تغيير كبير في السياسة الفرنسية تجاه سورية عقب الانتخابات الرئاسية الفرنسية المخططة على أبريل-مايو عام 2017. فمن الواضح أنه حينما يدير فرانسوا هولاند البلاد من السابق لأوانه القول إن باريس مستعدة لتغيير موقفها تجاه الأزمة السورية وشخصيا إلى الرئيس السوري بشار الأسد. يأمل الفرنسيون فقط أن الرئيس الجديد سيغير السياسة الخارجية في الشرق الأوسط وخاصة علاقات فرنسا مع سورية حيث تجري الحرب الأهلية منذ حوالي 6 سنوات.