2024-03-28 03:46 م

في مواجهة الأخطار التي تتهدد الساحة الاردنية؟!

2017-04-15
القدس/المنـار/ في احصائية نشرت حديثا، يتبين أن الاردن اكثر ضخا للارهابيين الى داخل الاراضي السورية، والتحاقهم بالعصابات الارهابية، وهي بذلك ثاني أكبر مصدر للارهابيين بعد تونس، وهذا يعني الدور الذي لعبته القيادة الاردنية في الحرب الارهابية على الشعب السوري، بتأثير أمريكي خليجي، وامتثالا لحسابات خاطئة وتقديرات ثبتت فشلها.
وهذه الاحصائية أيضا تؤكد أن هناك بيئة حاضنة للارهاب، مما يشكل خطرا على الساحة الأردنية، حيث تسمح هذه البيئة بارتداد ارهابي الى هذه الساحة، بفعل الانتصارات التي يحقهها الجيش العربي السوري، مما تضطر اعداد من الارهابيين وخاصة ممن يحملون الجنسية الاردنية بالعودة الى الوطن الاردن، وعودتهم تعني حربا ارهابية على ساحة هذا البلد الذي يواجه تحديات كثيرة وكبيرة متنوعة.
وترى دوائر، بأن القيادة الاردنية، اذا لم تبادر الى كسر هذه البيئة فان الارهابيين، وخاصة من عصابتي "داعش" و "النصرة" العائدين من الأراضي السورية، سيرون في الاردن ملاذا يفتح الأبواب لعسكرة ارهابية مدمرة لساحته، وفي العمليات الارهابية الاخيرة، أكبر شاهد على ذلك، وهناك حديث أكدته العديد من المصادر بأن ارهابيين من حملة الجنسية الاردنية قد عادوا الى بيوتهم، وهذا ما يثير القلق والخوف ويفقد بلدا كالاردن كثيرا من أوراقه، ويشغلها عن مواجهة تحديات وتهديدات أخرى.
وتضيف الدوائر، أن البدء باغلاق المسارات المفتوحة على الحدود مع سوريا، يمنح الاردن فرصا أكبر للنجاح في التصدي للارهابيين، فرص بحاجة وتستدعي وجود تنسيق قوي وجدي فعال مع الدولة السورية، لا تنسيقا مع قوى معادية لقضايا الامة ضد الشعب السوري، كذلك، اسقاط تحدي وتهديد الارتداد الارهابي، يستدعي وقف دعم السياسات الارهابية السعودية، فالنظام الوهابي السعودي اذا ما نجحت سياساته في سوريا فانه سيتجه لضرب الساحة الاردنية، وتغيير المشهد السياسي فيها، والسيطرة على قرار هذا البلد، الذي نأى بنفسه عن الكثير من الملفات والأزمات، ويتطلب ذلك أيضا اغلاق غرف العمليات الارهابية ومعسكرات التدريب الارهابية التي اقيمت فوق الاراضي الاردنية.
وتؤكد الدوائر أن الاخطار والتهديدات الارهابية ما زالت تحدق بالاردن، وستصبح كارثية، اذا ما انجرت القيادة الاردنية وراء التآمر الخليجي على الساحة السورية، وانضمت الى دعاة اقامة مناطق آمنة في الجنوب السوري، فمثل هذه المناطق ستلحق أضرارا كبيرة بالساحة الاردنية التي ستفتح أبوابها ترهيبا واغراء وابتزازا أمام سياسات عدائية ارهابية تنتهجها عائلة آل سعود في المنطقة.
وتفيد الاردن ان حماية ساحته من الارتدادات الارهابية، وسياسات رعاة الارهاب، لن تتم، ولن تأتي الا من خلال الابتعاد عن الكمائن السعودية، والحذر مما هو مرسوم من مخططات خبيثة ضد الدولة السورية، والتوقف عن الانجرار وراء سياسات سعودية حاقدة، ستضرب مستقبلا الساحة الاردنية نفسها، اذا لم تنه ارتباطاتها والتزاماتها التي قبلت بها عمان في بداية الأزمة السورية.
وما يفترض أن تأخذه الاردن في الحسبان هو أن داعش وغيرها من العصابات الارهابية، هي من صنع امريكي صهيوني، عصابات تتبنى الفكر الوهابي التكفيري الذي تروج له دول اقليمية، في مقدمتها المملكة الوهابية السعودية لتمرير أجندة اقليمية تهدف الى تجزئة المنطقة بعد تدميرها، والاردن ليست بعيدة عن أخطار هذه الاجندة المشبوهة، التي تستفيد منها اسرائيل في الدرجة الاولى.
وباعتراف العديد من الدوائر، فان الاردن أمام مصيدة خطيرة، فهل تتمكن القيادة الاردنية من تفاديها، وهل ستفتح صفحة جديدة مع الاشقاء في سوريا؟!
أما التحدي الاخر، دون نسيان التحدي الاسرائيلي، فهو مجاراة الاردن النظام الوهابي التكفيري، ومشاركته العدوان البربري على الشعب اليمني، المتمسك بقوة بقراره وسيادته وحريته، فالاردن، معروف بحنكة قيادته، وما يتعرض له الشعب اليمني، هو عدوان اجرامي همجي، ومن حرصنا على الشعب الاردني، نتمنى ان يبتعد عن التحالف العدواني الذي تقوده السعودية قبل أن تطبق المصيدة على هيبة الاردن اولا وسمعته ومصالح شعبه.