2024-03-29 05:14 م

إعلام وإرهاب سيلفي

2017-02-20
بقلم: سلام محمد العامري
عانت محافظات العراق بصورة عامة, من العمليات الإرهابية, مستهدفة كل مكونات الشعب العراقي, مستعملة كل أدوات الإرهاب, من عبوات , عجلات مفخخة, أحزمة ناسفة, إضافة للإعلام الذي يضخم, ما صَغُرَ من تلك العمليات. العراق الذي كان قبلة للسياح, من أهواره إلى جباله, مروراً بسهوله الخضراء, هذا البلد الذي ضم في أحشائه, طهر البيت النبوي, من أئمة الهدى, وأضرحتهم الشامخة, شاهدٌ على مظلوميتهم, التي شملت أتباعهم ومحبيهم, ليشمل حقد الحاقدين, كل من سَكَنَ العراق. مُنذُ القِدَم كان العراق, محط رحال العلماء, لينهلوا من صافي الفِكر, وكذا كانت بلاد الرافدين, محط الجيوش المتعطشة للدماء, سعياً للسيطرة على ثرواته, ظاهرة كانت أو دفينة, يسبقها إعلامٌ من طوابير مدفوعة الثمن, تمهدُ الطريق شعبياً, كي تنال ما تبغيه, من احتلال للأرض وقتل بمن يعارض. آخر تلك الهجمات الخارجية, كانت الاحتلال الأمريكي, ذلك البلد المعروف بمطامعه, وحب السيطرة على ثروات العالم بأجمعه, بألاعيب وشعارات شيطانية, فالمجتمع الأمريكي الحديث, هو وليد استعمارٍ زاحفٍ من بريطانيا, لأرض أمريكا مملكة الهنود الحُمر, الذين تعرضوا لإبادة جماعية, ولذلك نرى أن ممارسة الابادة الجماعية؛ هي السمة الغالبة, على الحكام التنظيمات, المسنودين من قبل أمريكا. تنظيم القاعدة الإرهابي, الذي دعمته أمريكا في أفغانستان, ليمتد الى بلدانٍ كثيرة, بنى أهدافه على شريعة الحركة الوهابية الشاذة؛ التي تم زراعتها في هضبة نجد, لإضفاء صفة الشرعية الدينية, على نظام بني سعود, وضمان تمويلها من ثروة البلاد الإسلامية, وتسهيل زراعة حكامٍ موالين لأمريكا. قات أمريكا بتأهيل الطاغية صدام, في العراق فأصيب بداء العظمة, الذي أدى به لصعوبة التعامل, مع الشعب العراقي, لينسحب ذلك على العلاقات الخارجية, ولخروجه عن السيطرة الأمريكية, فصوروا له أنه قوة عظمى, فأسقطوه بنطر الشعب وعزلوه عن المحيط الخارجي, ومهدوا للخلاص منه بحجة التحرير. كان الساسة والخبراء الأميركيون, مقتنعين بسهولة انقياد شعب العراق, بعد الخلاص من طاغوتهم صدام, ليصطدموا بمشروع الانتخابات ونوع النظام, من خلال استفتاء مراجع النجف, الذي جعلهم يسرعون بإدخال, مجرمي تنظيم القاعدة, لزعزعة الأمن وجعل العراق, مشدوداً نحو الإعانة الأمريكية. لقد كانت لدى زعيم المجلس الأعلى العراقي؛ السيد محمد باقر الحكيم, رؤية واضحة حول المشروع الأمريكي؛ فَعَجلوا باغتياله بأبشع صورة, وبأكثر الأمكنة قداسة عند الأغلبية العراقية, وهم شيعة العراق, فأشد خوف المتجبرين, هو الوعي الشعبي, لمخططاتهم الشيطانية. عند كل انتصار سياسي أو عسكري, تلعب أمريكا لعبة أشد من سابقتها, فتدخل حجراً جديداً, لَتَكَسُرِ الأحجار القديمة على صخرة المِرجعية؛ وخير مثال على ذلك, تنظيم داعش الموغل بالإجرام. آخر لعبة هي سياسية, تتمثل بمحاربة الخط الديني, الملجأ الداعم للمواطن العراقي, فالطعن بحركة شهيد المحراب, وتسقيط المرجعية إعلامياً, هو الشغل الشاغل, لقادة ما يسمى بالمجتمع المدني. والحُر تكفيه الإشارة.
 Ssalam599yahoo.com