2024-03-29 03:56 م

الجعفري في مقابل علوش.. عندما يُرفع المحظور ويتداعى أردوغان بالسهر والحمى؟

2017-01-21
بقلم: الدكتور محمد بكر
تذوب الخطوط الحمراء التي لطالما أعلنت عنها دمشق مراراً وتكراراً لجهة توصيف الخصوم بالارهاب وأنه لا تسامح مع من تلطخت أيديهم بالدماء، أمام مفرزات الصراع الدولي، حتى القصف المشترك للطائرات الروسية التركية لمواقع داعش في الشمال والذي جاء " كممهد تجميلي " بات بالتنسيق مع الجيش العربي السوري بحسب ما أعلنت الدفاع الروسية،  في وقت قريب كانت دمشق ولازالت ترى في التدخل التركي اعتداءً سافراً، كل ذلك ينصهر أمام شكل المنتج السياسي الذي تعمل موسكو على تصنيعه، مدخلاتٌ كانت من المحرمات في ميزان دمشق وقد باتت اليوم  في ميزان الانتاج الفعلي لموسكو، وجهاً لوجه سيجلس الجعفري في مقابل القيادي  البارز في جيش الإسلام محمد علوش، ليس مهماً على مايبدو تقاطع أم تنافر المسار السياسي الدبلوماسي للجعفري مع المنطوق العسكري لعلوش والفصائل الأخرى ، فالمهم الشروع في انعقاد المؤتمر، ربما تدرك موسكو أن المشاهد المحرمة تبدو هامشية ولاسيما أن المنتج الذي سيطفو على السطح هو ضمن المعايير والمواصفات القياسية الروسية حصراً، قيل أن الفصائل المسلحة المعارضة المشاركة في أستانا قبلت الانسحاب من محيط دمشق وتسليم أسلحتها وتحييد جيش الإسلام للتوافق على صيغة عسكرية مشتركة مع الجيش السوري لقتال داعش، مقابل انسحاب التنظيمات المحسوبة على إيران وعودة الجيش السوري لثكناته، لكن ماذا عن السعودية ولاسيما بعد الخواتيم التي لم تكن مسكاً والاتهامات الفرنسية لها بدعم الارهاب وكيف سيكون سلوكها في إطار التطور السياسي الذي تصيغه موسكو وهي التي اعتادت (أي السعودية) على عدم احتواء مفرزات الواقع، والاستمرار في تصعيد المشهد الميداني على قاعدة تثقيل ردورد الفعل بغض النظر عن المآلات والنهايات، والأهم ماذا عن تركيا وهل بالفعل بات أردوغان منخرطاً كلياً ومسلماً بما تمضي اليد الروسية في قولبته وهيكلته؟ نقطتان رئيستان تحكمان متانة وصلابة القاعدة التي سيجري تهيئتها في الأستانة : - الأولى جدية التحول التركي اللاعب الرئيس والمحور المهم في عملية إنتاج الحل السياسي السوري، وانتفاء لغة الاستثمار وربما الطعن في الظهر ولاسيما بعد تقاطع وتطابق ماأعلنت عنه غرفة عمليات حلفاء سورية لجهة وجود ضباط أتراك في الشمال السوري يعيدون هيلكة وبناء المجموعات المسلحة هناك، مع ما كشف عنه القيادي البارز في جبهة فتح  الشام صالح الحموي لجهة أن تركيا وبعيداً عن فشل أو نجاح مؤتمر الأستانا فإن الخطوة التالية بالنسبة لها هي الميدان وهذا  ما أكدته أحرار الشام بشكل غير مباشر،  وأن أردوغان يسعى لتقويض زحف الجيش العربي السوري وإعادة بناء الفصائل المسلحة. الثانية تتعلق بترجمة الأقوال الترامبية إلى أفعال، وهل فعلاً سيؤسس ترامب وانطلاقاً من الأستانا وقد تلقى فريقه دعوة رسمية للمشاركة، لكل مقومات العمل المشترك مع روسيا، والأهم الضغط على حلفاء الإدارة السابقة لتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بمكافحة الإرهاب، والأهم ماهو شكل البناء التوافقي مع موسكو وماهي مساراته وملامحه. الثابت أن مؤتمر الأستانا الذي يبدو فيه الروسي مشرفاً وجامعاً، والأهم " مغربلاً " لشكل وبناء الجسم السوري المعارض ستعقبه أيام فاصلة وحاسمة لمآلات الحرب السورية، والعين ترقب الضامن التركي الذي لايبدو شديد الصلابة في التحول، إنما مرناً سلساً ينساب في أي لحظة من " غربال " موسكو، وتالياً كل تداعيه حينها لا سهراً ولاحمى.
* كاتب صحفي فلسطيني مقيم في ألمانيا
Dr.mbkr83@gmail.com