2024-04-19 05:37 م

معركة تدمر ... خطوة أولى إلى دير الزور!؟

2017-02-20
بقلم :هشام الهبيشان
بدأت تدرك جميع القوى المنخرطة بالحرب على سورية أن معركة الجيش العربي السوري وحلفائه والرامية إلى تحرير مدينة تدمر بريف حمص الشرقي ستكون لها الكلمة الفصل وفق نتائجها المنتظرة بأي حديث مقبل يتحدث عن تسويات بمسارات الحرب على الدولة السورية وتغيير كامل ومطلق بشروط التفاوض المقبلة بين جميع الأطراف فالمعركة لن تتوقف عند حدود "مدينة تدمر "أو عند حدود بلدة "السخنة ” بعمق الريف الشرقي لحمص المرتبط شرقاً بمحافظة دير الزور ، وستكون لها تداعيات كبيرة على عموم ملفات الميدان العسكري السوري. اليوم يراقب العالم ككلّ مسار معركة ريف حمص الشرقي "الهامة جدآ " بمسار معارك محافظة دير الزور لاحقاً ،التي ستعتبر حينها وبتوقيتها ونتائجها المستقبلية عنواناً لمرحلة جديدة من عمر الحرب على الدولة السورية، فاليوم بات من الواضح أنّ لا خيار أمام الدولة السورية وحلفائها إلا الاستمرار بالحسم العسكري لتطهير الأرض سورية من رجس الإرهاب ومتزعّميه وداعميه ومموّليه، وأن تقرّر مصيرها بنفسها بعيداً من تقاطع مصالح المشروع الأميركي- الصهيوني وأدواته من الأنظمة الرجعية العربية والمتأسلمة في الإقليم، وجزء من هذا الحسم هو حسم معركة محافظة "دير الزور "فالمحافظة تحتلّ أهمية استراتيجية بالنسبة للسوريين وحلفاءهم . في سورية وضعت محافظة دير الزور على أولويات التحرير بالمرحلة المقبلة ،وهذا التحرير يساوي لسورية وحلفائها مكسباً كبيراً وورقة رابحة جديدة في مفاوضاتها المقبلة مع كبار اللاعبين الدوليين المنخرطين بالحرب على الدولة السورية ومن خلال ورقة "دير الزور "، ستفرض الدولة السورية شروطها هي على الجميع، وعندها لا يمكن ان تحصل أي تسوية إلا بموافقة الدولة ونظامها الرسمي، ووفق ما يراه من مصلحة لسورية الشعب والدولة، بعد كل ما لحق بهذا الشعب من أذى من قبل أطراف الحرب على سورية. معركة محافظة "دير الزور – المتوقعة وبقوة بالمرحلة المقبلة"،تعني الاطراف الدولية والاقليمية المنخرطة بالحرب على سورية ، فهناك أطراف عدة تعنيها هذه المعركة، فالامريكان المنغمسين بالحرب على سورية لا يريدون أن يتلقوا هزيمة جديدة، وقد تكررت هزائمهم مؤخراً بمناطق حلب وحمص ومحيط دمشق ، فحديث السوريين وحلفائهم عن قرب معركة دير الزور، بدأ يقض مضاجع الأمريكان وحلفاءهم هو بالتالي خسارة جديدة وكبيرة للأمريكان ومن معهم ، فاليوم من المتوقع أن تنتقل عمليات الجيش العربي السوري وحلفائه إلى تصعيد وتيرة المعركة بعمق مدينة تدمر ومنها وعلى مراحل إلى دير الزور ، ولذلك اليوم نرى أن هناك حالة من الترقب لمسار معركة "تدمر ". ختاماً ،إن تحرير محافظة دير الزور ،ليس بالمهمة السهلة بل يحتاج لوقت وعمل طويل نوعاً ما ،وهذا ما تدركة القيادة العسكرية للجيش العربي السوري وحلفائها ،ولكن هذا التحرير ومهما طالت مسارات عمله من شأنه إحداث تغيير جذري في الخريطة العسكرية ،وتحريرالمحافظة سيكون له تداعيات كبرى على الأرض، ومن المتوقع أن يشكل وفق نتائجه المنتظرة انعطافة كبيرة إتجاه وضع حد للحرب على سورية.
*كاتب وناشط سياسي – الأردن
hesham.habeshan@yahoo.com