2024-03-29 08:26 ص

ماذا وراء انعقاد مؤتمرين للشباب في القاهرة واسطنبول

2017-02-23
القدس/المنـار/ الساحة الفلسطينية باتت عرضة للالهاء والاشغال، في ظل تهديدات وتحديات تفرض الوعي والحذر وتصفية الخلافات وتعزيز الوحدة الوطنية ووحدة الموقف.
وبرزت في الاونة الاخيرة ظاهرة عقد المؤتمرات، في عواصم مختلفة تحت حجة بحث مستقبل الاوضاع، ومواجهة التحديات، والقائمون عليها، أما "حردانون" ومطرودون من مؤسسات وهيئات فلسطينية، واما من جانب جهات تصر على تأجيج الصراعات في الساحة الفلسطينية، وتسجيل النقاط، لكن، بعيدا عن مصلحة الشعب وقوة ساحته وتعزيزها.
هذه المؤتمرات ممولة من دول وجهات مشاركة في التحركات التي تستهدف القضية الفلسطينية، وتربطها تحالفات تجمعها مخططات ضرب الساحات العربية، بما فيها الساحة الفلسطينية، والمؤتمرات نفسها، وعلى سبيل المثال، ذلك المؤتمر الذي عقد في القاهرة، والمتوقع عقده في اسطنبول تعقد خارج مظلة منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وبالتالي، هي تتعارض مع سياستها، وبرامجها ومشاريعها، فانعقاد هذه المؤتمرات تحت يافطة حث الشباب واستنهاضهم، أهدافها خدمة أشخاص وتيارات وأنظمة، جميعها تسعى للعبث في الساحة الفلسطينية، ومن هنا، يمكن تصنيف المؤتمرات الشبابية هذه، بانها رافدة للتحديات والتهديدات التي يواجهها الشعب الفلسطيني خاصة في هذه المرحلة المفصلية والمصيرية.
واذا ما نظرنا الى المؤتمر الذي احتضنته القاهرة، مؤخرا، ومع أنه لم يحظ بأي ترحيب أو تأييد أو اهتمام من جانب أبناء الساحة الفلسطينية، الا انه يكشف عن خطورة المخطط الذي يحاك ضد منظمة التحرير، وما نأسف له هو انجرار القيادة المصرية وراء ممولي هذا المؤتمر وشخوصه، فالامارات التي مولت ما يسمى بالمؤتمر الشبابي على ارض مصر، هي احد رعاة العصابات الارهابية، والتنسيق بينها وبين اسرائيل وصل درحة التحالف الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية وشطب منظمة التحرير لاشهار علاقات أبو ظبي مع تل ابيب وفنح أبواب التطبيع مع اسرائيل، والامارات في هذا الهدف تتفق مع المملكة الوهابية السعودية، وكان لمصر أن لا تنزلق الى هذا المنزلق الضار بشعبنا، دعما لرغبات "شلة" أصبحت في خبر كان واخواتها، وان واصلت القيادة الاماراتية دعمها لمصالحها واغراضها، القائمون على المؤتمر يسلكون الكثير من المسارات وباستخدام العديد من الوسائل والاساليب "لاثبات وجود" غير موجود، ولا فرصة أو مكانة له، لذلك، هم بتمويل اماراتي، لم يعد امامهم الا "العكننة" وهذا أسلوب المفلسين.
اما المؤتمر الشبابي في اسطنبول، فهو بدعم قطري تركي اخواني تحت يافطة حركة حماس، مؤتمر لا يختلف من حيث الاهداف والغايات عن مؤتمر القاهرة، فكلاهما، يستهدف ضرب الشرعية الفلسطينية.. والهاء الشعب الفلسطيني عن الاهداف السامية التي يطمح بالوصول اليها، وسط هذه العواصف والتحديات.
والملاحظ، أن انعقاد هذه المؤتمرات تحت حجة استنهاض الشباب بعثرة للجهود واسناد للتحديات، وتنافس بين تيارات ومحاور مشبوهة جميعها تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، انه الصراع بين قوى سيدها واحد، تعمل لصالح واشنطن وتل أبيب، صراع بين قطر وتركيا من جهة والامارات من جهة ثانية، لكن الهدف واحد، وكل من الجانبين يسرع لتحقيق هذا الهدف قبل الاخر، ليتصدر قائمة اتباع وخدم اسرائيل والولايات المتحدة.
ما تقوم به هذه المحاور من خلال شخوص، اقتطعت جذورها من الساحة الفلسطينية يؤكد مرة اخرى عمق التلاقي بين الممولين لهذه المؤتمرات وبين اسرائيل، لذلك، كان الرفض الفلسطيني لمثل هذه "الفقاعات" والمسرحيات وهذا "الهيلمان".