2024-03-29 09:08 ص

الربع ساعة الاخير!!

2017-07-15
بقلم: رفعت البدوي*
كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن نية الجيش اللبناني حسم الأمور عسكرياً واعادة ضبط الاوضاع الشاذة التي تشهدها منطقة عرسال وتطهير مخيماتها من بؤر الارهاب التي اتخذت من تلك المنطقة ملاذا آمناً متسترة بمخيمات النازحين السوريين ومنتهزة الوضع المتفلت في تلك المخيمات لتتخذ منها غطاء للقيام بتجهيز وتتفيذ اعمال ارهابية من خلال ممارسة التفخيخ والتفجير والقتل والخطف.
صحيح ان العملية العسكرية الاخيرة التي قام بتنفيذها الجيش اللبناني اسهمت في ضرب بعض مراكز الارهاب في تلك المخيمات كما انها ادت الى اعتقال العديد منهم الا انها لا تعتبر كافية لطمأنة اهالي منطقة عرسال من عدم اعادة تكوين تلك البؤر خصوصاً ان العديد من المعابر بين جبال لبنان وسوريه لم يزل مفتوحا باتجاه المخيمات ومتفلتة من اي رقابة نظراً للانفاق المفتوحة والطرق الوعرة وصعوبة جغرافيتها ما يفتح الباب امام اعادة تشكيل الخلايا الارهابية المتلطية باللاجئين السوريين الموجودين في تلك المناطق الوعرة بين لبنان وسوريا.
اذاً الوضع الامني في تلك المنطقة الجبلية الوعرة المتفلتة من الرقابة بحاجة الى الحسم العسكري الذي يؤدي الى اعادة ضبط الامور وسيطرة الجيش اللبناني على مجمل النقاط والمعابر من الجانب اللبناني بهدف ضمان امن المنطقة وامن لبنان من خطر اي اعمال ارهابية.
من المتعارف عليه ان اي جيش في العالم بحاجة الى غطاء وقرار سياسي للقيام بأي عملية عسكرية داخل البلاد او خارجها. ونظراً للانقسام السياسي الحاد في لبنان بين مؤيد لعمليات الجيش ضد بؤر الارهاب المتغلغلة بين اللاجئين السورين وبين معارض لها كان لا بد من حسم الامور سياسياً بهدف وضع جميع التيارات والاحزاب والقوى امام مسؤولياتهم. الا ان البعض ذهب في معارضته الى حد الغلو في اطلاق الاتهامات الباطلة بحق الجيش الوطني اللبناني متهماً اياه بالقيام بقتل المدنيين عمداً وممارسة العنصرية ضد اللاجئين السوريين ناكراً وجود مسلحين ارهابيين يأتمرون باوامر مباشرة من تنظيمي النصرة وداعش وذلك بهدف ضرب معنويات وعزيمة الجيش اللبناني خدمة لاجندات خارجية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بتلك الجهات من مطلقي الاتهامات ضد الجيش اللبناني وقيادته. بيد ان قيادة الجيش ووزير الدفاع اللبناني وضعا رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في تفاصيل ما وصلت اليه الاوضاع الامنية من خطورة للحد الذي لم يعد للبنان القدرة على تحمل تبعات التغطية السياسية لتلك المجموعات الارهابية في مخيمات اللاجئين نظراً لما لها من انعكاسات سلبية تنذر بعواقب وخيمة على الساحة الامنية والسياسية في لبنان ما اضطر رئيس الحكومة اللبنانية الى الاعلان عن تأييده لعمليات الجيش اللبناني دون اي قيد او شرط رافعاً بذلك الغطاء عن اي اعتراض او اي اتهامات تطلق ضد الجيش اللبناني في محاربته بؤر الارهاب التي تهدد الامن في لبنان. خصوصاً اذا ما اخذنا بعين الاعتبار القرار الاستراتيجي الذي تم التوافق عليه بين القوى الكبرى والقاضي بضرورة محاربة الارهاب وتجفيف منابعه اضافة الى حصول توافق امريكي روسي على مناطق خفض التوتر تمهيداً الى تسوية الاوضاع في سورية وذلك عقب  اجتماع الرئيس الروسي