2024-03-29 11:26 ص

الساحتان الاردنية والفلسطينية.. تحديات وتهديدات تستدعي خطوات عاجلة

2017-01-18
القدس/المنـار/ الساحتان الفلسطينية والاردنية متشابكتان متكاملتان، وكل منها تشكل البعد للاخرى تتأثر كل منهما بأية احداث سيئة أو جيدة تقع في هذه أو تلك، ومن هذا المنطلق وحرصا على سلامة استقرار الساحتين، هناك ما يحاك ضد الساحة الاردنية، وسلامة استقرارها، بفعل اندلاع الازمة السورية، وعدم التوصل حتى الان الى حل سياسي لها، والتصارع المقيت على ساحة سوريا من جانب أطراف دولية وفي الاقليم، أزمة دفعت الى تشكيل تحالفات مبنية على المصالح بين اصحاب الموقف الواحد، والمتمثل في تحقيق هدف المؤامرة الارهابية على الشعب السوري، بتقسيم الدولة السورية، وشطب دورها الداعم للمقاومة والرافض للمخططات الامريكية الصهيونية، ومنها مخطط تصفية القضية الفلسطينية، الذي في حال تحقيقه ستضرب اثاره وانعكاساته السلبية الساحة الاردنية.
بداية الازمة السورية، انزلقت القيادة الاردنية، وفق تصورات خاطئة ووعود كاذبة، وتهديدات بتثوير الساحة الاردنية، وابتزاز قيادتها، هذا الانزلاق تمت ترجمته بتدخل اردني في الشأن الداخلي السوري، استغلته المملكة الوهابية السعودية التي اتجهت بشيطنة واضحة سيطرة على القرار الاردني، ومقود الحكم في الاردن، فتشكلت الفرق الارهابية، وتدفقت الطواقم الاستخبارية متعددة الجنسيات، على هذا البلد المجاور لسوريا، واقيمت معسكرات لتدريب الارهابيين وتسليحهم، وتحولت الحدود الاردنية الى ممرات آمنة للمجموعات الارهابية، وآلات الدمار التي تستهدف حياة أبناء الشعب السوري.
ورغم التحذيرات من جانب مستويات عسكرية وسياسية بخطورة هذا التدخل، الا أن عمان واصلت الاضطلاع بالدور المرسوم لها في الازمة السورية، وتحولت مناطق في الاردن الى حاضنة داعمة وآمنة للمجموعات الارهابية، من أبناء الاردن الذين انطلقوا الى سوريا للانضمام الى العصابات الارهابية، وعددهم بالالاف.
وفي الوقت الذي كانت فيه النشاطات الارهابية تتوالى ضد سوريا وشعبها، كانت مشيخة قطر، ترقب ما يجري في الاردن، وما تربط عمان والرياض من علاقات وثيقة، لا يرضي أطماع هذه المشيخة التي تتسابق والمملكة الوهابية في دعم الارهاب ورعاية عصاباته، والتنافس على مشاركة بقوة في العدوان على الشعب السوري.
ان هزائم الارهابيين ورعاتهم في الدوحة وأبو ظبي والرياض وأنقرة، ومن خلفهم اسرائيل وأمريكا وغيرهما، وضعت الساحة الاردنية في دائرة الخطر، حيث يجري البحث عن ساحة جديدة، يمارس فيها الارهابيون نشاطاتهم الاجرامية بدعم من نفس العواصم المذكورة، التي لا تريد في النهاية استقرارا للساحة الاردنية، من هنا، فان القيادة الاردنية، من هنا، فان القيادة الاردنية، وبفعل خطورة الموقف مدعوة الى قطع الطريق على أي سياسات سعودية اجرامية تضليلية، واخراج نفسها من دائرة مقدمي الدعم للارهابيين، وتحصين الساحة الاردنية في وجه أية محاولات لضرب استقرارها، وأية اخطار وارتدادات تتعرض لها الاردن، من شأنها أن تلحق الضرر بالساحة الفلسطينية، وهي الاخرى عرضة لأخطار وتحديات كبيرة، وهذا يتطلب تنسيقا أخويا عاجلا ومتقدما بين رام الله وعمان، وما يحاك ضد الاردن، وكخطوة جادة للفكاك من سياسات الرياض التكفيرية، من الطبيعي أن يفتح باب التزاور والتنسيق بين القيادتين السورية والاردنية، وطي صفحة الماضي، بالتخلي عن الدور الذي اضطلعت به الاردن، أيا كانت أسباب القبول به، ضد الدولة السورية.