2024-04-19 06:48 ص

خيارات واشنطن بعد الصواريخ الأيرانية !

2017-06-28
بقلم: حاتم استانبولي
الصواريخ الايرانية متوسطة المدى التي اطلقت من ايران على مواقع داعش في دير الزور كان لها اصداء في عواصم الاقليم وكل قيمها من خلال موقعه وموقفه من الحرب على سوريا . ولكن الاكيد ان وصول الصواريخ لأهدافها اكدت التالي : ان ايران خرجت من حيز التجربة للصواريخ بعيدة المدى ودخلت في مرحلة استخدامها الفعال في ضرب اهداف خارج حدودها , وشكل اطلاقها صدمة لقوى الغرب.الصواريخ الايرانية كانت لها صدى مختلف في واشنطن بالرغم من تصريحاتها العلنية عن عدم جدواها لكنها ادركت ان الصواريخ التي افرغت حممها على مواقع داعش في دير الزور التي لا تبعد عشرات الكيلو مترات عن خبرائها وبضع مئات عن قاعدة التنف كانت بالجوهر رسالة موجهة لقواتها في سوريا وادركت مراكز القرار في واشنطن ان قواعد الأشتباك اختلفت في سوريا ودخل عليها عامل الصواريخ الايرانية . هذا العامل الذي ترافق مع خروج الرئيس الاسد من مكان اقامته والتجول في اسواق دمشق وحضوره المميز في حماة وزيارته لقاعدة حميم في طرطوس زاد من قلق حلفاء واشنطن في تل ابيب والرياض ناهيك عن التفكك الذي ظهر في بيت حليفها الخليجي . وعلى ما يبدو ان الصولريخ الأيرانية قصفت مقررات قمة الرياض . واشنطن ادركت ان اطلاق الصواريخ الأيرنية لم يكن يتم الا بالتنسيق مع موسكو ودمشق وبيروت . وبناء عليه فان مراكز القرار الامريكية وبعد دراسة معمقة للحدث وتبعاته الأقليمية والدولية خرجت بتقييم ان الصواريخ الأيرانية التي لا تخضع للتفاهمات بين واشنطن وموسكو فرضت عاملا جديدا, وضعها امام خيارين اما التورط المباشر في الحرب على سوريا ,او الأنسحاب من سوريا والاعتراف بالهزيمة . خيار مزيد من التورط يعني تغيير جذري في سياسة واشنطن في سوريا من داعم لقوى محلية واقليمية الى الأنتقال لتنفيذ الهدف الذي فشلت كل ادواتها الاقليمية في تحقيقه وهذا يعني التورط المباشر الذي يصطدم مع الوعود التي اطلقها الرئيس ترامب بعدم التورط في حروب مباشرة وتعريض حياة جنوده للخطر المباشر ومخاطر هذا التدخل سينعكس بفتح جبهات متعددة على الأمريكيين تمتد من الموصل الى بيروت ومن الممكن ان تصطدم مع العامل الروسي الذي يعتبر ان سوريا هي مجال حيوي لمصالحه القومية ولن يتساهل بدعم الدولة السورية للدفاع عن ذاتها . اما الخيار الثاني وهو الأعتراف في الهزيمة فانه سيكون كارثيا على حلفاء واشنطن في المنطقة من تل ابيب الى الرياض . وعلى ما يبدو ان خيار تجميل الهزيمة من خلال تقليل الخسائر ما امكن هو الذي رست عليه الأدارة الأمريكية ودوائرها من خلال استحضار ( كذبة نيسان) حول الأسلحة الكيميائية , لتكون مدخلا للضغط على دمشق وحلفائها في الخروج من المازق السوري باقل الخسائر ! ولكن السؤال المهم الذي يطرح هل سينجح هذه المرة ؟ من الواضح ان الرد الروسي كان حاسما حيث جاء التصريح بشان المزاعم الأمريكية (كما وصفت) من الكرملين وليس من الخارجية وهذا يفهم على ان قرار مواجهته سيخرج عن الطرق الدبلوماسية . ناهيك عن الرد الفاتر من قبل الحليف الأوروبي . والمدقق فان المتغير في العامل الأوروبي ستخفف من عزيمة واشنطن في الأستمرار في كذبة نيسان التي لها مفعول ليوم واحد . ان مطالبة وزير خارجية المانيا بحضور اكثر لأوروبا في الحل السياسي في سوريا وان سوريا هي اقرب على اوروبا من واشنطن يعني ان على اوروبا ان تخرج من تحت العباءة الأمريكية في الشأن السوري وان حل الأزمة سياسيا هو مصلحة اوروبية هذا التصريح اذا اضفناه الى تصريح باريس حول دور الرئيس الأسد يعطي مؤشرا ان اوروبا ذاهبة في طريق موسكو للحل في سوريا . ولكن الأهم ان العاقلين يدركون ان نجاحات الجيش السوري وخاصة اذا ما وصل الى دير الزور يعني ان المعركة الرئيسية مع داعش انتهت وستفتح معركة قانونية وجود كل القوات الغير شرعية المتواجدة على الأرض السورية على جدول الأعمال . ويدركون ايضا ان كل يوم تزداد احتمالات خروجهم من الأرض السورية. وهنا فان العامل الوحيد المتبقي في جعبة واشنطن هو اللجوء الى اغتيال الرئيس الأسد وفرض وقائع جديدة ما بعد انتصار سوريا وتعتبر انجاز هذه المهمة هي بموازرة انتصار الجيش السوري وستخلط الأوراق الداخلية للخروج بتسوية تظهرها بانها هي من وضعت البصمة الاخيرة عليها . وهذا الخيار الوحيد الذي تملكه لخروجها الآمن . فهل تنجح ؟ وهل ستتحمل انعكاساته ونتائجه ؟ هذا ما ستجيب عليه الايام القادمة !