2024-03-28 08:14 م

سيئول ليست بالبقرة الحلوب كغيرها من العربان

2017-04-29
بقلم: الدكتور بهيج سكاكيني
رفضت كوريا الجنوبية دفع ثمن منظومة الدرع الصاروخية الامريكية "الباتريوت" البالغة قيمتها مليار دولار والتي بدأت الولايات المتحدة بنصبها على أراضيها " للتصدي لتهديدات كوريا الشمالية". وأصرت حكومة كوريا الجنوبية على ان تتحمل الولايات المتحدة كافة التكاليف بما فيها التشغيل والصيانة وفقا للاتفاقية الموقعة بين البلدين في بداية الخمسينات من القرن الماضي التي سلمت بها كوريا الجنوبية أمنها والدفاع عنها كلية للولايات المتحدة التي تحتفظ بما يقرب من 40000 جندي أمريكي بالإضافة الى العديد من القواعد العسكرية هناك. السيد ترامب يريد تنصيب ادارته مثل تنظيم المافيا ان اردت ان ندافع عنك فلا بد أن تدفع الاتاوة والا فإننا سنتركك لوحدك. يريد أن يدير دولة بمفهوم البيزنس والصفقات التجارية والاحتيالات كما كان الحال عندما كان يدير أعماله. وطبعا هنالك من يستجيب ويلبي الطلب ويدفع ليس مليارا واحدا فقط بل مئات المليارات كما هو الحال مع آل سعود منذ اللقاء الشهير بين الملك عبد العزيز والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت عام 1945 على ظهر سفينة أس أس كوينسي للحفاظ على عرش آل سعود. وكأن ما يقرب من 700 مليار للسعودية المكدسة في الخزينة الامريكية التي تحتفظ بها وتتصرف بها كما تشاء لم تعد تكفي فان ولي ولي العهد محمد بن سلمان تعهد بدفع 200 مليار دولار أخرى للماهمة في تجديد البنية التحتية المنهارة ولإنعاش الاقتصاد الأمريكي. ولكن ترامب من الواضح انه لم يكتفي بذلك فها هو يطالب بالمزيد وأن على السعودية ان تدفع أكثر لان تكلفة حمايتها مكلفة. وذهب ترامب أيضا ليقول ان على الدول الخليجية التي يدخلها الكثير من الأموال ولا تصرف الا جزء منها عليها أن تساهم في الحروب التي تشنها أمريكا في المنطقة "بالنيابة" عن هذه الدول و "حمايتها" من ايران. ما نود ان نؤكد عليه هنا هو ان الولايات المتحدة لا تحارب من أجل اية دولة انما هي تحارب من أجل مصلحتها ومصلحتها فقط. الولايات المتحدة حولت منطقة الخليج الى أكبر ثكنة عسكرية وقواعد أمريكية في العالم بأسره ليس للدفاع عن الاعراب وانما لتأمين مصالحها في النفط والسيطرة الكاملة عليه وعلى خطوط امداده للأسواق العالمية الى جانب ضمان "أمن" الكيان الصهيوني ومنع قيام أية دولة عربية بإمكانيات اقتصادية أو عسكرية أو علمية..الخ تهدد أو تعرقل المخططات الاستراتيجية لأمريكا في المنطقة. وعلى الاعراب ان يستجيبوا لكل الإملاءات الامريكية وخاصة فتح أراضيهم واجوائهم وشواطئهم للبساطير والاساطيل والطائرات الامريكية هذا بالإضافة الى مئات المليارات فهم بحسب ترامب لديهم فائض كبير منها.