2024-04-19 11:45 م

الجزائر.. والمؤامرات الخارجية

2017-01-13
تونس ـ روعة قاسم 

هدأت الاحتجاجات الاجتماعية في الجزائر بفعل حكمة الدولة الجزائرية، التي اعتمدت الحوار ولم تجنح إلى العنف وهي التي تدرك تمام الإدراك أن هناك من لا يريد الخير لبلد المليون شهيد ويرغب في إقحامه في دائرة مشروع ما يسمى الربيع العربي أو الفوضى الخلاقة. وهي تدرك أيضا أن هذا المشروع قائم بالأساس على استغلال الاحتجاجات الاجتماعية وتأجيجها إعلاميا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وعلى الميدان من خلال قنص متظاهرين ونسب ذلك إلى النظام ثم تحريك قوى الإرهاب وإدخال البلدان في فوضى قد لا تعرف نهاية على المدى القريب والمتوسط على الأقل.

وهناك وعي مغربي بأن سقوط الجزائر - لا قدَّر الله - هو ضربة قاصمة لاستقرار المغرب العربي برمته مع هذه الفوضى التي تعيشها ليبيا، ونزاع الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة البوليساريو. كما تونس تحاول بفضل نخبتها ووطنييها الخروج بأخف الأضرار الممكنة من هذا المشروع الذي يهدف إلى إنشاء سايكس بيكو جديد ويبدو أن موجته العاتية تكسرت على صخور شواطئ بلاد الشام.

التحريض الإعلامي

وكالعادة، وعلى غرار الحالة التونسية، لعب الإعلام الفرنسي الرسمي دوره في التحريض على الجزائر خلال هذه الأزمة على أكمل وجه. فبثت نشرات الأخبار تقارير تهول من شأن الحدث وجيء بمن قيل أنهم معارضون من باعة الأوطان للتهجم على النظام، وأغلب هؤلاء من الفرنكوفونيين ممن تحسر آباؤهم وذرفوا الدموع على رحيل فرنسا من الجزائر.
كما لعبت بعض القنوات العربية المعروفة في هذه الأزمة دورها المعتاد الذي لعبته مع البلدان العربية التي شهدت الفوضى الخلاقة. فحرضت على النظام الجزائري وهولت الأمر حتى اعتقد المشاهد أن الجزائر سحقت عن بكرة أبيها وخرج شعبها من العاصمة إلى تمنراست مطالبا بإسقاط النظام.  

جهات خارجية

وقد ألمح الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال إلى وجود جهات خارجية تسعى إلى زعزعة استقرار الجزائر. كما اعتبر أن هذه المحاولات لن تنجح بفضل وعي الشعب الجزائري الذي شاهد بأم عينه ما طال بلدان ما يسمى الربيع العربي من خراب وباعتبار أن هذا الشعب عاش عشرية سوداء في التسعينيات ولا رغبة له في تكرارها.
ولعل الأطراف التي سعت إلى تخفيض أسعار النفط والتحريض إعلاميا على الجزائر هي التي قصدها سلال في تصريحاته. ومن المؤكد أن لدى الدولة الجزائرية معطيات ليس عن هذه الأطراف فحسب بل عن المتعاونين في الداخل، ويبدو أن هذه الدولة قوية ومحصنة من المؤامرات الخارجية، وأنها قادرة على الاستجابة للمطالب الاجتماعية لمحتجيها والتي تسبب فيها رفع أسعار بعض المواد الاستهلاكية بفعل انخفاض أسعار المحروقات دوليا.

المصدر/ موقع "العهد" الاخبارية