2024-03-28 06:38 م

الأزمة الخليجية.. المرسوم والمُعد في خارطة استهداف المنطقة.

2017-08-07
بقلم: جمال رابعة
الصراع القطري السعودي بخلفيتة القبلية المتجذرة بأبعاد متخلفة تنبعث منها رائحة العفونة متعددة الاهداف، والتي تخدم كل مشاريع الهيمنة والابتزاز باستثناء مصالح شعبي البلدين المتضرر الاكبر من سياسات المغامرة والمراهقة، بعد اهم ما يميزها شخصنة هذا الصراع الذي أسقط في الواقع والحقيقة الادعاءات التي طالما تحدث عنها أمراء وملوك البترودولار ومشاريعهم ،لجهة تحديد هوية الصراع الحقيقي في المنطقة ، وحاولوا الذهاب به بكل الامكانيات والدعم من قبل الغرب الاطلسي ، تتقدمهم واشنطن والعدو الصهيوني، لجهة مذهبة الصراع في المنطقة بين سنة وشيعة هدفه استبدال العدو الصهيوني بعدو وهمي لا حقيقة له، هو الجمهورية الاسلامية الايرانية، والدخول بنفق حروب عبيثة تطال المنطقة برمتها تغذيها وتوقد جذوة استمرارها، العصبية المذهبية، أقل نتائجها دمار شامل للمنطقة وشعوبها والمستفيد الاكبر منها مستثمري هذه الحروب في السياسة والاقتصاد والجيوسياسة ، من شركات السلاح والنفط وامبراطوريات المال، أما في الجيوسياسة، فهناك رابح كبير ينتظر فرصة القيام بهكذا حروب بفارغ الصبر، هو عدونا الصهيوني الذي يغتصب فلسطين. يرى الكاتب الألماني شتيفان بوخن في مقال له أنَّ بعض رجال دين يمثـِّلون البغض الطائفي ويفرغون الإسلام الراهن من العقل، وأنَّ الحرب الدينية ما بين المذاهب الإسلامية التي ساهم هؤلاء في إشعال فتيلها من شأنها أنْ تغيِّر وجه المنطقة على نحوٍ مدمر، من هنا كنا نرى سخونة الخطاب والتصريحات الذي جاء على لسان مسؤولي بني سعود و رجال الدين، مأجورين بخلفية ارهابية تكفيرية هدفها تعزيز هذا الصراع بصيغته المذهبية لكن باختلاف القطري مع السعودي أُسقط القناع الحقيقي، وظهرت هوية الصراع الحقيقية التي طالما كنا نتحدث عنها، فالصراع بين بني سعود وال ثاني أماط اللثام عن بعض الحقائق للصراع في المنطقة، وكشف المستور الذي طالما حاولوا اخفاءه عن الشعوب التي تدفع الثمن حفاظا على العروش، والذي يدحض ويفضح ادعاءات الاعلام المأجور من قبل بني سعود، والذي طالما طبلوا له عبر النصريحات المتواترة من مسؤوليهم وأمرائهم على ان ما يدور في المنطقة، هو صراع مذهبي، لكن بقراءة بسيطة وسريعة بين في الحاصل بين الطرفين، نستطيع القول: العائلتان من ذات المذهب ويدعيان بآنهما ينتميان ويتبعان عائلة ال الشيخ الوهابية التكفيرية وبالتالي البلدان عضوان مؤسسان ومهمان في مجلس التعاون الخليجي، وعضوان في ما يسمى الجامعة العربية ودورهما مشترك وفعال في الجامعة، بتدمير بقية الدول العربية ليبيا _سوريا_اليمن_العراق. باعتقادي الصراع في المنطقة، هو صراع نفوذ ومصالح بأدوات داخلية ضمن مشاريع اقليمية ودولية تطبخ في المطابخ الخلفية لأجهزة المخابرات الامريكية، والبريطانية والموساد الصهيوني. اذا سبرنا اسباب هذا الصراع الخليجي ما بين ال سعود وال ثاني لوجدنا انه هناك خلاف عقائدي ايدلوجي حيث ان القطريين يدعمون ويمولون تنظيم الاخوان المسلمين الدولي الى جانب تركيا، بينما نرى بني سعود يقدمون كل الدعم المالي والسياسي للسلفين التكفيرين الوهابيين في كل العالم، مع الاشارة الى أن مؤسس رابطة العالم الاسلامي 1962 هم بنو سعود، وبإيعاز من المخابرات البريطانية وهو يضم تنظيمي الاخوان المسلمين والنقشبندية، كذلك نجد من خلال الوقائع الميدانية، ان هناك تواصل وتعامل ودعم من قبل القطريين لجبهة النصرة (القاعدة)، وبالتصنيف هم سلفيون، اي ان هناك عامل مشترك لدعم قوى الارهاب الدولي من اخوان مسلمين وسلفين من قبل بني سعود وال ثاني، بينما في الجانب الاقتصادي، هناك منافسة شديدة بين السعودية وقطر، وهنا لا بد من الاشارة ان واردات قطر من حجم استثمار الغاز يعادل ماليا ما يتم استثمار من قبل السعودية من النفط، في حين الجانب الجيوسياسي الصراع على اشده بين الجانبين لجهة النفوذ، لما لهم من اذرع مختلفة اقتصادية منها وامنية وجيوش بالانابة من الارهابيين تقاتل بتمويل ودعم من كلا الطرفين اضافة الى جملة من الترسبات، و المواقف السياسية، منها موقف قطر المعارض للوحدة الخليجية، وهناك من يذكي هذه الخلافات لاستثمار التناقضات و" حلب" كلا الطرفين ماليا، وهذا ما تقوم به الادارة الامريكية. اليوم جاء الدور القطري وغدا الكويتي والعماني وباعتقادي أ ن تقديم الصراع على هذه الصورة بطابعه الطائفي والمذهبي، هو من اهداف " المشروع الصهيوني" اول نتائجه "تفتيت المنطقة العربية، وهدم دولها وهياكلها السياسية والتخلص من القوى الإقليمية ذات القوى الضاربة فيها، والتي يمكن تمنع تنفيذ تلك المشاريع العدوانية بحق شعوبها. مشروع صهيوامريكي بدعم من امراء ومشيخات الخليج في مواجهة مشروع المقاومة في المنطقة بوصلته الاساسية هي فلسطين المغتصبة وكما قال روبرت .فورد. في حوار مع صحيفة “الشرق الأوسط بأن اللعبة انتهت في سوريا، لتستمر في مكان اخر، احد فصولها اليوم في الخليج ما بين بني سعود وآل ثاني والضحية شعوب المنطقة.
*عضو مجلس الشعب السوري.