2024-04-20 02:36 م

الحوار في استانة لا يعفي الارهابيين من المحاسبة ...

2017-01-24
بقلم: جمال العفلق
انطلقت المباحثات في أستانة وهذه المباحثات قد سبقها تصريحات كثيره عن العدد والمشاركين ومن سيمثلون وعلى اي ورقة سيتم الاجماع في قضية الحرب على سورية ، فلا اسم للمباحثات هذه ونعلم نحن السوريين ان المباحثات تدور مع مشغلي تلك الجماعات اولا وعملية وجود ممثلين عن الجماعات الارهابية في هذا المؤتمر هو وجود تقني لا اكثر ولا اقل ليعلن في النهاية ان المباحثات سورية سورية وهي عليا تفتقد لهذه الصفة فمن جاء الى استانة اليوم هو ممثل الممول ولا يخفى على احد ان هذه الجماعات قد استبقت المباحثات بتصريحات هزيله وغير اخلاقية وفي كثير من الاحيان تعبر عن مدى ضعف تلك الجماعات لا برنامج وطني مطروح من قبلها ولا رسائل تطمين حقيقيه للشعب الذي لطالما ادعت تلك المجموعات انها تمثله . فوفد الجماعات الارهابية عدده خمسة عشر ومعه واحد وعشرين مستشار وهذا لا يشمل الذين يتابعون من خارج استانة ويرسلون التعليمات عبر الرسائل النصية . وفي التفاصيل ان حلفاء سورية <<الروس والايرانيين >> يقاتلون على الساحة السياسية لانجاح المؤتمر في وقت ذهب فيه الوفد السوري بورقة واحده تقول وعلى لسان رئيس الوفد الدكتور بشار الجعفري ((لدينا توجيهات بالمشاركة في النقاشات بإيجابية ونقل وجهة النظر السورية الرسمية والشعبية".)) والورقة الرسمية السورية تحتم على الوفد السوري عدم التحاور مع وفد الحكومة التركيه الذي يمثل القاعدة الرئيسية في دعم الارهاب بشكل مباشر او من خلال اخذ دور السمسار لدول اخرى ومنها الدول العربية التي تدعم الحركات الارهابية وتتقاسم مع الولايات المتحده الامريكية هذا الدور . وما حاولت الجماعات الارهابيية الممثله اليوم باسم ما يسمى ائتلاف الدوحة الخائن والذي امطرنا بالبيانات والتصريحات قبل موعد المؤتمر حول ورقة المعارضة لا يوحي ان هذه الجماعات ذاهبة للتفاوض ولا لتسليم السلاح الخارج عن سلطة الدولة ولا تنوي وقف عملياتها الارهابية بل هي تعتبر اليوم ان مرحلة وقف العمليات العسكرية هي مرحلة استجماع للقوة وتحضير لاعمال ارهابية قادمة ففي كل البيانات التي صدرت واخرها كلمة رئيس وفد الجماعات الارهابية التي تعبر عن فشل ما يسمى معارضة سورية ومن تم اختياره ليمثلها هم مجموعة لا تملك اي انتماء وطني وهي تعمل بما يرضي المشغل وليس في اطار العمل السياسي المعروف وما تقتضية المسؤولية الاخلاقية اتجاة عدوان دولي على وطن . قد يكون لهذا المؤتمر أهمية على الصعيد السياسي ومن المنطق ان يكون الحوار مفتوح وان لا نضيع اي فرصة للحوار ولكن هل هذا سيعفي الجماعات الارهابية ومن يمولها عن كل الجرائم التي ارتكبت بحق الانسان سوري ومن يملك الحق في الاعفاء عن كل هذا الدم الذي سفك ؟ في القانون اصل العفو عن الدم هو لولي الدم نفسة واليوم الشعب السوري قد يعفوا عن اشقاء سوريين ولكن هل سيعفي عن جرائم بالجمله بحقة وهل يمكن ان ننسى مذابح وجرائم تلك الجماعات بحق المدنيين والعسكريين على السواء ، الاسرى تم قتلهم المدنيين تم ذبحهم على الهوية ، استهداف للعلماء وقصف للجامعات والمدارس فمن سيدفع الثمن ، قد يكون السلام في سورية وتحقيق وقف اطلاق النار نهائيا وسحب كل الاسلحة من يد الجماعات الارهابية واعادة دور الدولة السياسي والخدمي في المناطق المحتله من قبل الارهاب واخراج كل الاجانب واعادتهم الى بلدانهم هو ثمن مقبول لاحلال السلام في سورية وغير ذلك فهذا المؤتمر لا يعني شيء ولا يمكن ان يكون قاعدة لمؤتمر نهائي في جنيف وان كنا كسوريين نفضل ان يكون مؤتمر وطني جامع في دمشق . اما الملف الانساني وهو اكثر الملفات الم وصعوبة فان المجتمع الدولي ومن يمثله من مجموعات ارهابية هم المسؤولين فقط عن تدهور الوضع الانساني وقد شاهدنا ما حدث في حلب وما حدث في دمشق بعد تخريب مصدر المياه وما يحدث في الفوعه وغيرها من القرى والمدن السورية ولا يمكن بعد اليوم قبول ادعاء اي احد ان الجيش السوري يخرق اتفاق وقف اطلاق النار ي وقت تقوم فيه الجماعات الارهابية بحرمان خمسة ملايين سوري من الماء ، ولا يمكن السماح بعد اليوم وصف الجماعات الارهابية انها معتدلة في وقت تقوم تلك الجماعات بتقديم الدعم بشكل مباشر او غير مباشر لداعش والنصره مع العلم ان الجميع ارهابي وبدون استثناء فكلمة جماعة معتدلة هي كلمة اخترعها اعداء ورية لتبرير دعمهم للارهاب ، فالدور التركي لا يتطابق مع التصريحات المتقلبة التي نسمعها كل يوم من انقره . لقد مرت السنوات الست من هذه الحرب والشعب السوري مازال صامد ويعلم المجتمع الدولي ان هذه الحرب ما كانت لتستمر لهذا الوقت الطويل نسبيا لولا الصمود الشعبي واصرار السوريين على وطنيتهم وبناء وطنهم ، ولهذا لا يعنينا اي مؤتمر لا يحترم سيادة الوطن السوري لا اقتطاع ولا مناطق امنة ولا مناطق نفوذ فما زال في جعبتنا الكثير وما الاختراقات التركية اليوم من خلال عملية درع الفرات الا استعراضات فارغة ستدفع تركيا ثمن لها .وهي اليوم الضامن كما تشير التقارير للجماعات الارهابية اذا ما تم الاتفاق وهذا من مفارقات هذا الزمن ان العالم الذي يدعي محاربة الارهاب هو نفسة الذي يحمي الدول الرعاية والداعمة للارهاب . وفي انتظار مخرجات هذا المؤتمر علينا ان نتوقع اي فعل معادي للشعب السوري وهذا ما يقوم به داعش اليوم في دير الزور والنصره في ريف دمشق من اجل اعطاء اوراق تفاوض لتركيا والاهم لمساعدة الولايات المتحده الامريكية على المناورة .