2024-03-29 10:06 ص

حرائق ممالك الرمال تطال رعيانها

2017-06-07
بقلم: محمود الشاعر
يتنازع أعراب الخليج اليوم على تزعم عروش الإرهاب ويحاول كل منهم تعرية الآخر وإظهار وجهه القبيح في مشهد فضائحي تطفو على سطحه مواقف عدائية وتبادل لمفردات مخزية تظهر بدائية رعيان الخليج وانحطاطهم الأخلاقي ونزعتهم الجاهلية والقبلية وإن سكنوا القصور والأبراج العالية ففي خيام مشيخات الخليج تشتعل نيران الحروب والخصومة بمباركة أمريكية وإسرائيلية وترجم قطر بحجارة سعودية بتهمة اقتراف خطيئة الإرهاب وهذا وإن كان حقيقة لا خلاف عليها فإنه لا يعطي الحق للملكة الوهابية بأن تحاضر في العفاف وهي من حملت بالإرهاب سفاحاً وربت قطعان الإرهابيين في دهاليزها ونشرتهم في بقاع الأرض يعيثون إجراماً وخراباً ولا يخفى على أحد أن جوهر الخلاف بين مشيخات الإرهاب يتمحور حول قيادة التنظيمات الإرهابية فكل يحاول توجيه بوصلة الإرهاب بالاتجاه الذي يريده فقطر تدعم الإخوان المسلمين وجبهة النصرة وتغذي وجودهم في المنطقة أما السعودية فتعد الراعي الأول للفصائل الداعشية الوهابية التي تدعمها وتمدها بالمال والسلاح لتدمير سورية وزعزعة أمنها وتقويض البنى التحتية لها وإذا كان قطع العلاقات الخليجية مع قطر قد رافقه تضليل إعلامي وحرب إعلامية فإن هذا كله لا يخفي حقيقة إخوة الإرهاب فكلاهما يشكلان وجهان لعملة واحدة وقد اتفقا فيما سبق على تقديم الولاء والطاعة للسيد الأمريكي وتورطا في علاقات مشبوهة مع الكيان الإسرائيلي فالسعودية أظهرت مراراً العداء لمحور المقاومة وحزب الله إرضاءً لإسرائيل ووضعت يدها باليد الإسرائيلية للتآمر على سورية وتسليط الوحش الداعشي عليها للنيل من وحدتها وأمنها أما قطر فقد قدمت الغاز علناً وبأسعار بخسة للكيان الإسرائيلي وعقدت معه الصفقات وسعت للتطبيع معه . إن اتباع السعودية لسلوك الدجل السياسي والشعوذة لإظهارها بمظهر المناهض للإرهاب والمحارب لقطر كداعمة له إنما هو سلوك غبي لا يبرئها من تهمة الإرهاب حتى لو حاولت ملء الجيوب الأمريكية بالأموال الطائلة ولا يحسن من صورتها أمام العالم الذي يتذوق اليوم مرارة الإرهاب في مناطق مختلفة ليس آخرها بريطانيا التي اعتادت غض الطرف عن الحركات المتطرفة والتستر عليها حتى ارتدت عليها ونالت من أمنها . وهكذا فإن إشعال الحرائق في ممالك الرمال سينال منها جميعاً ويكشف زيف رعيانها لتبقى الحقيقة واحدة لا خلاف عليها وهي حقيقة الصمود السوري والانجاز الميداني الذي لم تستطع حرائقهم وكيدهم السياسي النيل منه بل ارتد على نحورهم و القادم من الأيام يبشر بمزيد من الخلافات والنزاعات بين رعاة الإرهاب وداعميه .
*أمين تحرير صحيفة العروبة بحمص