2024-04-20 12:53 م

إتصال ترامب عباس.. بين التقديس المرفوض والحصول على أجوبة لأسئلة صعبة

2017-03-15
القدس/المنـار/ اتصال هاتفي جرى بين الرئيس الامريكي دونالد ترامب والرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد جهود من جانب عدة قوى، ونصائح من مقربين ومستشارين للرئيس ترامب، هذا الاتصال الذي جاء متأخرا، له دلالاته وتفسيراته ومعانيه، لكنه، لا يعني أن الجانب الفلسطيني قد حصل على انجاز كبير، أو أن واشنطن ستدعم الموقف الفلسطيني من جوانب الصراع المختلفة مع اسرائيل.
اتصال خلط الأوراق وأسقط حسابات بعض الجهات التي اعتقدت بأن هناك قرارا أمريكيا بشطب القيادة الفلسطينية وتجاوز الجانب الفلسطيني، وتصفية منظمة التحرير، فقد حرضت جهات وأنظمة الادارة الامريكية الجديدة، على عدم التعاطي مع القيادة الفلسطينية الحالية، لصالح شخصيات وقوى خارجه على ارادة الشعب الفلسطيني.
لكن، الادارة الامريكية، لا شك أدركت أن الجانب الفلسطيني ممثلا بقيادته الحالية، هو طرف رئيس ومركزي، معه وحده يمكن البناء على جهود تبذل، من أجل انجاح العملية السلمية، التي باتت على طاولة الرئيس الامريكي الجديد، وبالتالي على واشنطن الوقوف على تفاصيل مواقفها، والاستماع الى أجوبة على أسئلة ستطرح عليها من مستشارين مقربين للرئيس دونالد ترامب، ليصار الى تنشيط جهود العملية السلمية، وهذا لا يعني أن البيت الأبيض سيقدم للقيادة الفلسطينية، تعهدا بحل عادل للصراع، أو حتى انجاز حل مهما كان محتواه، أو أن واشنطن تكن احتراما وتقديرا لهذه القيادة وشعبها.
الادارة الأمريكية، بدأت بالفعل تحركا سريا، "جس نبض" و "استدراج" ومناقشة أفكار، للاعلان عن استئناف المفاوضات بين اسرائيل والجانب الفلسطيني برعاية أمريكية ومشاركة من أنظمة الاعتدال العربي، والاتصال مع الرئيس عباس هو الاستعداد للمشاركة، بعيدا عن أية اشتراطات أو جداول زمنية، وواشنطن تنتظر الرد من خلال مستشاري ترامب الذين بدأوا ينفذون أجندة موضوعة وجداول زيارات لا بد منها قبل نصب طاولة التفاوض، ومن هنا، كان ايفاد أحد مستشاري ترامب الى رام الله، ليقف على تفاصيل المواقف، ويسمع الدود على أسئلة مطروحة.
الاتصال بين ترامب وعباس، يعني قبل كل شيء بأن القيادة الفلسطينية طرف رئيس في الصراع، ولا نوايا لحصارها، أو تجاوزها، ولكن في اطار تفاهم متفق عليه، أي أن الموقف الامريكي من القيادة الفلسطينية سيتحدد على خلفية نتائج زيارة مستشار الرئيس ترامب، وردها على ما سيطرحه.
الاتصال بين الرئيس الأمريكي الجديد والرئيس عباس، لا يعني أن "أبواب الجنة" قد فتحت للفلسطينيين، وأنه يمكن البناء عليه، تفاؤلا وتحقيق آمال، ومن الخطأ والجهل أن تنطلق قيادات ما أنزل الله فيها من سلطان "تسبيحا وتحميدا" بهذا الاتصال، الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، وتحميله الكثير من التفاسير والقصص والارباح.