2024-04-24 01:59 ص

عام التحوّل الكبير

2017-01-12
بقلم: عبد الحكيم مرزوق
ونحن نستقبل عاما ً جديدا ً تعود بنا الذكرى ، للتوقف عند بعض المحطات التي تركها خلفه العام المنصرم هل كانت أحداثه مؤلمة وقاسية في حياتنا ، أم كانت مشرقة وجميلة ونتمنى أن تتكرر في معظم الأوقات . لاشك أن عام 2016 كان مؤلما ً وقاسيا ً لدى جميع السوريين،وعلى كافة المستويات نظرا ً لظروف الحرب الكونية التي تتعرض لها بلدنا من قبل أعتى الدول الاستعمارية في العالم على مدى السنوات الست الماضية والتي حشدت لها كل حثالة الأرض للقتال ضد الدولة السورية ولإسقاطها ،وحشدت أيضا ً أموال طائلة كانت تكفي باعتقادي لمزيد من الرفاهية لأعداد كبيرة في العالم وربما ترفع من قيمة الأمن والاستقرار وتمنع المجاعات في أكثر من دولة من دول العالم النامية ، كما حشدت أدمغة كثيرة وعقول استخدمت كل مالديها من خبث كي يعم الدمار والقتل وتسيل الدماء في أكثر من مكان في سورية التي كانت ومازالت رقماً صعباً لم يستطع كل حثالة الأرض وأدمغتهم الشيطانية أن تتغلب على الدولة السورية التي كانت في عام 2016 أقوى من كل الأعوام التي تعرضت فيها لهذه الحرب الكونية الدنيئة بمساعدة مشيخات وممالك الخليج وبعض الدول التي باعت نفسها للشيطان في سبيل إضعاف وإسقاط الدولة السورية ويأتي في طليعتهم نظام أردوغان الذي وظف كل طاقاته لعبور المسلحين عبر الحدود مع أسلحتهم ومعداتهم وقدم لهم المساعدات اللوجستية عبر السنوات الماضية وكذلك فعل نظام المملكة الأردنية الهاشمية الذي لم يكن دوره نزيها ً بل كان غارقا ً بالعمالة والخيانة لأشقائه في لغة الضاد ، مع كل ذلك ، ومع كل تلك المؤامرات والخيانات العربية... العربية لسورية التي احتضنت كل الأشقاء في السنوات الماضية عبر الأزمات التي كانوا يتعرضون لها حيث قدمت لهم ولقياداتهم لهم كل المساعدات إلا أنهم لم يكونوا على نفس المستوى والحس الوطني الذي كانت عليه سورية على الدوام . بعد ست سنوات من الحرب على سورية لم تستطع كل قوى الإستكلاب أن تكسر شوكتها ، بل صمدت سورية وحققت انتصارات كثيرة في عام 2016 في الكثير من الجبهات ويمكن اعتبار عام 2016 في تاريخ الحرب الكونية على سورية هو عام التحوّل في مسيرة هذه الحرب الدنيئة التي تعرضت لها حيث كان الانتصار الأكبر هو انتصار سورية في حلب وتم تحرير حلب من رجس العصابات الإرهابية ومن جيوش المرتزقة التي عاثت فسادا ً ودمارا ً وارتكبت العديد من المجازر بحق أهالي حلب الآمنين الذين لم ينصاعوا لأوامرهم ولم يكونوا إلا شرفاء سوريين لم يبيعوا كرامتهم ولا أنفسهم في مزادات النخاسة الدولية . في عام 2016 ومع انتصار سورية وحلفائها الروس والإيرانيين والمقاومين من حزب الله تغيرت المعادلات وسقطت الكثير من الأوراق التي كانت تعوّل عليها أمريكا في إسقاط وإضعاف الدولة السورية ، وكذلك شهدنا كيف تباكى الاتحاد الأوروبي ، وكيف علت أصوات بعض الدول الاستعمارية كفرنسا وانكلترا وألمانيا لأن الهزيمة النكراء التي تعرضت لها العصابات الإرهابية في حلب لم تكن متوقعة ولذلك فقد سارعوا لطرح بعض مشاريع القرارات في مجلس الأمن لدعم تلك العصابات ، ولكنها فشلت بفضل الفيتو الروسي والصيني . انتصرت حلب هذا هو العنوان الأبرز في عام 2016، وهو الذي سيكون له مفاعلات كثيرة في الفترة القادمة، وكما قال السيد الرئيس بشار الأسد فإن مرحلة تحرير حلب ليست مثل ماقبل التحرير. ان هذا الانتصار الكبير جاء بفضل الجيش الوطني، الجيش العربي السورية الذي قدم آلاف الشهداء خلال الحرب الكونية الدنيئة على سورية وله ترفع القبعة، والرحمة لشهداء سورية مدنيين وعسكريين،وكل الشكر لكل الوطنيين والشرفاء في العالم الذين وقفوا إلى جانب سورية في حربها مع الإرهاب خلال السنوات الست الماضية وعلى رأسهم روسيا والصين وإيران ومقاتلي حزب الله. عام 2016 سنذكره كثيرا ً، وسيذكره التاريخ ليس لشيء إلا لأنه كان عام التحوّل وعام الانتصار وعام تحرير حلب وان شاء الله يكون عام 2017 عام الانتصار الأكبر على كل الإرهابيين والعصابات الإرهابية حين يتم إعلان الانتصار على كافة الأراضي السورية.
* كاتب وصحفي سوري 
marzok.ab@gmail.com