2024-04-25 04:19 ص

رئيس ألمانيا الجديد شتاينماير ـ سياسي مخضرم ودبلوماسي محنك

2017-02-13
انتخبت الجمعية الاتحادية، المختصة بانتخاب الرئيس الاتحادي الألماني، فرانك ـ فالتر شتاينماير رئيساً للبلاد، خلفا ليوأخيم غاوك. وقد رُشِح شتاينماير لهذا المنصب من قبل حزبه، الحزب الاشتراكي الديمقراطي، والاتحاد الديمقراطي المسيحي بزعامة أنغيلا ميركل، ورديفه الاتحاد الاجتماعي المسيحي.
شتاينماير ليس شخصية جديدة على المشهد السياسي الألماني، فقد كان لما يقرب من 20 عاما لاعباً أساسيا في السياسة الألمانية، وتقلد عدة مناصب كان آخرها منصب وزير الخارجية. وبالنسبة لغالبية المواطنين تظهر استطلاعات الرأي أن شتاينماير شكَّل ملامح الدبلوماسية الألمانية.
وقبل ذلك تولى الاشتراكي الديمقراطي، الذي يبلغ من العمر 60 عاما، مناصب سياسة عدة، فقد كان وزير (رئيس) مكتب المستشارية في عهد المستشار الاشتراكي الديمقراطي غيرهارد شرودر. وتولى رئاسة كتلة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في البرلمان (البوندستاغ)، كما أنه ترشح لمنصب المستشارية لمنافسة أنغيلا ميركل، لكنه لم يفز بهذا المنصب.
السياسي المحبوب شعبياً
لا يتمتع شتاينماير فقط بشعبية واحترام في أوساط الرأي العام الألماني، وبتقدير واحترام داخل حزبه فحسب، ولكن أيضا على مستوى النخبة السياسية الألمانية من مختلف الأحزاب، ناهيك عن أنه أكتسب من خلال عمله كوزير للخارجية في عهد ميركل خبرة دبلوماسية وحنكة حظيت باحترام على المستوى العالمي.
وتعكس استطلاعات الرأي مدى الشعبية التي يحظى بها شتاينماير في الأوساط الألمانية، فقد احتل على مدى سنوات المراتب المتقدمة على قائمة السياسيين المحبوبين في بلاده، وفقا لهذه الاستطلاعات. ولعل هذه كانت إحدى الحجج القوية التي رجحت الكفة لصالح ترشيح شتاينماير لتولي رئاسة البلاد، بعد أسابيع من النقاش حول من يكون المرشح لهذا المنصب. ويعتقد مراقبون أن شتاينماير كان يضع أعلى منصب في ألمانيا نصب عينيه منذ زمن بعيد.
ويحظى شتاينماير بدعم واحترام مختلف الأحزاب، بما في ذلك الاتحاد المسيحي الاجتماعي البافاري. في هذا السياق كانت نائبة رئيس حكومة ولاية بافاريا، إليزا آيغنر، قد وصفته بـ "المرشح الجيد"، فيما قال القيادي في الحزب وعضو البرلمان الأوروبي، مانفريد فيبر، إن "ألمانيا بحاجة إلى قيادة قوية، خصوصا في ظل الوضع الراهن". ويبعث اختياره كرئيس، رسالة استقرار في مواجهة الفوضى وعدم الاستقرار. وفي نفس السياق كانت ميركل قد قالت إن اختيار شتاينماير لرئاسة البلاد هو "عين العقل"، مؤكدة أن أغلبية الألمان يشاركونها هذا الرأي.
دبلوماسي محنك
وعلى الصعيد الخارجي، أظهر شتاينماير، الذي قام برحلات خارجية مكوكية اقتربت من قطع مسافة حوالي 400 ألف كيلو متر طيران بالسنة، أنه شخصية رئاسية، وكان ينظر إليه كدبلوماسي متوازن في المواقف التي كانت تستدعي ذلك. على سبيل المثال الأزمة الأوكرانية، حيث تنقل بين موسكو وكييف وبذل جهودا مضنية أكسبته سمعة دبلوماسية جيدة. وقد ساهم شتاينماير، بحنكته الدبلوماسية وطريقته المدروسة في اختيار اللغة الدبلوماسية المناسبة، في نزع فتيل النزاع.
فيما يتعلق بالحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفت شتاينماير أنظار المراقبين إليه في طريقة وصفه لترامب بــ "واعظ الكراهية"، وفيما بعد اعتبر انتخاب ترامب كرئيس للولايات المتحدة بأنه بمثابة "نهاية النظام العالمي القديم"، وهي لهجة يرى بعض المراقبين أنها لا تتناسب مع اللغة الدبلوماسية، لكنهم عزوا ذلك إلى غلبة الجانب البيروقراطي في شخصه.