2024-04-20 01:32 ص

دمشق تنتصر... والجيش يخوض المعركة الأخيرة لتحرير القابون

2017-04-24
يقلم: الدكتور خيام الزعبي
يقف السوريون اليوم على مشارف نهاية سنوات من الحروب والمؤامرات، كانت أمريكا بأيدٍ عربية، المتربصة بسورية والمدبر والممول لمعاركها والمستفيد الأول من نتائجها، لو تابعنا المسار الذي رسمته واشنطن في سورية، نجد بأنها خسرت رهانها لذلك نرى إن سياستها تجاه سورية في حالة يرثى لها وتعاني من ضربات مستمرة إنطلاقاً من وقائع الميدان، فبعد سيطرة الجيش السوري على القابون والمناطق المجاورة له بدت المسألة أقرب الى الحسم النهائي من أي وقت آخر، وبذلك أفشل أبطال سورية مقولة الغرب وحلفاؤه بأن سورية ستسقط خلال أسبوعين أو ثلاثة، وبدل أن تسقط سقط التكفيريين وداعميهم على أرض سورية. بالرغم مما حققه الإرهابيون في سورية من عمليات استهدفت الجيش السوري إلا انهم لم يحققوا غايتهم الكبرى في فرض سيطرتهم علي مساحات من الأرض،بفضل تضحيات وصمود الشعب السوري وما يتمتع به الجيش من عقيدة قتالية فريدة تميزه عن أغلب جيوش المنطقه، لم نسمع يوماً عن مقاتلين انسحبوا من مواقعهم او فروا هاربين بل نجدهم دائما يقاتلون حتى آخر نقطة من دمائهم وبهذا يصونون الأمانة التي أقسموا على صونها وهي الدفاع عن سورية، ولهذا لم يحقق المسلحين أهدافهم، برغم كل أشكال الدعم الذي يتلقونه من دول إقليمية ودولية نعرفها جميعاً. في هذا السياق يخوض الجيش السوري حرباً شرسة ضد مسلحي النصرة في القابون، تلك الحرب التى يستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة ستكون فارقة فى الحرب على الإرهاب فى سورية المستمرة من عدة سنوات حتى الأن، وفي نفس الوقت يتعامل الجيش السوري مع هذه العمليات العسكرية بمنتهى الدقة والحرفية، هدفها الأول تطهير دمشق وريفها من الإرهاب، إذ استطاع أن يضيق الخناق على المسلحين وان يقطع عنهم الدعم اللوجيستي عن طريق تدمير الانفاق التى كانت تمتد لمساحات كبيرة، حيث كان يصلهم من خلالها السلاح والمعدات والعناصر الداعمة، وتمت محاصرتهم، وتكبيدهم خسائر فادحة، حتى تم هروب من تبقى من تلك العناصر الى مناطق أكثر أمناً. في السياق ذاته تمكنت قوات الجيش السوري بعد سلسلة من العمليات الناجحة من بسط سيطرتها الكاملة على شارع الحافظ بحي القابون والذي يعد أحد أهم معاقل الجماعات المسلحة وأخطرها في المنطقة ويعتبر آخر شارع في حي تشرين، ومن أبرز نتائج السيطرة عليه من قبل الجيش أن معاقل المسلحين في حرستا الغربية وحي تشرين تكون بحكم الساقطة عسكرياً، وخلال الأيام القليلة الماضية استعاد الجيش السوري جامعي الرضوان والحسين وجميع نقاط الإرهابيين حولهما، وبالتالي أن هذا التقدم مكّن الجيش من فصل القابون عن منطقة بساتين برزة بالكامل. وبالموازاة مع ذلك... حقق الجيش السوري وحلفاؤه تقدماً كبيراً في ريف حماه الشمالي واستعاد السيطرة على بلدات وقرى حلفايا، هذا ولم تمنع مفخخات المتطرفين الجيش السوري من تحقيق الإنجازات والإنتصارات التي ترجمت على مدى عدة أيام من إنطلاق العمليات العسكرية ليتمكن الجيش خلالها من تحرير وإعادة الأمن والاستقرار إلى بلدات وقرى حلفايا وزلين والويبدة وزور الناصرية وزور أبو زيد بعد القضاء على آخر تجمعات إرهابيي النصرة في ريف حماة. مجملاً....... إن شراسة المعركة الجارية في شرق العاصمة دمشق، وزيادة إرتباك الغرب وحلفائه التكفيريين، يشيران إلى أن الحرب اقتربت من جولتها الأخيرة، فالتحالف الأميركي الغربي وحلفائه من الدول العربية حشدوا كل مرتزقتهم لتحقيق أي كسب معنوي، لكن دمشق الصامدة أبت إلا أن تدفن أحلامهم وتعلن عن قرب حسم المعركة، وبإختصار شديد يمكنني القول ان الجيش السوري يخوض حربا حقيقية فى شرق العاصمة ليس مع جيش نظامى يسهل التعامل معه، انما مع جماعات متطرفة تتخفى وسط المدنيين العزل، الا ان الجيش السوري يسلك خطط محكمة لخنق المجموعات المسلحة، ومعركة القابون التى تدور الآن ستكون حاسمة ومصيرية لإنهاء الارهاب وداعميه في المنطقة.
khaym1979@yahoo.com