2024-04-20 02:39 م

نتنياهو عاد من واشنطن بـ "شيك مفتوح" على حساب الفلسطينيين!!

2017-02-18
القدس/المنـار/ القمة الثنائية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو انتهت بحصول الأخير على ما يمكن وصفه بـ "الشيك المفتوح" وإن لم تكن محتويات وقيمته واضحة من خلال التصريحات الصادرة، ومؤتمرا ما قبل وبعد بدء القمة. 
لقاء نتنياهو ترامب كان "استعراضيا"، بمعنى أن كل المسائل والمواضيع المطروحة التي وضعت على جدول الأعمال تم الاتفاق عليها بين الجانبين، حيث الطواقم الاسرائيلية كانت قد وصلت الى واشنطن قبل أسابيع من وصول نتنياهو وعقد القمة الثنائية، فالادارة الأمريكية أشعلت الأضواء الخضراء في وجه رئيس الوزراء الاسرائيلي، فالاستيطان مسموح، ويهودية اسرائيل مطلب يجب تنفيذه، والحل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي اقليمي ومع الجانب العربي، والتطبيع العربي مع اسرائيل الخطوة الأولى للحل، أما الدعم المادي والتسليحي المقدم لاسرائيل، فلا تراجع عنه من جانب الولايات المتحدة، بل أن ادارة ترامب ستقوم بتعزيز الأمن الاسرائيلي.
وللتأكيد على أن كل الاتفاقيات جاهزة جاء المؤتمر الصحفي لطرفي قمة واشنطن، قبل انعقادها، وليس بعد ختامها، وفي هذا دلالة كبيرة وخطيرة، وتقول مصادر دبلوماسية في العاصمة الأمريكية لـ (المنـار) أن نتنياهو وترامب متفقان على حل عربي للصراع، بالتعاون مع اسرائيل تغطيه طاولة المفاوضات التي ستجبر القيادة الفلسطينية على استئنافها، وقريبا؟
وترى المصادر أن زيارة نتنياهو لواشنطن حققت أهدافها، وحصل من الادارة الأمريكية الجديدة على مباركة لكل ما طرحه، وهذا ليس غريبا، ما دامت المفاصل الرئيسة في ادارة ترامب هي في أيدي ابنته وزوجها اليهودي الأمريكي ووزير خارجيته ومستشاريه في البيت الابيض، ومنهم، صهاينة داعمون للبرامج الاستيطانية.
وتضيف المصادر أن حل الدولتين لم يعد مطروحا من اسرائيل والولايات المتحدة، وحل الدولة الواحدة غير المقبول اسرائيليا غير قابل للنقاش، لذلك، ما اتفق عليه في القمة الثنائية بالبيت الابيض، هو حل تدعو اليه أمريكا زعماء عرب وقادة اسرائيل، في الغالب سيكون حكما ذاتيا لا أكثر ولا أقل بلا صلاحيات ولا سيادة، وليس على كل الأرض.
وتفيد المصادر أن رئيس وزراء اسرائيل بعد عودته الى تل أبيب، وارضاء لليمين سيقوم بمزيد من العمليات الاستيطانية، وخطوات الاحتفاظ بالمناطق التي سيضمها الى اسرائيل بموافقة أمريكية كمنطقة الأغوار، وتشير المصادر هنا، الى أن الفترة القريبة القادمة سوف تشهد اتصالات أمريكية عربية للتحضير الى مؤتمر ينبثق عنه حل يفرض على الفلسطينيين وينهي تمسكهم بالمشروع الوطني!!
قمة واشنطن الثنائية أطلقت رصاصة الرحمة على عملية السلام، وأكدت أن الولايات المتحدة ليست راعية لجهود السلام وعمليته، وانما تتزعم لواء فرض حل على الفلسطينيين بمقاس اسرائيلي، لذلك، السؤال الذي يطرح نفسه، هو: هل استعدت القيادة الفلسطينية لخيارات أخرى في ضوء ما هو واضح من مخططات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وقبل كل شيء، هل يحقق طرفا الصراع في الساحة الفلسطينية المصالحة كسلاح داعم لمواجهة التحديات المتصاعدة، أم انهما سيكونان سبب ضياع الآمال.