2024-04-20 04:13 م

كتاب يكشف تفاصيل فضيحة تجسس إسرائيل على مصر بالخمسينيات

2017-01-22
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، عن كتاب نادر وصفته بـ"الغامض" تم اكتشافه بمحض الصدفة يتناول أدق تفاصيل فضيحة التجسس الإسرائيلية الشهيرة على مصر فى سنوات الخمسينيات من القرن الماضى والتى عرفت بـ"فضيحة لافون"، وذلك بعد مرور حوالى 63 عاما على القضية التى كانت تعد ضربة قوية للغاية لجهاز "الموساد".
وقالت الصحيفة العبرية، إنه تم العثور على الكتاب النادر، دون تحديد تفاصيل عن الناشر أو مكان النشر، لدى السيد الدكتور باروخ فيلاح، وهو مؤرخ متعدد التخصصات وباحث أكاديمى قام بشراء كمية من الكتب من تاجر تحف كان ضمنها الكتاب المثير.
وأوضحت "يديعوت"، أن الكتاب عبارة عن كتيب صغير يضم اعترافات بخط اليد لمجموعة العملاء الإسرائيليين الذين تم القبض عليهم من جانب الأمن المصرى فى القاهرة خلال منتصف القرن الماضى، بالإضافة لبعض صور هؤلاء الجواسيس.
وقالت "يديعوت"، إن الكتاب على ما يبدو تم طباعته فى نيويورك، ويضم أحداث تاريخية ودقيقة لعملية لافون، غير المعروفة حتى الآن عن هذه القضية، وجاء تحت عنوان "قصة التجسس الصهيونية فى مصر".
وأضافت الصحيفة أن الكتاب يبدوا أنه ينتمى لمجموعة تدعى "حزب النهضة الوطنية" كانت تمول من المخابرات المصرية، مشيرة إلى أنه يكشف عن معلومات سرية حول قضية التجسس، كما أن تلك النسخة هى الوحيدة من هذا الكتاب.
وأوضحت "يديعوت"، أن الكتاب تم عرضه للبيع فى مزاد علنى يوم 24 يناير المقبل حتى 31 يناير، وسيبدأ بيعه فى المزاد بـ 200 دولار أمريكى، مشيرة إلى أن الكتاب  يسرد الأحداث من جهة النظر المصرية، ويتضمن اعترافات من العملاء الإسرائيليين التى أعطيت لأجهزة الأمن المصرية عقب القبض عليهم.
وتعود قضية لافون المعروف أيضا باسم "عملية سوزانا" لعام 1954، وقد هزت دولة الاحتلال الاسرائيلي بعد اكتشاف أمر العملية داخل القاهرة، مما أدى إلى استقالة رئيس مجلس الوزراء آنذاك ديفيد بن جوريون.

وتعتبر عملية لافون أشبه بفيلم خيالى، حيث كانت عملية محفوفة بالمخاطر وتم التخطيط لها بوقت طويل، ولكنها فشلت فى النهاية، ولطمت المخابرات الإسرائيلية وقتها بلطمة قوية من جانب المخابرات المصرية بعد القبض على مجموعة من اليهود المصريين المحليين الذين تورطوا فى القضية وتم تجنيدهم لارتكاب عمليات إرهابية ضد المصالح الأجنبية فى مصر فى ذلك الوقت.
وتم تجنيد اليهود المحليين كجزء من "وحدة 131" التابعة لجهاز الموساد الإسرائيلى، التى كانت مهمتها شن عمليات داخل تخريبية وتجسس فى الدول العربية، وكان هدفها الأول إسقاط الملك فاروق فى مصر، الذى كان معاديا تجاه دولة الاحتلال الاسرائيلي، وإلى تخريب العلاقات المصرية البريطانية عبر الهجمات الإرهابية على المنشآت البريطانية فى مصر، ولكن تم ضبط بعض أعضاء الخلية وحوكموا بالسجن المشدد وانتحر أحدهم داخل زنزانته.
وقال المؤرخ الإسرائيلى الذى حصل على الكتاب مؤخرا للصحيفة العبرية: "يحتوى الكتاب على أسماء الجواسيس، وصور، والمرافق البريطانية، وطرق وضع المتفجرات ووصف دقيق للعمليات وصور لضحايا العمليات الصهيونية وصور المواقع التى كانت قد وضعت بها القنابل التى تم إبطال مفعولها قبل أن تنفجر".
وأضاف فيلاح:  "الكتاب يثير اهتماما كبيرا فى نفسى، لذلك ومن هنا فقد قررت أن أرسلها إلى بيت المزاد الفائز فى القدس لبيعه فى مزاد علنى، وأعتقد أن الكثير من هواة جمع التحف والكتب النادرة سيتنافسون لشرائه".
فيما علق السيد الدكتور عيران ليرمان، نائب السيد الرئيس السابق لمجلس الأمن القومى الإسرائيلى والمحاضر فى كلية هاشاليم، على الكتاب قائلا: "هذه هى المرة الأولى التى أرى فيها هذه الصور والوثائق.. أنا استنتج أن هذا الكتاب على علاقة وثيقة للدعاية المصرية الأصيلة، التى أعدت بناء على طلب من السلطات من قبل هيئات التحقيق المصرية، ولكن يبدو أن اعترافات الجواسيس كانت صحيحة".