2024-04-25 09:58 م

شعار أبعد من الانتفاضة يخترق حواجز القطبية الأحادية

2017-02-20
بقلم: بسام عمران*
من فواجع هذا الزمن العربي تناغم تصريحات وزير خارجية آل سعود مع الكيان الصهيوني في مهاجمة إيران تارة وسورية تارة أخرى واتهامهما بأنهما من تدعما الإرهاب في المنطقة ظنا أنه يمكن أن تغطى شمس الحقيقة بغربال الرياء والكذب .. هذا التناغم لم يكن مفاجئا كون التعاون القائم بين طرفي حلف الشيطان منذ فترة ليست بالقصيرة كان تحت الطاولة وفي كواليس وأقبية ترسم فيه الخطط المدمرة لبنيان وكينونة الأمة العربية عبر تشويه موروثها الحضاري والإنساني فالتناغم الذي خرج من تحت الطاولة ليس صدفة عابرة بل له أهداف وتداعيات كثيرة أهمها إزاحة القضية الفلسطينية عن واجهة الأحداث واهتمامات العرب إضافة إلى التشويش على المؤتمر السادس لدعم الانتفاضة والقدس ومخرجاته السياسية والدبلوماسية التي بكل تأكيد ستخدم القضية المركزية للعرب جميعا باستثناء أعراب النفط والغاز مؤتمر حمل شعار / ابعد من الانتفاضة / فهذا لا يعجب الصهاينة كونه يضع حدا لأطماعهم أما الهدف الحاضر والخفي فيكمن في محاولات واشنطن وتل أبيب الحد من مفرزات الانتصارات التي يحققها الشعب السوري والعراقي على الأدوات الصهيونية والأمريكية الإرهابية في الميدان والتي كان قادة حلف الناتو يعولون الكثير من الآمال على وظائف وتوظيفات هذه الآفات الإرهابية في طبع سطور هذا القرن بمفردات الأحادية القطبية وتصنيع في العقول والرؤوس رجرجة من الوهم مفادها أن أمريكا وسطوتها على الاقتصاد العالمي وخيراته قدر محتوم لا يمكن التصدي له أو مواجهته لكن صمود محور المقاومة ولاسيما رأس حربته الوطن السوري أجبر ساسة وقادة حلف العدوان على إدخال تعديلات على خططهم الشيطانية مع الإبقاء على المسعى ذاته بتفرد الولايات المتحدة الأمريكية بالقطبية الأحادية بدليل التهديدات التي تتلقاها دول محور المقاومة تباعا وفرض عقوبات اقتصادية عليها جميعا فكل معالم حراك واشنطن تشي برغبة يتأبطها الشر عبر الإصرار على أن يسمع العالم ألحان الدولار فقط وتحريك الأتباع الدوليين والإقليميين بما يخدم هذه الرغبة مع ترك مجال لهم لتنفيذ مناورات وفق طبيعة كل مرحلة من مراحل الصراع المركب والمتعدد الوجوه والألوان مع محور المقاومة وفي ضوء ذلك يمكن استقراء أسباب ارتفاع منسوب التهديدات والأضاليل وتوزيع أغطية للعيون كي لا ترى نور الحقيقية كلما لاحت في الأفق إمكانية الحسم الميداني وإبعاد الأنظار عن مركز الإرهاب العالمي المتمثل بالكيان الصهيوني الذي قام على الإرهاب المدعوم من قوى الاستعمار الغربي عموما لينجز كل حين فواجع جديدة في المنطقة . إن المؤتمر السادس لدعم الانتفاضة والقدس الذي تحتضنه جمهورية إيران الإسلامية هو رد عملي للأطماع الأمريكية والصهيونية بتفاصيلها الصغيرة والكبيرة سواء كان مسعى واشنطن الجديد محاولة التنصل من كل التزامات إدارة أوباما أم كان رسما جديدا لتحريض أيضا جديد في قوالب تشكيلاته فشعار ( أبعد من الانتفاضة ) يمهد لبلورة معالم تنتفي فيها القطبية الأحادية وتقصي فواجع هذا الزمن فتضحيات محور المقاومة ولاسيما في سورية والعراق تفصح عن اقتراب زوال مفهوم القطبية من الرؤوس.. وأن محور المقاومة الذي يعمل من أجل إرساء منارات للحقيقة تضيء عتمة الظلم في فلسطين وغيرها لابد أن ينتصر هكذا يروي لنا التاريخ حكايات الشعوب المناضلة والمناصرة لجذوة مفاهيم الإنسانية وقيمها.
*صحفي سوري