2024-04-16 12:12 م

تسلل وزحف باتجاه الوزارات والهيئات في غياب أجهزة الأمن والتفتيش

2017-02-11
القدس/المنـار/ بعيدا عن التفاصيل بالأسماء والأرقام وتحديد المواقع، والخوض في الأسباب والمسببات، هناك تسلل وزحف باتحاه الهيئات ومؤسسات السلطة، بما فيها تلك المرتبطة مباشرة بالرئاسة الفلسطينية.
ورغم وجود عدد كافٍ من أجهزة الرقابة والأمن، يفوق ما هو متوفر في بلاد الصين، الا أنها لم تضع أياديها بعد على "مخطط التسلل" الى داخل الهيئات والمؤسسات، وهو مخطط يهدف في النهاية الى شل يد السلطة ودائرة صنع القرار، والهيمنة على عمل تلك الهيئات وتوجيهها الى خدمة القوى والحركات التي تقف وراء هذا التسلل الآخذ في التعمق والتجذر، والتوسع والانتشار من هذه الهيئة الى تلك المؤسسة، فتخرج السلطة صفر اليدين بفعل الاهمال والتراخي، وقلة الدراية و "طيبة القلب" ان وجدت.
هناك هيئات باتت في قبضة من يسعون لتقويض السلطة، هيئات أصبحت مغلقة في وجه دائرة صنع القرار، محجوبة الملفات وما تحتويه من معلومات. وفي السياق ذاته، هناك متنفذون في وزارات السلطة، ولاؤهم ليس لبرنامج السلطة وواضعيه، ومن جاءوا بهم الى هذه المواقع، تعيينا وترفيعا وكتب مفتوحة للهيمنة والاحتكار، واصدار ما يشاؤون من قرارات، أحيانا تحظى بالتنفيذ الاستثنائي، هؤلاء مرتبطون أيضا بالساعين لتقويض قيادة السلطة، ونجحوا الى حد كبير في ترتيب أوضاع الوزارات التي يعملون فيها لصالح الاجندات الخارجية، وبالتالي، الاداء ناقص وسيء، والدور يتراجع، ولا نجاحات تذكر، وتسبب هؤلاء في احداث الخلل وفتح عشرات الثغرات، التي ستؤدي في النهاية الى الانهيار.
انه مخطط التسلل المعد بعناية ودقة للسيطرة على الهيئات والوازرات، طريقا في الاطاحة بقيادة، تجهل ما يدور في مؤسساتها، غير متابعة، ولا تراقب أو تسائل، أي "سبهللة" والذين تسللوا وتمكنوا من مواقع عالية وحساسة، لديهم القدرة على الايقاع بمسؤولين كبار، والائتمان لهم، وتسليمهم مقاليد اتخاذ القرارات والتعيينات بثقة عمياء، وشتيمة ولي الامر في بعض الهيئات والتجني عليه، مثل "السلام عليكم" كما يقول المثل.
كل هذا يتم في غياب أجهزة الأمن المتعددة "اللهم زد وباراك" وفي غياب دوائر صنع القرار، و "معاليهم" ورئيس أصحاب الحقائب، ومن التداعيات تذمر متصاعد على هامش ما يجري ويدور، والمخطط الذي يجري تنفيذه بدقة ومكر وخبث وخداع، في وقت تغط فيه أجهزة ودوائر التفتيش والرقابة في سبات عميق.. ويبدو استنادا لما لدينا من معلومات دقيقة، فان الأجهزة على اختلاف ودوائر صنع القرار على مختلف درجاتها، ستجد نفسها خارج السيطرة، لا قدرة لها على معالجة "التهاون" و "العجز" وارتدادات التسلل والزحف.. هذا اذا لم تنهض سريعا وتبادر فورا الى الامساك بالأمور قبل السقوط المدوي، بفعل أشخاص، يضحك عليهم، أو أنهم يغضون الطرف قصدا عما يجري وتشهده الهيئات والمؤسسات التي يديرونها.