2024-03-29 09:17 ص

سورية رمز الكرامة العربية

2017-07-10
بقلم: د. انور العقرباوي
الأخبار القادمة من مدينة هامبورغ الألمانية لا يبدو أنها تبعث على التفاؤل، حيث أنه في الوقت اللذي توصلت فيه الأطراف إلى إتفاق بشأن وقف لإطلاق النار في الجنوب الغربي السوري واعتبرته إنجازا مهما، فإنها إن صحت تكون قد تجاهلت المصلحة الأساس للدولة السورية في بسط سيادتها على كل جزء من أراضيها، بينما لم تغفل الأطراف المجتمعة ذاتها عن مراعاة مصالحها ومطامع البعض منها اللتي ساهمت في صنعه! وإذ لا يمكن لكل مراقب أن ينكر أو أن يقلل من الدور الروسي إلى جانب قوى المقاومة في دعم الدولة السورية، فإنه من الحري كذلك الإقرار أنه لولا الحكمة اللتي مارستها القيادة السورية ووقوف شعبها من ورائها، وصمود وتضحيات جيشها العربي، لربما كان قد انبثق عن هذه الإجتماعات اليوم أكثر من خريطة وإتفاق، وقد شارك فيها المزيد من الأطراف! وعودة إلى ساحة الصفر حيث تدور المعارك والمواجهات، فإن ما تتناقله الأنباء من جبهات القتال في سورية، اللتي تؤكد على تواصل حسم المعارك لصالح الجيش العربي السوري في أكثر من جبهة، فإنه من وجهة نظرنا أن ما تبقى من جبهات أخرى، فإنه لن يكون هناك مفرا من الإقرار عاجلا أم آجلا بسيادة الدولة السورية عليها، إذا كان هناك حرص حقيقي على إجتثاث الإرهاب والقضاء عليه، ومن هنا تكمن أهمية وخطورة الإتفاق على وقف إطلاق النار في الجنوب السوري، اللذي يهدف بالنتيجة إلى إقامة المنطقة العازلة أو الجيب اللذي طالما حلم به العدو الصهيوني، و تنبأ به النظام الأردني من ناحيته عام 2004، حتى قبل إنفجار ما يسمى بالربيع العربي، عندما غمز من قناة الهلال الشيعي!!! ندرك أنه لا ثوابت في السياسة، وأن المصالح عند الدول العظمى تعلو ولا يعلى عليها، وإنه إذا كان من مصلحة اصدقائنا الروس تقديم بعض التنازلات في سبيل إيجاد حلول وسط تقلل من تأثير العقوبات الجائرة بحقهم، فإننا لا نعتقد أنهم من السذاجة بمكان أن يكون ذلك على حساب مصداقيتهم وموقعهم المتقدم على الخريطة الدولية، اللذي لولا الظرف السوري لربما كان قد تأخر كثير أو لما كان! وعلى الطرف الآخر فإنه إذا كان من مصلحة الولايات المتحدة حقا محاربة الإرهاب، فإن ذلك لا يعقل أن يكون على حساب الدولة والجيش اللذي لا يزال دون كلل يقارعه ومن مكان إلى مكان يلاحقه! ومن هنا فإننا نرى أن ما دار من محادثات وإن تجاوزت الوقت المحدد لها مسبقا، فإنها لم تتعدى كونها أكثر من جس النبض والمجاملات، وربما بعض الوعود اللتي لم تصدق على أي حال في غالبها منذ إندلاع الأزمة السورية، وأنه لا يستبعد على داهية السياسة الروسي، أن يكون قد سجل من النقاط أضعاف ما حصل عليه الساذج الأبله (كما يصفونه مواطنيه الأمريكيين)، أما ما سبقها من الإتصالات اللتي أفضت إلى الإتفاق على وقف النار في الجنوب السوري، فإننا على ثقة أن اؤلئك اللذين قدموا التضحيات الجليلة من أجل وحدة ومستقبل وسيادة وطنهم، أنه لابد وأن يكون هناك من يسمعهم ويعرف كيفية الرد عليه والتعامل معه حين تعلن على الملأ تفاصيله لا نزعم الصواب عند التحليل في غياب الشفافية وندرة المعلومة، لكن ذلك لن يحول دون التعبير عما يجول من الأسى والألم اللذي يلازمه الأمل الساكن في صدورنا، حين ستعود قلب العروبة سورية عامرة زاهرة بأهلها وديارها، وياسمينها وقد فاح عبقه من بغداد إلى تطوان حتى نجد والحجاز. صباح النصر والمستقبل سورية، والخزي والعار على كل من هانت عليه كرامة أمته