ما إن استيقظ الذئب الأمريكي من سكرته بعد زيارته الأخيرة للسعودية التي أتخمته بولائمها وأثقلته بأموالها وأدت له فروض السمع والطاعة حتى ظن بأنه قادر على فعل ما يشاء في المنطقة دون حسيب أو رقيب فكان العدوان الغادر الذي أسقط المقاتلة السورية في الرصافة خير دليل على أن الرجل ما زال يترنح تحت تأثير غروره وتهوره ، وأن من واجبه دعم إرهابييه بجرعة إضافية تضمن بقاءهم في المنطقة بعد التقدم المذهل الذي حققه الجيش السوري على امتداد الصحراء السورية حيث يتم سحق الثعبان الداعشي الذي يتلوى مهزوماً على رمال البادية ، فكان لا بد من إيجاد مخرج مناسب يحفظ ما تبقى من ماء الوجه للتنظيم الإرهابي وداعميه عبر العدوان الأخير ما يكشف طباع الغدر والخسّة التي حاول الذئب الأمريكي إخفاءها طويلاً حيث رفع شعار مكافحة الإرهاب كذباً وافتراء فأسقط الطائرة السورية التي تؤدي مهمتها المقدسة في محاربة الإرهاب واثبت مجدداً دعمه للإرهابيين في عملية انتقامية وضيقة تكشف تخبط قوى العدوان وفشلها الذريع بعد لقاء الجيشين السوري والعراقي على الحدود العراقية واكتمال حلقات التواصل بين محور المقاومة الممتد من إيران مروراً بالعراق وسورية ووصولاً إلى لبنان . إن التحذيرات الروسية الأخيرة والمباشرة للعدوان الأمريكي ما هي إلا دليل قاطع على ان صبر الحلفاء بدأ ينفد وأن التصعيد الأمريكي والحماقة الترامبية تقود المنطقة برمتها إلى حافة الهاوية حيث لا يمكن لأحد أن يتنبأ بما هو قادم إذا تكررت تلك الحماقة مجدداً ، كما ان الأمريكي الذي تجاوز حدوده وظن في لحظة غرور وهمية أنه قادر على فعل ما يشاء في المنطقة يتلقى اليوم رسالة واضحة من الحليف الإيراني عبر الصواريخ الإيرانية التي استهدفت مواقع الإرهابيين في دير الزور وكبدتهم خسائر فادحة وفي ذلك عبرة لمن يعتبر وتـأكيد على أن عين محور المقاومة تراقب الحدث بدقة وهي على استعداد لخوض معركة الحسم في الوقت المناسب . إن التبريرات التي قدمها التحالف العدواني بعد تعرضه للطائرة السورية ومحاولة إظهاره بمظهر المدافع عن النفس إنما هي حجج واهية تضحك الأموات لو سمعوا وشر البلية ما يضحك إذ كيف لطائرة تدافع عن أرضها وتقاوم المعتدي أن تتهم بالاعتداء على الغرباء والمحتلين ؟!!. لقد آن الأوان لوضع حد للرعونة العسكرية التي يقدم عليها هؤلاء والثقة كل الثقة بالجيش العربي السوري وحلفائه الذين ما زالوا مصرين على متابعة مسيرة القتال ومكافحة الإرهاب حتى تحقيق النصر المرتقب .