2024-04-24 03:24 م

كل الحلول لمواجهة الارهاب فاشلة ما لم تُستأصل فكرياً و عقائديا

2017-05-26
بقلم: حسن حمزة
اكثر من اربعة سنوات على ظهور داعش و المشهد العربي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم بسبب المعارك العسكرية وما خلفته من دمار و خراب هائل عمَّ الكثير من بلاد الاسلام وهذا ما يدعونا إلى التفكير ملياً بالنتائج التي تحققت على ارض الواقع فرغم التقدم التكنولوجي في الترسانة العسكرية إلا أنها لم تصل إلى اهدافها المطلوبة لأنها اعتمدت كلياً على السلاح فقط في مواجهة داعش فهي تنظر له كتنظيم مسلح وهذا ما لم يعطي ثماره رغم هذه السنوات الطوال فجاءت الرياح بما لا تشتهي السفن ، فلقد كشفت الأيام عن حقيقة داعش كونه تنظيم فكري عقدي متطرف يسعى لفرض ما في جعبته من افكار و مناهج ذو وجهين ، الاول اسلامي و الاخر خدمة لمشاريع دول الاستكبار و الاستعمار ، ففي قراءة لما تروج له هذه الغدة السرطانية من روزخونيات خرافية تعتمد التغرير بالعقول و الاستخفاف بهم من خلال اطلاق حملات التوعية الفكرية ومنها منح بطاقة دخول الجنة أو تناول الغداء مع الرسول خزعبلات و خرافات ما انزل الله تعالى بها من سلطان ، فمع هذا التغرير الفكري فهل من المعقول أن نواجهه بالترسانة العسكرية لا يمكن مهما امتلك المقابل الكثرة من العدة و العدد فالفكر لا يواجه إلا بالفكر وما التحاق المغرر بهم بصفوف داعش و بمحض ارادتهم ما هو إلا اكبر دليل على فشل الحلول المعتمدة على قوة السلاح الحربي ، فداعش تعزف على الوتر الحساس وهو الاحباط النفسي لدى المسلم و ظهور داعش و نشره افكاراً تخفف من وطأ حالة الانهيار التي يعيشها المسلم فتوحي له بأنها تملك صك الغفران من خلال الانخراط في صفوفها فيقع فريسة سهلة لذئاب الفكر الارهابي ومعه يثبت صحة مُدَّعانا بأن كل الحلول لموجهة الفكر المتطرف فاشلة ما لم تواجه بالفكر و تُستأصل جذرياً بالفكر الاسلامي الاصيل و إلا فلنقرأ على الاسلام و المسلمين السلام إذا بقى الاعتماد على منطق القوة و لغة السلاح هما الخيار المتبع وكما طرحه رجل الدين الشيعي الصرخي الحسني الذي وضع الحلول الكفيلة بالخلاص من خطر الفكر الداعشي جاء ذلك في معرض كلامه بمحاضرته ( 44) من بحثه الموسوم ( وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري في 19/5/2017 فقال المحقق الكبير الصرخي : (( لاحظ الآن يأتي بعض الصحفيين او الاخصائيين او بعض الاشخاص في منظمات الإغاثة الانسانية بعد أن انقطعت السبل بالمهجرين او المهاجرين او النازحين و المظلومين المسلمين من السنة و الشيعة يأتي الصليبي أو المغولي أو الإلحادي أو الوثني أو اليهودي يقدم المساعدة لهؤلاء المساكين حرَّكه ضميره ، حرَّكه دينه الذي يعتقد به ، حرَّكته المهنة التي هو يعمل بها فجاء هذا الانسان لتقديم المساعدة فماذا يُفعل به ؟ يُختطف و يُقتل ! فهل توجد جريمة اقبح من هذه الجريمة ؟ لاحظ هذه الجريمة لها اصل و تأصيل و اصول ، لها تشريع و مشرعنة من أئمة التيمية ، من ابن تيمية و أئمة المارقة ، كل الحلول فاشلة يُقطع قرن و تخرج قرون عليكم ، يخرجون عليكم من بيوتكم ، ومن تحت بيوتكم ، إذا لم تُستأصل هذه الغدة فكرياً و عقائدياً ومن أساسها ومن اصولها و جذورها تُستأصل لا تتم أي معالجة عسكرية إذا لم تدعم و تُقرن بالمعالجة الفكرية العقدية )).