2024-03-28 06:14 م

من هي أكثر الحركات المتشددة فتكاً في أفريقيا؟

2017-06-05
 ميسون جحا
في إطار التقارير عن حلول حركة الشباب الصومالية مكان بوكو حرام كأكثر الحركات المتشددة فتكاً في أفريقيا، أشار كونور غافي محرر لدى مجلة نيوزويك يغطي شؤون أفريقيا، ويركز على نيجيريا والأمن والحروب في المنطقة، بأن حركة الشباب ذات الصلة بالقاعدة، أمضت السنوات الثلاث الأخيرة تتحرك في ظل بوكو حرام، كأكثر التنظيمات الدموية في القارة السمراء. 
ولكن، وفقاً لبيانات صادرة عن مشروع مواقع الصراعات والأحداث المسلحة، جمعها المركز الأفريقي للدراسات الاستراتيجية، مؤسسة مرتبطة بوزراة الدفاع الأمريكية، تم تعديل ذلك الترتيب. فقد كانت حركة الشباب مسؤولة عن مقتل 4281 شخص في عام 2016 بالمقارنة مع قتل بوكو حرام لـ 3,499 شخصاً. 

ويلفت غافي إلى أن تلك هي المرة الأولى التي تتفوق فيها حركة الشباب على بوكو حرام من حيث عدد القتلى. كما تقدمت داعش الذي قتل 2350 شخصاً في أفريقيا في عام 2016. وهناك عدة حركات أفريقية مسلحة موالية لداعش، ومنها فرع لبوكو حرام في نيجيريا وفصائل في ليبيا ومصر. 

أسباب نهوض الشباب
وتدور تساؤلات بشأن ما وراء ذلك التحول في الهيمنة بين الجماعات الجهادية في أفريقيا. وقد برزت حركة الشباب كجناح مسلح لاتحاد المحاكم الإسلامية، والتي سيطرت لمدة قصيرة على العاصمة الصومالية مقديشو في عام 2006. ومنذ ذلك الحين، بدأت الحركة في محاربة الحكومة المدعومة في الصومال. 

وبقيادة أبو عبيدة، شخصية غامضة عرضت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 6 مليون دولار لمن يقتله، شن أيضاً تنظيم الشباب هجمات واسعة النطاق في دول مجاورة، وخاصة في كينيا. 

وفي عام 2013، قتل مسلحو الشباب 67 شخصاً خلال حصار لمركز تجاري في نيروبي، عاصمة كينيا. وبعد عامين، حاصر متشددون صوماليون مبنى جامعياً في غاريسا، بالقرب من الحدود مع الصومال، وقتلوا 148 شخصاً. 

تقهقر 
وقد تقهقرت حركة الشباب خلال السنوات الأخيرة بعدما تمكنت قوة قوامها 22 ألف جندي شكلها الاتحاد الأفريقي( أميسون) من طرد التنظيم من مدن كبرى باتجاة الريف. كما قتلت درونز أمريكية قادة كباراً من الشباب، بينهم زعيمه السابق أحمد عبدي غوداني، الذي وثق علاقات التنظيم الصومالي بالقاعدة. 

ولكن، كما يشير غافي، صعدت الحركة خلال العام الأخير هجماتها عبر الصومال في محاولة لزعزعة استقرار الحكومة الوليدة، ولاستغلال تراجع زخم قوات أميسون. 

فقد نفذ التنظيم عدة غارات كبرى ضد قواعد أميسون، ومنها هجوم تم في يناير( كانون الثاني)، 2016 على قاعدة إل عادي حيث قتل قرابة 150 جندياً كينياً. كما فجر متشددون أنفسهم داخل مبانٍ حكومية وفنادق وحولها، وشنوا مؤخراً هجوماً بالرشاشات على شاطئ شعبي. 

رفض الاستسلام
ويشير المحرر إلى إعلان الرئيس الصومالي محمد فارماغو، الذي تسلم السلطة في فبراير( شباط)، الحرب على الشباب، وعرض على المتشددين نيل عفو في حال ألقوا سلاحهم. ولكن التنظيم رفض العرض، وهو يواصل عمليات التخريب وزرع الفوضى. ومؤخراً، ادعى التنظيم مسؤوليته عن تفجيرات تمت عند الجانب الكيني من الحدود مع الصومال، ما أدى لمقتل ما لا يقل عن 11 ضابط شرطة. 

انحسار بوكو حرام
وبوكو حرام، الذي يعني اسمه "التعليم الغربي حرام"، بدأ في محاربة الحكومة النيجيرية منذ عام 2009. وطوال ثمانية أعوام من الحرب، قتل التنظيم المتشدد عشرات الآلاف من الأشخاص، وشرد أكثر من مليونين آخرين، وأدى لحدوث أزمة إنسانية هائلة في شمال شرق نيجيريا.

ووصل التنظيم إلى أوج قوته من حيث المساحة في بداية عام 2015، عندما سيطر على مناطق توازي مساحتها مساحة بلجيكا. ولكن منذ وصول الرئيس النجيري محمد بوخاري إلى السلطة في مايو( أيار)، 2015، واجه بوكو حرام هجوماً نيجيرياً عسكرياً كبيرأً أدى لاستعادة معظم المناطق التي سيطر عليها المتشددون. 

قوة متعددة الجنسيات
ويشير غافي لدور كبير لعبته قوة متعددة الجنسيات، مؤلفة من جنود من نيجيريا ودول مجاورة ومن جماعات أمنية أهلية، في إبعاد المتشددين نحو غابة سامبيسا النائية في ولاية بورنو النيجيرية. 

وفيما تعرض بوكو حرام لضغط خارجي كبير، عانى التنظيم أيضاً انقسامات داخلية. وتعهد أبو بكر شيكاو، والذي قاد التنظيم منذ موت مؤسسه محمد يوسف في عام 2009، الولاء لداعش باسم بوكو حرام. 

ولكن في أغسطس( آب)، 2016، أعلن داعش في منشور أن قائداً جديداً، أبو مصعب البرناوي، قد تم اختياره لقيادة فرع التنظيم في غرب أفريقيا. ورفض شيكاو القرار، ومذذاك، انقسم بوكو حرام إلى فصيلين، آحدهما يقوده شيكاو، والآخر برناوي، ويقال إنهما يتصادمان. 

ولكن يبقى كلا فصيلي بوكو حرام قادرين على شن هجمات في شمال شرق نيجيريا ومنطقة بحيرة تشاد.