2024-04-19 07:48 م

تحالفات أوروبية غير متوقعة مع مغادرة بريطانيا الاتحاد

2017-04-01
يلاحظ كبار المسؤولين في باريس أنه بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن 90% من الإجمالي المحلي للاتحاد سيتم توليده من منطقة اليورو، ويقول آخرون إن جميع الدول غير الأعضاء باستثناء الدنمارك ستنضم إلى اليورو في غضون خمس سنوات.
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سوف يضر شركاءها، ومع ذلك يبعث هذا على الرضا، فالاتحاد لن يكون به غير المؤمنين بفكرة اليورو حتى مع أولئك الذين قد ينضمون في المستقبل.
وعلى الرغم من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يبدو وأنه يضر بريطانيا أكثر من الاتحاد، إلا أن قرار أغلبية الناخبين بمغادرة عضو كبير هو لائحة اتهام ضخمة للمنظمة بأسرها، مما يضعها بشدة بين أعين العالم.
إن أوروبا الأكثر اختلافًا تقوم على فكرة الهندسة المتغيرة ومجموعة من السرعات أو الدوائر المتحدة المركزية، ستكون وسيلة جيدة لتخفيف التوترات والمشاكل التي تصيب الحاضر، حيث قد تتكون المنطقة من 19 عضوًا فقط، بحاجة إلى تكامل سياسي واقتصادي أعمق من أجل البقاء.
والأعضاء القادمون للاتحاد الأوروبي لن يكونوا ضمن منطقة اليورو فقط، فسيساعدون في الاندماج السياسي الذي ينطوي على ذلك، كما سيكون هناك محاولات لتقويض الهجرة، والمرشح الرئيسي للقيام بهذه الخطوة هو اليونان في الوقت الراهن، بجانب آخرين في المستقبل.
تظهر الدول غير الراغبة في الالتحاق بالاتحاد الأوروبي، ولكن في نفس الوقت ترغب في المشاركة في المبادئ الكاملة للسوق الواحدة، وسيتطلب ذلك منها دفع مبالغ في ميزانية الاتحاد الأوروبي، والتقيد ببعض القواعد، بما في ذلك قبول اختصاص محكمة العدل الأوروبية، وقد تتضمن هذه المجموعة النرويج وسويسرا، وقد يتطلع آخرون للانضمام.
وبعيدًا عن هذه الاحتمالات قد يكون هناك مجموعة للدول التي لا ترغب في القبول بالقواعد التي قد تضعها بروكسل، ولكنها لا تزال ترغب في ترتيب عميق وشامل للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي، وقد يرغب بعض هؤلاء أيضًا في الارتباط الوثيق بسياسات الدفاع للاتحاد والمتعلقة بقضايا الأمن الداخلي، وستكون بريطانيا هي الأكثر وضوحًا لمثل هذه المجموعة، بجانب تركيا وبعض دول البلقان الغربية.
هذه الهندسة المتغيرة قد تستفز المعارضة في بعض الدول، فهناك بلدان قد تشعر وكأنها انخفضت إلى الدرجة الثانية، حتى بريطانيا التي تؤمن بالتغيير ستخشى مما قد يحدث.
أما الدنمارك التي شهدت منذ فترة طويلة العديد من حالات الانسحاب فستكون حساسة بشأن هذا التغيير، بجانب إيطاليا واليونان.
ومع ذلك يبدو أن هذه المخاوف ليس لها أساس من الصحة إلى حد كبير، فالهندسة المتغيرة واسعة جدًّا، وهذه البلدان قد تكون أفضل حالًا بعيدًا عن المشاريع التي تخطط لها الآن، حتى وإن كان ينطوي ذلك على بعض التضحيات ذات التأثير الأوسع نطاقًا.
هناك حجة أخرى ضد هندسة التغيير، والتي قد تشبه هذا التحول في المنطقة بالإمبراطورية الرومانية المقدسة قديمًا، ولكن هذا التشبيه غير صحيح أيضًا، لأن الإمبراطورية الرومانية كانت متقلبة، ولكنها في النهاية جلبت في معظمها المزيد من السلام والازدهار والحرية والأمن لسكانها أكثر مما كان عليه سكان أوروبا، واستمرت لمدة ألف سنة.
ومن السابق لأوانه الحديث عن الإمبراطورية الرومانية المقدسة والتي كانت ناجحة، بالعودة إلى 2500 عام إلى الوراء، الأمر هنا يتعلق بالنمو عبر النهر وبجانب شجر البلوط القوي، فالنهر يخدع نبات القصب لكونه ضعيفًا ويثنيه مع كل نسيم، ولكن يومًا ما ستأتي العاصفة، وتطير البلوط القوي، في حين أن القصب سيظل قائمًا، وهنا تظهر فكرة المرونة.
الإيكونوميست