2024-04-24 04:40 ص

بوتين هذه الأيام... من قال أن ترامب صديقاً؟

2017-03-16
بقلم: الدكتور محمد بكر
ربما بدأت نتائج التقييم للوضع الميداني في سورية الذي تقوم وزارة الدفاع الأميركية بطلب من ترامب بإعداده، بدأت تتكاثر على شكل إجراءات وصيغ سياسية وعسكرية على الأرض، يضرب فيها ترامب كل عناوين الصداقة والتعاون التي أعلن عنها إبان وصوله للبيت الأبيض، لجهة التنسيق مع الروسي لمحاربة مايسميه بالإرهاب الإسلامي عرض الحائط، يمضي الرجل في تصنيع تحالفات مشابهة لسلفه، لكنها أكثر حدة في مؤشراتها لناحية تفعيل الكباش وصياغة أوراق سياسية يكون لها الثقل والدور المحدد في رسم أي تسوية مستقبلية. ترامب سيعي جيداً وربما سيباشر بالتفعيل القريب لما صدر عن معهد الحرب الأميركي وتقريره الذي عد التحالف الموالي للأسد غير قادر على تأمين كامل سورية، طالباً من الإدارة الأميركية الجديدة استعادة نفوذها وانتزاع ماسماها تنازلات مهمة من موسكو وحلفائها، مضيفاً أن أي سياسة أميركية ترفع من شأن بوتين والأسد في الميدان ستعزز مكانة إيران في سوريا وهو بذلك ( أي التقرير) يحاكي تماماً جوهر الزيارة التي قام بها نتنياهو إلى موسكو، ومحاولة استمالة الجانب الروسي في جزئية توسع النفوذ الإيراني والخطر الذي تمثله طهران فيما لو فرضت نفسها، وتكثف حضورها في الجنوب السوري، من هنا نستشف في الجواب الذي رد به بوتين على نتنياهو لجهة رفض ماتدعيه إسرائيل من أن إيران تسعى لتدمير "الشعب اليهودي" ، بأن الرسائل تصل جيداً "للقيصر " الذي يدرك طبيعة الحاصل ومفرزات صراع المحاور وماترخيه بشدة على المشهد فيبدو أكثر تمسكاً بطهران كحليف داعم في وجه المواجهة الحاصلة. يتبدد كل المعلن من الرئيس الأميركي الجديد لجهة المسارات والأولويات في سياسته الخارجية، وما إرسال قوات أميركية برية إلى الرقة لمساندة قوات سورية الديمقراطية في تحرير المنطقة من داعش، إلا عنوان عريض يكمن الشيطان ويختبىء في تفاصيله، لجهة تجاوز جزئية مكافحة الإهاب، ومحاولة لتصنيع موطئ قدم في جغرافية يمهد التواجد الأميركي فيها لتدفق قوات أخرى من دول أعلنت استعدادها لمشاركة الولايات المتحدة في خطوتها كالسعودية وتركيا، وتالياً يغدو المشهد في حدنه الأدنى رداً على استطالة اليد الروسية في سورية وهي التي تستعد للحسم في إدلب. مانشرته صحيفة يديعوت أحرنوت نقلاً عن مصادر رسمية بأن ترامب يعمل على ترتيب عقد مؤتمر قمة إقليمي في المنطقة، بمشاركة إسرائيل والدول المعتدلة ومن بينها السعودية التي قال عنها ترامب بحسب المصادر، أنها مهمة ونافذة ومؤثرة على الأحداث في المنطقة، سيضع التصورات النهائية لطبيعة السلوك الأميركي في المنظقة خلال الفترة القادمة، وهي ماتشكل  بصورة مباشرة تحديات من العيار الثقيل لموسكو وحلفائها، ومن هنا نقرأ ونفهم ما أعلن عنه المتحدث باسم الكرملين بأن بلاده نفذ صبرها مما سماه التواطؤ الحاصل في تحسين العلاقة بين موسكو وواشنطن منذ وصول ترامب، وأنه من غير المقبول أي لا يكون هناك تعاون في ظل الكم الهائل من المشكلات في المنطقة. الكرة لاتنفك بقاءً في الملعب الروسي، إذ يصعب تصور المشهد في القادمات من الأيام، ولاسيما إذا ما رشح عن الميدان بوادر لصدام عسكري مباشر، إذ أكد الأسد على أنهم قريبون من الرقة واصفاً جميع القوات العاملة في سورية من دون دعوة أو تنسيق مع الجيش العربي السوري هي قوات غازية. المؤكد في اعتقادنا أن بوتين ليس مرتاحاً بمافيه الكفاية هذه الأيام، ومايدور في خَلده  لايعلمه إلا الله.
* كاتب صحفي فلسطيني مقيم في ألمانيا
Dr.mbkr83@gmail.com