2024-04-19 09:50 م

لندن تبقى عاصمة التمويل الإسلامي بالغرب.. رغم منافسة دبلن ولوكسمبورغ

2017-06-02
جزم يونكو شوكليف، الكاتب المتخصص في مجال الاقتصاد والتمويل الجديد، بأن العاصمة البريطانية لندن ستواصل التربع على عرش السيادة بالنسبة للمصرفية الإسلامية في الغرب بفضل مميزات مازالت غائبة عن سائر العواصم الغربية المنافسة، ولكنه توقع اشتداد الصراع على تلك السوق مستقبلا وسط سعي كل دولة لجذب المزيد من الاستثمارات.

وقال الكاتب، في مقال نشره عبر موقع "ذا ماركت موغل" إن موقع لندن الدولي كعاصمة غربية للاقتصاد الإسلامي بدأ منذ عام 2013 عندما طرحت الحكومة البريطانية تحت قيادة رئيس الوزراء السابق، ديفيد كاميرون، خطة واضحة على هذا الصعيد، تبعها عام 2014 تحوّل بريطانيا إلى أول دولة غير إسلامية تقوم بإصدار صكوك حكومية.

واعتبرت الصكوك آنذاك صفقة ناجحة بالنسبة لبريطانيا، إذ أنها جذبت المليارات من مصارف مركزية وصناديق سيادية أخرى، كما ضمنت بريطانيا عام 2015 صكوكا إسلامية أصدرتها شركة طيران الإمارات. أما الهدف من توسيع دور بريطانيا في سوق التمويل الإسلامي فكان جذب المزيد من التمويل من الشرق الأوسط وآسيا.

شوكليف لفت إلى أن المصرفية الإسلامية موجودة في بريطانيا قبل عقود من إصدار الصكوك الأولى، فقد بدأ الأمر بتأسيس أول مصرف إسلامي في البلاد عام 1982 لتتطور السوق بسرعة بحيث بات لدى بريطانيا اليوم أكبر عدد من المصارف الإسلامية مقارنة بأي عاصمة غربية أخرى، كما أن لندن باتت مركزا لتكنولوجيا الخدمات المالية الإسلامية أيضا.
ورأى شوكليف أن لدى لندن العديد من نقاط القوة التي تمنحها الأفضلية على صعيد المنافسة كعاصمة للاقتصاد الإسلامي في الغرب، بينها وجود القوانين المناسبة وأسواق الدين العميقة والوفيرة السيولة، إلى جانب الخبرات البشرية والقانونية ووجود ملايين المسلمين الذين يعيشون في بريطانيا أو الذين يزورونها كل عام.

ويظهر ذلك بوضوح من خلال دور بورصة لندن التي تعتبر مركزا أساسيا لإصدار الصكوك في العالم، وقد شهدت البورصة حتى الآن جمع 48 مليار دولار من 65 إصدارا، كما تحتوي البورصة على الكثير من الصناديق المخصصة للاستثمار المتوافق مع الشريعة.

ويلفت شوكليف إلى وجود منافسة على صدارة السوق الغربية بين لندن وبعض المراكز الجديدة التي تطمح لحصة أكبر، مثل لوكسمبورغ ودبلن، وقد أدرجت المملكة العربية السعودية مؤخرا إصدارها الكبير من الصكوك في سوق دبلن، ما يعني أن التنافس بين العواصم الغربية سيشتد خلال الفترة المقبلة.

ويخلص الكاتب إلى أن لندن لن تفقد قريبا مكانتها في صدارة مراكز التمويل الإسلامي بالغرب نظرا لما تمتلكه من ميزات، ولكنها بحاجة للتنبه إلى اشتداد المنافسة، ما يتطلب منها المحافظة على القوانين المرنة حيال المهاجرين والتركيز على جذب المزيد من الاستثمارات.