2024-03-28 09:16 م

زيارة عباس للقاهرة.. هل توقف التجني على مصر ودورها؟!

2017-03-20
القدس/المنـار/ عشية انعقاد القمة العربية في الاردن، وعشية زيارة الرئيس المصري للولايات المتحدة، الرئيس الفلسطيني محمود عباس يزور القاهرة، ويلتقي بالرئيس عبدالفتاح السيسي، بعد جفاء وتوتر لعبت جهات كثيرة لتحويل هذا التوتر الى قطيعة.
هذه الجهات "حرضت" القيادة الفلسطينية على "مناكفة" مصر، الدولة ذات التأثير في الساحتين الاقليمية والدولية، والحريصة على قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه، ومعروف عن هذه الجهات ومن بينها مشخة قطر وتركيا عدائهما لفلسطين وشعبها ولكل قضايا الامة ورعايتهما للارهاب الذي يضرب في سوريا والعراق ومصر واليمن وليبيا، تحريض لم تدرك رام الله أهدافه الخبيثة، فاتجه الرئيس محمود عباس لزيارة الدوحة وأنقرة، وكلتاهما تمولان وتدربان المجموعات الارهابية في سيناء، والقاهرة من جانبها فسرت هذه الزيارة على أنها اساءة لمصر.
القيادة الفلسطينية، بداية كانت تتحفط وما زالت على ما تسميه بـ "احتضان" القاهرة للمفصول من حركة فتح محمد دحلان، وراحت أبعد من ذلك، عندما "تجنى" بعض "الشوارين" على مصر وشعبها ودورها، واتهامها، زورا وبهتانا وظلما بأنها تسعى لتقويض المشهد السياسي الفلسطيني، لكن، ما لم تدركه رام الله ــ ربما حتى الان ــ أن مصر دولة ذات دور ولها مؤسساتها، ولا تنطلق في سياساتها، أو اتخاذ مواقفها من "شخصانية" مقيتة، أو استفزاز من تصريحات غير مدروسة ليست مبنية على حقائق أو فهم سليم.
فالقاهرة ــ وان لم تعلن مؤسساتها ذلك ــ تتعاطى مع محمد دحلان، على أنه "ناقل معلومات" لا أكثر، معلومات تهم الأمن المصري، وهذا من حقها، ولكن، ليس من حق القيادة الفلسطينية التدخل في هذا الشأن، ما دامت القيادة المصرية على موقفها الراسخ من دعم الفلسطينيين قضية وشعبا وقيادة، اذا، الفتور في العلاقات بني على استعجال وسوء فهم، وقصر نظر من بعض من هم في دائرة التشاور أو دائرة صنع القرار، وخضعت هذه القيادة لتحريض من مشيخة الخيانة القطرية، وتأليب من النظام العثماني الجديد في تركيا، والتقت رام الله بذلك مع جماعة الاخوان المتحالفة مع الدوحة وأنقرة، والمشاركة في العمليات الارهابية في الساحة المصرية، ولأن لدى مصر كفاءات سياسية وخبرات واسعة في العمل السياسي والدبلوماسي غير متوفرة في الساحة الفلسطينية، راح بعض "الشوراين" في رام الله يصعدون خلافا "غير موجود" ويواصلون التجني على القاهرة لمواقف مصرية سياسية مدروسة بعناية في النهاية تصب في صالح الفلسطينيين، فكانت "الانزلاقات" و "الانجرافات" التي أثرت سلبا على العلاقات الفلسطينية المصرية.
الان، والرئيس الفلسطيني وفي مرحلة مفصلية خطيرة، عاد الى القاهرة في زيارة بدعوة رسمية من الرئيس عبدالفتاح السيسي، فان المطلوب أولا من القيادة الفلسطينية، تنقية الاجواء مع القاهرة، ووقف التجني على الشقيقة الكبرى مصر، وعدم الانصياع لنصائح "مطالب" وكر الجواسيس في مشيخة قطر، وعدم الانجراف وراء "شوارين" سطحيين جروا هذه القيادة الى معارك هامشية ما تزال محتدمة لأغراض شخصية، وليس استنادا الى عقلية ناضجة وفهم سياسي ووعي مثبت.
فالقاهرة هي الأحرص على شعب فلسطين وقضيته، وليس المرتدون في الدوحة، أو وكلائها والمتنافسين على الارتماء في أحضان الأنظمة المرتدة، وبالتالي، القيادة الفلسطينية مدعوة الى تعزيز علاقاتها مع مصر لا تخريبها، وضرورة التوقف عن التجني، والقبول بالنصائح الخبيثة من هذه الجهة أو تلك.
وما نأمله ونتمناه، أن تكون زيارة الرئيس محمود عباس الى مصر، خطوة مباركة على طريق تصحيح الاعوجاج، وادراك أهمية مصر دورا ومساندة واحتراما، فعلى أرض القاهرة، سقط برنامج جماعة الاخوان، وشعب مصر قدم التضحيات الكبيرة في الميدان، وفي المحافل السياسية والاقليمية والدولية.