2024-04-25 09:10 م

استعادة الشعب الفلسطيني السيادة على الأقصى

2017-07-21
بقلم: زهير الخويلدي
" الكفاح يظل مستمرا ويتحقق الشعب من أن الحياة معركة دائمة لا تنتهي" ( فرانز فانون، معذبو الأرض، ترجمة الدروبي والأتاسي، دار الفارابي، بيروت، طبعة1،2004 ص92) تصاعدت المشاعر الدينية لدى المسلمين والمسيحيين في الأرض المحتلة بعد فقدان الفلسطينيين السيطرة على القدس وتعذر دخول المصلين إلى ساحات الأقصى وإلغاء إقامة صلاة الجمعة لأول مرة منذ عقود. هذه الهيمنة الصهيونية على أولى القبلتين وثالث الحرمين بالنسبة للمسلمين تأتي في انفراد أمني بالمدينة المقدسة ورفض القرارات الأممية المنصفة للحقوق العربية و تزيد من الخيارات العسكرية في المنطقة. لقد وحدت قضية الصلاة في بيت المقدس الفصائل الفلسطينية ودفعت القوى الوطنية إلى الحشد والاحتجاج ضد هذه الغطرسة الإسرائيلية وجعلت كل من السلطة في الضفة والمقاومة في غزة تتبنى خيار التصدي. في ظل هذه الأزمة السياسية الحادة التي ألقت بظلالها على المنطقة وعكرت الأجواء السياسية يزيد العدو الإسرائيلي من تأجيج الظروف وتوتير العلاقات بفرض خيار التوحيد لمدينة القدس ورفض مبدأ التقسيم وبتركيزه لأبواب مراقة الكترونية في مداخل المسجد النوراني وذلك من أجل المضايقة وتشديد الرقابة. في المقابل رفض الفلسطينيون هذه الإجراءات المنفردة وطالبوا برفض الحصار على القدس وإلغاء قرار المنع من أداء شعائرهم وأصروا على إقامة صلاة الجمعة القادمة في مكانها وموعدها والكف عن التحرش وووجهوا نداء استغاثة إلى الدول العربية والإسلامية والقوى المحبة للخير والعدل بغية نصرة الأقصى. من ناحية أخرى تزايدت المطالب في الساحات الثقافية العربية برفض سياسة التطبيع ووقف مبدأ التنسيق والتمثيل بين العرب وإسرائيل وتقوية ثقافة الممانعة والتشبث بأسلوب المقاطعة الذي أثبت نجاعته سابقا. إن الشروط التي يجب توفيرها من أجل تمكين الفلسطينيين من استعادة السيادة على القدس هي التالية: - إنهاء كل أشكال الانقسام بين القوى الفلسطينية وتوحيد الصفوف تحت راية المقاومة والتحرير. - خروج العرب من حالة الغيبوبة السياسية والإجماع على نصرة الأقصى والانتصار إلى العدل. - ممارسة المنتظم الأممي والمؤسسات الدولية الضغط على الكيان الغاصب الانسحاب من القدس. - التعويل على الشارع العربي وهيئات المجتمع المدني لتنظيم مسيرات حاشدة وتظاهرات غاضبة. من المعلوم أن جل الفلسطينيين في الداخل والخارج يحلمون بإقامة الدولة وتحرير كل الأرض وطرد المغتصب والعودة إلى الديار والحقول ولكن حلمهم بالصلاة في القدس وزيارة الأماكن المقدسة أكبر. كما يشاركهم العرب والمسلمون هذا الحلم وكل القوى المؤمنة بعدالة قضيتهم وتدافع العديد من الجمعيات غير الحكومية على هذا الحق من حيث هو أحد ركائز منظومة حقوق الإنسان الرافضة للتهجير والاستيلاء والتمييز والتي دأبت على إدراج الممارسات الأمنية الإسرائيلية في خانة الإرهاب. ماهو بديهي أن فلسطين قضية مشتركة ومصير وطني وأن القدس جزء من التاريخ الجماعي للعرب، فماهو الذنب الذي ارتكبه الفلسطينيون حتى يتم حرمانهم من أبسط حقوقهم الرمزية ويمنعون من ممارسة مناسكهم في كنف الأمن والحماية الدولية؟ أليس المطلوب سيادة فلسطينية على بيت المقدس؟ 
كاتب فلسفي