2024-03-28 11:47 م

قريباً.... داعش خارج سورية

2017-06-07
كتب الدكتور خيام الزعبي
أشرقت شمس العزة لتحمل أشعتها الساخنة فى شهر صيفى حار، المجد والنصر لقواتنا المسلحة على داعش وأخواته، فقد رفرف هذا الأسبوع العلم السوري في سماء عدة مدن سورية وانتشى السوريون بنصر انتظروه من سنوات، في الوقت ذاته، كانت داعش والقوى المتطرفة الأخرى تتجرع مرارة أكبر هزيمة لها منذ أن زحفت على مساحات كبيرة من سورية، ولم تكن الهزيمة الميدانية في البادية السورية الضربة الوحيدة التي يتلقاها التنظيم المتشدد، فقد أعاد الجيش السوري الأمن والاستقرار إلى مدينة مسكنة بريف حلب الشرقي بعد القضاء على آخر تجمعات إرهابي تنظيم داعش فيها، والآن... بات مصير داعش محل تساؤل من جديد: هل دخل هذا التنظيم مرحلته الأخيرة في سورية؟. اليوم يواصل الجيش السوري وحلفاؤه عملياتهم العسكرية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في مناطق عدّة من الجغرافيا السوريّة وتمكّن الجيش، من استعادة السيطرة على أكثر من 1400 كلم مربع في عمق البادية السورية، شرقي تدمر إذ واصلت وحدات من الجيش عملياتها في ملاحقة إرهابيي تنظيم "داعش" في ريف حمص الشرقي وتمكنت من فرض سيطرتها على عدد من التلال الحاكمة شمال شرق تدمر، مما يتيح للجيش السوري وحلفاؤه التقدم شمالاً باتجاه مدينة الرقة، أهم معاقل داعش في سورية، كما يفتح الطريق أمام التقدم إلى دير الزور شمالاً، وإلى الغوطة الشرقية لريف دمشق، وريفي السويداء ودرعا جنوباً، فضلاً عن عزل داعش والقوى المتطرفة الأخرى عن أرياف حمص وحماة غرباً، والحدود العراقية شرقاً. متغيرات متتالية في الميدان السوري تثبت حالة إصرار سورية على مجابهة المشاريع التي تحاول عبثاً النهش في جسد الوطن، إذ مثلت إستعادة الجيش العربى السوري لمدينة مسكنة آخر معاقل تنظيم داعش بحلب شمالي سورية، أكبر نصر عسكري للجيش حيث فقد داعش أعداد كبيرة من مقاتليه، وهو ما يعد تحولاً هاماً في دفة الحرب فى سورية منذ أكثر من سبع سنوات، وعلى صعيد آخر حرر الجيش السوري مجموعة من القرى بالريف الغربي لمحافظة الرقة من قبضة تنظيم "داعش"، "خربة محسن، وخربة حسان، وبير السبع، والترقاوي، والسليحية، وعنز بوكردي" ، بالمقابل حرر الجيش السوري وحلفاؤه عدة نقاط استراتيجية بريف دير الزور وحماة، كما أخفق مسلحو المنطقة الجنوبية مجدداً في خرق دفاعات الجيش خلال هجوم الأيام الماضية على جبهات حيّ المنشية، جنوب غرب درعا، و يأتي ذلك وسط تحضيرات للجيش لبدء عملية واسعة في المنطقة، وإنطلاقاً من ذلك فقد أشار الرئيس الأسد إلى أن حلم داعش بقيام "دولة الخلافة" فى سورية "يتحطم أمام عينيه"، مؤكداً أن التنظيم يفقد الأراضي، ويهرب مقاتلوه من سورية. وعن الأهداف الرئيسية لمعركة "الفجر الكبرى" التي أطلقها محور المقاومة باتجاه الحدود السورية العراقية، فإن عمليات العسكرية في الريف الشرقي لحمص متزامنة مع عمليات أخرى باتجاه أقصى شمال شرق ريف دمشق، وهذان المحوران يلتقيان في عدة أهداف أهمها تأمين حماية القوات السورية المتجهة شمالاً انطلاقاً من مدينة تدمر للوصول إلى الحدود العراقية وبالتالي الوصول إلى مشارف دير الزور، والسيطرة على الحدود الأردنية السورية العراقية، ومنع أي تمدد للمجموعات المسلحة المدعومة أمريكياً داخل الأراضي السورية، ويبدو أن وزارة الدفاع الأميركية بدأت تدرك بموجب ما نشرته المجلة الإلكترونية الأميركية "بلومبيرغ" والذي جاء فيه أن الخطط الأميركية المعدة لتلك المنطقة من التنف إلى حدود الأردن مع سورية والعراق ستتعرض للإحباط والهزيمة أمام تقدم الجيش السوري والحشد الشعبي العراقي في تلك المنطقة، كما يدرك البنتاغون بأنه بعد إنتصار الجيش السوري على داعش في حلب وتدمر، أصبح الطريق مفتوحاً أمام الجيش وحلفاؤه لتصفية مجموعات داعش بكافة أصنافها لحماية حدود سورية الشرقية والجنوبية المتاخمة للأردن، وهو الانتصار الذي تحاول واشنطن وتل أبيب وحلفاؤهما عرقلته دون جدوى. في ذات السياق يمكن القول ... إن معارك داعش الأخيرة وإصراره على فتح جبهات كثيرة وواسعة في وقت واحد، دليلاً واضحاً على أن داعش يخسر معاركه كما خسر موارده، وإن بقاءه في المدن هو مسألة وقت لا أكثر، وبالتالي تؤكد سلسلة الهزائم التى مني بها تنظيم داعش وحلفاؤه من جماعات الإرهاب في المحافظات السورية، إن هذا العام يمكن ان يكون عاماً مصيرياً بالنسبة لداعش والقوى المتطرفة الأخرى، يتحقق فيه كسر وهزيمة التنظيم وانحسار وجوده في سورية والمنطقة بأكملها. بإختصار شديد يمكنني القول، إن الجيش السوري أثبت فى المعركة الأخيرة لتنظيم داعش والدول الممولة له أنه غير كل الجيوش وأن سورية لن تسقط ومن الصعب احتلال أي أراضٍ فيها، وأدراكه تماماً أنه ليس له أي مستقبل في سورية.
Khaym1979@yahoo.com