2024-03-29 04:42 م

الإرهاب يسقط على عتبات دمشق

2017-03-30
بقلم: محمود الشاعر
بعد أن فقدت قوى العدوان جميع أوراقها ،وأعلنت إفلاسها بعد ست سنوات من التآمر والتكالب على هدم البنيان السوري ،حاولت تلك القوى مجدداً تحقيق بعض المكتسبات في الميدان وعبر عمليات انتحارية وهيستيرية على أسوار دمشق وفي ريف حماه ما يعكس الحالة المزرية التي وصل إليها هؤلاء بعد مسلسل الهزائم الذي عاشوا حلقاته المتتالية على مختلف الجبهات السورية . لقد كان الرد السوري السريع والحاسم بمثابة الضربة القاصمة التي أجبرت الإرهابيين على التراجع بالرغم من الأعداد الكبيرة التي تم حشدها لتنفيذ الهجمات الأخيرة والمفخخات التي استخدموها أثناء عدوانهم السافر . ان زخم الميدان والحراك الإرهابي المتسارع ليس سوى محاولة للهروب من الالتزامات السياسية سعياً لتقويض الطاولات السياسية وإعلاء صوت الحرب عبر حفر أنفاق جديدة للعدوان على سورية والنيل من ثباتها ،وعند عتبات دمشق كانت البطولات المذهلة للجيش العربي السوري الذي صدّ محاولات الخرق المتعددة حين سعت جموع الارهابيين للتسلل إلى داخل العاصمة ونصرة أعوانهم في القابون وصولاً إلى جوبرمما استدعى تصدي الجيش لهم ومحاصرتهم وقتل أعداد كبيرة منهم ومطاردة فلولهم وهذا ما شكل خسارة جديدة تضاف إلى خساراتهم السابقة وفشلهم في الحصول على ورقة ميدانية يحملونها إلى جنيف 5 لقد آن الأوان ليعلم هؤلاء المجرمون ومشغلوهم بأنه لا مكان لهم على الأرض السورية ولا مخرج لهم من مآزقهم إلا بطرق أبواب الحل السياسي ومعالجة أقفالها بمفاتيح محاربة الإرهاب ،لكن ما تسعى إليه أميركا من تدخل سافر في شؤون المنطقة تحت غطاء محاربة الإرهاب والتصدي له ليس إلا محاولة مكشوفة للنيل من استقلال الدول والاعتداء على سيادتها ،فبذريعة مكافحة داعش في الرقة لضرورات أمنية بعد حالة الفوضى التي أوجتها المجموعات الإرهابية في بلدان مختلفة تقوم أميركا اليوم وعبر أدواتها المتمثلة بما يسمى قوات سورية الديمقراطية بالسعي إلى السيطرة على الرقة وإيجاد موطىء قدم لها على الأرض السورية متناسية أنه لا حياة لأي مشروع استعماري تقسيمي في سورية ،كما أنه لا مستقبل للتطرف والإرهاب . إن المستقبل الذي ينشده السوريون هو الحفاظ على سورية موحدة آمنة تمهيداً لإعادة إعمارها وبنائها من جديد بعد قطع اليد الإرهابية وتحقيق المصالحات الوطنية في وطن معافى يعمر ويزدهر بيد أبنائه السوريين بعيداً عن أي تدخلات خارجية .