2024-03-29 08:51 ص

القيادة الفلسطينية بين "المطرقة والسندان" .. خدعة التفاوض وباب التطبيع

2017-06-26
القدس/المنـار/ التحرك الامريكي الذي يقوده كوشنير وغرينبلات، لا ينبع من رغبة أمريكية صادقة لانهاء ملف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي بما يضمن حقوق شعب فلسطين، والوفد الذي التقى القيادة الفلسطينية يحمل معه موقف اسرائيل ورغبات اسرائيل، وعلى الجانب الفلسطيني الموافقة على ما هو مطروح عليه، واما استئناف المفاوضات ليس أكثر من غطاء لما تنوي واشنطن تمريره، فالتفاوض مع اسرائيل أشبع تماما، وكل طرف عرف حدود ما وصل اليه الطرف الآخر، ثم افترق الجانبان، وبقيت القيادة الفلسطينية على موقفها، متمسكة برؤية حل الدولتين، في حين رفضها نتنياهو، الذي خلف اولمرت في الحكم، والوفد الامريكي الذي يرعى جهود عملية السلام، كأنه لم يسمع بهذه الرؤية رغم أنها انطلقت من البيت الابيض قبل سنوات.
الآن، مفاوضات اكثر من عقدين من الزمن لم تنته الى شيء، وكأنها لم تكن، فلماذا اذن استئناف المفاوضات، الطاقم اليهودي الامريكي يسعى لعقد صفقة مع القيادة الفلسطينية، سلام اقتصادي، مال واستثمار ومشاريع وتعميق تبعية، وأن يبقى كل شيء على حاله، الا من ادارة ذاتية في خدمة اسرائيل أمنيا، وعلى دول عربية بعينها في مقدمتها السعودية تمرير هذا الحل الامريكي الذي صاغته طواقم اسرائيلية.
هذا هو المطروح أمام الرئيس محمود عباس، اما أن يقبل ذلك، واما فان البدائل جاهزة ومدعومة انظماتيا، ويحيط بها الرضى الاسرائيلي.
أمريكا تريد من القيادة الفلسطينية أن تنصب طاولة التفاوض من جديد لتمرير مخطط التطبيع العربي مع اسرائيل تقود لواءه السعودية ومحمد بن سلمان، بعدها تلقي الطاولة بعيدا، ويبقى حل الادارة الذاتية قائما، فاستئناف التفاوض خدعة ولعبة ماكرة، لعل القيادة الفلسطينية تعي ذلك، وما تريده اسرائيل وأمريكا من المفاوضات هو الخضوع الفلسطيني والقبول بالحل الوحيد المطروح، وما دام هذا هو الحل فلماذا تجهد القيادة نفسها؟! وهي لا شك تدرك خفايا ما يدور في المنطقة، وما بين الأنظمة وواشنطن واسرائيل ومعها، ولماذا تحشر نفسها بين التهديد الامريكي والضغط العربي.
وما دامت واشنطن، تتفاوض عن تل أبيب ونقلت لرام الله، المطالب العديدة، كوقف رواتب الاسرى، وتغيير أسماء الشوارع تخليدا للتضحيات، فهل بقيت آمال تتمسك بها القيادة الفلسطينية؟