2024-04-26 01:42 ص

الحكام وبطانة السوء!!

2017-02-21
بقلم: اسلام الرواشدة
حذرت الكتب السماوية جميعها من بطانة السوء، وهناك الكثير من تجارب التاريخ ووقائعه وأحداثه، التي تخذر أيضا من رفاق الشر وبطانة السوء، و "بطانات" الحكام، هم مجموعة المستشارين والمقربين و "المدللين" التي تحيط بهم، فاذا كانت بطانة الحاكم صادقة، ذات صدقية واخلاق عالية، تكون السياسات والقرارات سليمة، ولمصلحة الرعية.
وفي احيان كثيرة تكون البطانة السيئة سببا في سقوط الحاكم، وتنحيته، حيث يتم تحميله مسؤولية كل التجاوزات والأخطاء، ويتجه مستشاروه الى تبرئة أنفسهم والتحطيب على الحاكم، الذي سقط ضحية أكاذيبهم وتضليلهم، وتقاريرهم الكاذبة المفبركة، ورغم أن صفحات التاريخ قديمه وحديثه مليئة بالامثلة الدالة على خطورة البطانة السيئة حول الحاكم، الا أن غالبية الحكام بال يتعظون ولا يستخلصون العبر والدروس، فيواجهون المصير المظلم.
وأخطر ما في بطانة السوء أن افرادها يقومون بـ "حشو" الهيئات والمؤسسات الحكومية بجنود وأنصار لهم، في عملية استزلام، ينفذون تعليماتهم ويحققون مصالحهم الشخصية، كذلك، لا يتوقف هؤلاء عن اقامة الجدران من حول الحاكم، واغلاق الأبواب في وجوه محبي هذا الحاكم والناصحين له، فيتحول الى أسير مرتهن لهذه البطانة، التي يلتقي أفرادها على هدف التعمية والتضليل، وحتى لا يكتشف أمرهم، وتنفضح مواقفهم وممارساتهم، تراهم يدا واحدة، رغم حقدهم على بعض، فهم في نفس الخندق.
لذلك، الحاكم الذي يحب شعبه، ويسعى لخدمته والتفاني من أجله، ويخشى السقوط بفعل بطانة سيئة غير مخلصة، يتجه الى اعتماد حكومة ظل أو هيئة استشارية غير معلنة، حتى لا يتحول الى كبش فداء يدفع ثمن أخطاء وسياسات البطانة القذرة.
والدارج أن هذه الأخطاء والسلبيات والتجاوزات، يجري تحمليها لبطانة السوء، وهذه مقولة خاطئة فالحاكم هو الذي يتحمل المسؤولية لأنه سمح بوجود هذه البطانة من حوله، تحيط به، وتدفعه الى مسارات خطيرة غير سليمة.