2024-04-19 05:26 ص

وزارة التربية السورية والمستقبل المأمول...

2017-08-07
بقلم: الدكتور خيام الزعبي
في الوقت الذي نعيش فيه حراكاً تربوياً نوعياً ونركب السفينة التي صنعناها بأمنياتنا وطموحتنا نحو التطوير والتحديث في مجال التربية والتعليم لا بد لنا من طرح تساؤل مهم هو: هل تنجح وزارة التربية في تطبيق نظام التعليم الجديد بعد أن أصبح بوابة واسعة نستطيع عبرها الدخول لصناعة المستقبل في سورية؟!. يعتبر قطاع التربية و التعليم من أكثر القطاعات التي تضررت بعد الحرب المدمرة على سورية المستمرة منذ سبع سنوات، وقضية تغيير وتطوير منظومة التعليم لها آثار عميقة على المجتمع السوري والمدراس السورية هي البداية لأنها تواجه تحديات هائلة تعوق أهدافها في تحقيق رسالتها التعليمية، فقد أصبحت قضية تعزيز وإصلاح المدرسة من الناحية التربوية وقضية تغيير المناهج المدرسية من ناحية أخرى أمراً هاماً ومطلبا إجتماعيا ملحاً من معظم الأسر السورية . لا يختلف إثنان في أن التعليم هو أساس رقي الشعوب، ووسيلة تنمية المجتمعات، لذلك يشهد العالم متغيرات سريعة أصبح فيها من يملك ناصية العلم والتكنولوجيا والمعلومات هو من له حق الديمومة والإستمرار، الأمر الذي يجعلنا نسابق الزمن ونضافر الجهود لأن أي تقدم ملموس ومحسوب في تلك المجالات لم يأت إلا من بوابة تطوير منظومة التعليم باعتبارها ممرا أساسيا لتعظيم قدرات الطلاب، وتخريج أجيال جديدة قادرة على قيادة المجتمع بأساليب حديثة، وتحقيق طفرة نوعية فى جميع المجالات والأنشطة المختلفة. حظى التعليم بأهمية كبيرة من القيادة السياسية، جعلته الأولوية الوطنية الأولى، ومحط الدعم ومثار الاهتمام، وتواصل قيادتنا دعمه وتمويله بكافة الأشكال، وإنطلاقاً من ذلك حرص الرئيس الأسد على الاهتمام الكبير بعملية تطوير التعليم وفق منهج علمى محدد، فقد أصدر مرسوم سمح بإعادة تصحيح مادة واحدة للطالب، وهذا يعطي اطمئناناً لطلبتنا حول حصولهم على ما يستحقونه من درجات قياساً للإجابات الموجودة في أوراق إجاباتهم. إننا بذلك إزاء رؤية متكاملة لتطوير التعليم التي ستأخذ مسارها الصحيح لتتقدم سورية وتحتل مكانها اللائق بين الأمم لم تتوقف التربية على مدى رحلتها في نشر التعليم بسورية عن السعي الدائب لتطوير نوعيته وإحكام الصلة بين محتواه واتجاهه وبين متطلبات التنمية يفي مجتمعها وحركة العالم من حولها ولعل ما أعلنه وزير التربية بهذا الصدد، يوضح حرص الوزارة على تطوير العملية التربوية بكل مفاصلها وخاصة منظومة القياس والتقوىم التربوي، التي لم تقتصر كالعادة على الثانوية العامة ولكن قدمت تغييرات جذرية مهمة، من بين هذه التغييرات قرار تعديل معايير النجاح في الشهادة الإعدادية بهدف تطوير مقدرات الطلبة وتحسين مستواهم الدراسي من خلال إعادة صياغة النظام التعليمي على أسس علمية ومنهجية أكثر جدوى من خلال تقويم عمل المعلم من جهة وتقويم المنهاج من جهة ثانية، مما يعزز العلاقة الترابطية بين نتائج المتعلمين أثناء المرحلة ونهايتها مع تشخيص الصعوبات من خلال التقويم المستمر... فالنظام الجديد معناه أن يعود الطالب طالبا يكافىء على إجتهاده، ويعود المدرس مدرساً يساعد ويوجّه الطلبة، على الرغم من تباين الآراء حول النظام الجديد لشهادة التعليم الأساسي، إلا سيكون نقلة نوعية في تطوير منظومة التعليم الأساسي في سورية وسيقوم بتطوير إستراتيجية متكاملة لتنهض بهذه المرحلة المهمة من النظام التعليمي من خلال نظرة شمولية في مكوناتها المختلفة، وهذا بلا شك يعد خطوة مهمة على طريق التحول الإيجابي، ويبعث على التفاؤل بشأن تطوير التعليم وتحفيز الطلبة على اكتساب المعارف والمهارات والقيم من خلال عدم إهمالهم الصفوف السابقة. مجملاً... إن طموحنا يقودنا الى جعل وزارة التربية الصرح الذي يعول عليه جميع السوريين من أجل بناء الحياة المتمناة، فوزارتنا تحاول اليوم ان تتطور وأن تقود الآفاق الطموحة من خلال جميع كوادرها ومديرياتها العامة، وبذلك فإن الوزارة تؤدي دورها بأمانة وحرص لجعل التربية الرافد الحقيقي لتطوير الحياة في كافة نواحيها بإختصار شديد، إننا اليوم نعبر إلى مرحلة جديدة، لا بد فيها من إعادة البناء وترتيب نظرتنا للعالم من ناحية القيم والمجتمع والبنية السياسية والفنون والمؤسسات، ونتمنى أن تكون بداية هذا العام الدراسي الجديد هي بداية الخلاص من الإرهاب وطرد داعش وأتباعه من جميع المناطق السورية التي تمكنت تلك العصابات من السيطرة عليها، وان تعود جميع الأسر النازحة الى مناطق سكناها ، وبإختصار شديد يمكنني القول إن وزارتنا إستطاعت ان تقطع السبيل على جميع الأعداء الذين كانوا يراهنون على شلّ الحركة التربوية والتعليمية في سورية وعدم قدرتها على إجراء الإمتحانات بمختلف فروعها.
khaym1979@yahoo.com