2024-04-20 01:23 ص

الأجهزة الأمنية والاحتجاجات.. بين التعاطي الحضاري والرد الانتقامي

2017-03-15
القدس/المنـار/ ازدادت الشكاوى ضد الأجهزة الامنية الفلسطينية، وأساليبها وطرقها في معالجة الاعتصامات والمسيرات في الشارع الفلسطيني، ردا على حدث ما، أو رفضا لموقف ومسلك.. وما يتعرض له معتقلون في سجون السلطة.
والحقيقة، أن هناك هوة بين الشارع الفلسطيني والأجهزة الأمنية، وما يثير القلق أن تتسع هذه الهوة وصولا الى درجة العداء، خاصة في ضوء تصرف بعض هذه الاجهزة بشكل انتقامي، لا نتمناه لهذه الاجهزة، مما يفرض على الجهات المسؤولية، المالكة لحق التوجيه والنصح والتدريب، شطب هذا الانتقام من عقول ومخيلات الافراد الذين باتوا يستأنسون بها، مما يمنح الخصوم وغيرهم فرصة للتشهير والترويج والاساءة والطعن.
ولأن حق ابداء الرأي وطرح وجهات النظر واحترام الرأي الاخر، غير متوفر في الساحة الفلسطينية، فان الاجهزة الامنية ستواصل مسلكياتها بعيدا عن المراقبة والمساءلة، وبالروح الانتقامية ذاتها.
والملاحظ للاسف، أن من يبدي رأيه، حريصا وناصحا، يعاقب من جانب السلطة، أجهزتها ودوائرها المالية، والتوظيفية، وهنا، تزداد الهوة اتساعا، ويتأصل الانتقام "العبثي" في صفوف الاجهزة الامنية وتتصاعد حدة التذمر في الشارع الوحيد القادر على تغيير المعادلات، واسقاط الحسابات، وقلب الطاولات "عاليها سافلها".
صحيح، أن هناك محاذير واجب الالتزام بها من جانب الراغبين في التظاهر والاعتصام، لكن، في نفس الوقت، يفترض من الجهات المختصة سماع الشكاوى والتعهد الصادق بحلها، بالعدل بعيدا عن الانحياز المقيت، بفعل محسوبية ومنافع ذاتية، أو اغراء مالي أو ايعاز من موقع وظيفي، ورتبة عالية مؤثرة.. وهنا، تضيع الحقوق، فيلجأ المواطنون الى التظاهر والاحتجاج بمظاهر مختلفة
كذلك، الجهات المختصة، نادرا ما تمنح تصاريح خاصة أو "تراخيص" تسمح بالتظاهر والاحتجاج، فيلجأ المواطنون الى تنفيذ احتجاجهم، وهذا حق من حقوقهم، وبالتالي، مطلوب من الاجهزة الأمنية على اختلاف تسمياتها ودرجة شراستها وولائها أن تتعاطى بـ "حضارية" مع المحتجين، بعيدا عن العنف، وترجمة لورح انتقامية، أو تلبية لأوامر وتعليمات، فسرت خطأ أو بحذافيرها، وتتحكم في ذلك حجم الوعي ودرجته، وصدق الاتتماء.
في مثل هذه الحالات، يفترض في الاجهزة الأمنية أن تتمتع بصدق الرعاية، والحنو على المواطنين المحتجين الذين خرجوا محتجين بفعل ظلم، لا أن تقلد هذه الدولة أو تلك في تعاطيها مع مواطنيها، فالحريص، يمكنه تفادي أية نتائج سيئة، ومعالجة أمر ما بالحكمة والمحبة، لا بالهراوات واطلاق الرصاص والركل بالأرجل، فهذه ممارسات تزيد من التذمر، واتساع الهوة، وتداعيات ذلك، خطيرة، والاجهزة وكل من هم في دوائر صنع القرار، أول من يكتوي بخطورة هذه التحديات.
أفراد الاجهزة الامنية بحاجة الى دروس ونصائح تتناول كيفية التعاطي مع المواطنين، بعيدا عن سياسة غسل الادمغة، والتعامل مع مظاهر الاحتجاج بأساليب حضارية؟!