2024-04-25 05:59 م

خطاب السيد حسن نصر الله .. لماذا كل هذه الحرب الإعلامية !؟

2017-05-26
بقلم :هشام الهبيشان
تابعتُ في الساعات القليلة الماضية، سلسلة من الأحداث واللقاءات والمواقف والتصريحات والمقالات التي انتقدت أو شتمت أو تهجمت على خطاب وحديث وشخص أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ،في احتفال عيد المقاومة والتحرير في الهرمل 25 ايار 2017، والذي تطرق في بعض مفاصله إلى الوضع في المنطقة وإلى الأزمات والمشاكل التي يعيشها الإقليم العربي، وخصوصاً تطورات ما جرى في قمم وزيارة ترامب للسعودية . من خلال تلك التصريحات والمواقف والمقالات، نستنتج أنّ سبب الهجوم على خطاب السيد نصر الله هو موقفه القوي والصادق الداعم لحقّ الشعب الفلسطيني في التحرر و في تقرير مصيره في التخلص من الاحتلال الصهيوني ودعوته إلى إيقاف العدوان على الأراضي اليمنية، لكنّ الموقف الأبرز الذي نزل كالصاعقة على مضيفي ترامب ، هو حديثه عن قمة ترامب في الرياض مع بعض العرب والمسلميين حين قال "اعلان الرياض، هذا إعلان أميركي سعودي. 55 دولة عربية وإسلامية أغلبيتها الساحقة ليس لديها علم لا بالبيان ولا بالمضمون، وهذا بحد ذاته يشكل فضيحة". ومع أنّ جميع الذين انتقدوا أو تهجموا على خطاب وشخص السيد نصر الله يدركون هذه الحقائق، وخصوصاً بعض الساسة في دول مجلس التعاون الخليجي، إلا أنهم أصروا على مهاجمته بعد أن تحدث عن ملف هذه القمة في الصميم، وتطرقه للملف البحريني وما يعيشه هذا البلد من أزمات مركبة وظروف صعبة. ومع كلّ هذا، فقد لاحظ المحللون والمتابعون في الساعات الأخيرة حديث بعض الذين يدعون أنهم إعلاميون وصحافيون عرب والعروبة منهم براء، والذين شتموا وهاجموا حديث السيد نصر الله، في إطار حملة إعلامية مبرمجة تستهدف شخصه، وما تبع هذه الحرب الإعلامية من حرب سياسية يقوم بها البعض ، تمثلت بالتحريض على حزب الله وعلى أمينه العام وعلى بعض الصحف ووسائل الإعلام اللبنانية ، مطالبين الدولة اللبنانية بالتصدي والتعامل بحزم مع الحزب ورموزه، محاولين استغلال هذه الحادثة كنقطة ارتكاز، لضرب وتطويق حزب الله في الداخل اللبناني وإثارة فئة من الشعب اللبناني ضده. وهنا نقول، من العار على بعض الساسة العرب وبعض وسائل الإعلام المتآمرة ان تروج اليوم لزج حزب الله المقاوم "وقاهر العدو الصهيوني " في خانة المنظمات الإرهابية ، ومن العار أيضاً أن تخرج بعض وسائل الإعلام العربية، وبعض الصحف الصفراء المعروفة الهدف والغاية من وجودها لتستضيف وتنشر مقالات لبعض المأجورين الذين يسلطون ألسنتهم وأقلامهم لمهاجمة موقف السيد حسن نصر الله من ملفات المنطقة. لقد تحدث أمين عام حزب الله، مستنداً إلى وقائع ودلائل يملكها، وإن كان هؤلاء المحرضين غيورين على مستقبل المنطقة ، فليقولوا كلمة حق، وليدعموا خيارات الشعب الفلسطيني واليمني والسوري والعراقي وحقه في تقرير مصيره، فليدعموا ثورة الأسرى الفلسطينيين في سجون الكيان الصهيوني ، وليدعموا كل قضايا العرب الحقة . ختاماً ،لكي نكون منصفين، يجب أن نقرّ بحقّ أي دولة في العالم أن تطالب بعدم التدخل في شوؤنها الداخلية، ولكن عليها أولاً أن تكون هي نفسها ملتزمة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وإذا كان ساسة بعض الدول العربية يدينون خطاب السيد نصرالله الأخير ويعتبرونه تدخلاً، فماذا يسمون تدخلهم العلني في كل قضايا العرب المصيرية سلباً وخصوصاً في اليمن وتأييدهم الحرب التي تحصد كلّ يوم أناساً أبرياء وتدمر المنازل والبنى التحتية وما تبقى من مقومات للعيش في هذا البلد؟ في أي خانة يضعون مشاركتهم في الحرب ضدّ سورية، وماذا يسمون دعمهم لأحداث العنف وتسليحهم التنظيمات الإرهابية المتطرفة في سورية والعراق ولبنان وليبيا وجلب المرتزقة من كلّ أصقاع العالم لقتل شعوب المنطقة وهدم حضاراتها؟ لماذا يشنون حرباً سياسية وإعلامية على قوى المقاومة في المنطقة العربية، ويصنفونها على أنها جماعات إرهابية؟ لماذا يعطون لأنفسهم الحقّ في التدخل في الشؤون الداخلية لمصر وتونس وليبيا، وشنّ حرب نفطية على إيران ومحاولة عرقلة اتفاقها مع الغرب حول برنامجها النووي؟ ألا يخجل هؤلاء عندما يطالبون بعدم التدخل في شؤونهم في حين أنهم يمعنون بالتدخل السافر في الشؤون الداخلية للآخرين؟ إنها قمّة الوقاحة!.
*كاتب وناشط سياسي –الأردن
hesham.habeshan@yahoo.com